ما نشر عن بيانات التعزية التي أصدرها المسؤولون الغربيون بوفاة رئيس الوزراء الاسرائيلي الاسبق، ارييل شارون، يشير بوضوح الى عجزهم عن الاشادة والثناء على شخصية شارون. تحليل (فارس) توفي رئيس الوزراء الاسرائيلي الاسبق، ارييل شارون، والمعروف بالسفاح و"البولدوزر"، يوم امس في عمر 85 عاما بعد قرابة ثماني سنوات من الاغماء. وبوفاة شارون، أخذ زعماء الدول الغربية وحلفاء اسرائيل بإصدار بيانات التعزية والاعراب عن المواساة. الا ان النقطة المشتركة البارزة بوضوح في اغلب هذه البيانات، انه حتى هؤلاء الاشخاص لم يتمكنوا من العثور على وصف ايجابي مناسب لشارون، واشار اغلبهم الى انسحاب الكيان الصهيوني في عهده من غزة، ومفاوضات التسوية وكذلك جهوده لبقاء اسرائيل. ولم يكن الرئيس الاميركي، باراك اوباما، مستثنى من هذه القاعدة، حيث أصدر بيانا بعد ساعات من الاعلان رسميا عن وفاة شارون، خصص فيه القسم الاعظم بموضوع مفاوضات التسوية. ووصف شارون بأنه شخص "نذر نفسه لاسرائيل"، وأكد على التزامه للمضي قدما في مفاوضات التسوية. وكتب موقع "بوليتيكو" الاميركي تعليقا على هذا البيان، بأن اوباما ونظرا لمسيرة مفاوضات التسوية، يعلم ان حتى استخدام كلمة او وصفا خاطئا في هذا البيان، من شأنه ان يترك أثرا سلبيا على جهوده للتقارب مع دول المنطقة. وبدأ شارون نشاطاته العسكرية والسياسية منذ سن ال14 عاما، ارتكب خلالها العديد من الجرائم والمجازر، ما جعل منه شخصية كريهة. وقد أثار خبر وفاة شارون امس موجة من الفرح والاستبشار في شوارع الضفة الغربيةوغزة ولبنان، اضافة الى ان العديد من الناشطين في حقوق الانسان، بمن فيهم مدير قسم الشرق الاوسط لدى منظمة هيومن رايتس ووتش، اعربوا عن اسفهم واستيائهم لعدم محاكمته قبل وفاته. وأصدر رئيس الوزراء البريطاني، ديلفيد كاميرون، بيانا مقتضبا، اشار فيه بقرار شارون الانسحاب من غزة، ووصفه بأنه قرار "شجاع ومثير للضجة"، مكتفيا بوصف شارون باستخدام عبارات "قائد هام" و"اكثر الشخصيات تأثيرا". وكان الكيان الصهيوني قد انسحب عام 2005 من غزة، بأمر مباشر من ارييل شارون، وذلك قبل عام واحد من تعرضه للإغماء بسبب اصابته بجلطتين بالدماغ. ولعل هذه النقطة الايجابية الوحيدة التي تمكن الساسة الغربيون من العثور عليها في أداء شارون، حيث اشار جميعهم اليها. ووصف الامين العام للامم المتحدة، بان كي مون، شارون بأنه رجل "كرّس حياته لاسرائيل" و"بطل للاسرائيليين"، وقال في بيانه: "ان شارون سيُذكر دائماً لشجاعته السياسية وعزمه على تنفيذ القرار المؤلم والتاريخي بسحب المستوطنين والجنود الإسرائيليين من قطاع غزة". وأوردت المستشارة الالمانية، انجيلا ميركل، والتي تعد بلادها من الحلفاء الرئيسيين لاسرائيل في اوروبا، في بيانها: "انه قام بخطوة تاريخية بقراره الشجاع بسحب المستوطنين الإسرائيليين من قطاع غزة لصنع توازن مع الفلسطينيين، والإسهام فى التمهيد لحل الدولتين". ووصف الرئيس الفرنسي الذي عاد مؤخرا من زيارة للاراضي المحتلة واعتبر نفسه افضل اصدقاء اسرائيل، وصف شارون بأنه "لاعب رئيسي في تاريخ اسرائيل"، مضيفا: "ان شارون، وبعد حياة مهنية عسكرية وسياسية طويلة، بذل جهودا للسلام مع العرب". لكن وفاة شارون اثارت ردود فعل سلبية بين ناشطي حقوق الانسان، لأنهم كانوا يأملون ان يوضع شارون يوما ما امام العدالة ليدفع ثمن جرائمه. وبهذا الشأن قالت ليا ويتسن، المديرة التنفسية لقسم الشرق الاوسط بمنظمة هيومن رايتس ووتش: "يأتي رحيله (شارون) كتذكرة إضافية مقبضة بأن الإفلات شبه الكلي من العقاب على انتهاك الحقوق طوال سنوات لم يفعل شيئًا لتقريبنا من إحلال السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين". واعتبر نديم حوري، مساعد ليا ويتسن في صفحته على موقع تويتر، وفاة شارون وعدم محاكمته بأنها وصمة عار. وقال: من العار ان يموت شارون دون ان يمثل امام القانون بسبب دوره في الجرائم والاعتداءات الوحشية منذ أن كان في الوحدة 101 والى صبرا وشاتيلا. /2926/ وكالة الانباء الايرانية