خلال ندوة أقامتها وكالة أنباء فارس في العاصمة الطاجيكية بحضور بعض الخبراء.. وجود بصمات سعودية - صهيونية في التفجيرات التي شهدتها روسيا مؤخراً أقام مكتب وكالة أنباء فارس ندوة في مدينة دوشنبة بحضور عدد من الخبراء وقد تمحورت حول العمليات الانتحارية التي عصفت بروسيا قبل أيام وتطرق الخبراء فيها للحديث عن البلدان الداعمة لها وأكدوا أن قتل النفس هو أمر غريب على المعتقدات والثقافة الإسلامية وهناك بلدان غربية تدعم هذه الظاهرة فضلاً عن التحالف السعودي - الصهيوني. طهران (فارس) أقام مكتب وكالة أنباء فارس في العاصمة الطاجيكية دوشنبة ندوة تخصصية بحضور عدد من الخبراء البارزين في طاجيكستان حيث تمحورت حول أسباب العمليات الانتحارية التي شهدتها روسيا مؤخراً بواسطة بعض من يدعي الإسلام زوراً وكذباً وأكد هؤلاء الخبراء على أن ظاهرة الانتحار تتنافى كل التنافي مع المعتقدات والثقافة الإسلامية وتوصلوا إلى أن هناك بلدان إقليمية وغربية وراء هذه الأحداث المقيتة. وتحدث الباحثون عن واقع بعض الزمر الإرهابية المدعومة من قبل الولاياتالمتحدة وبعض البلدان الغربية والكيان الصهيوني ونظام آل سعود وأكدوا على أن هذه الزمر لم تؤسس إلا لأجل زرع الفتنة بين الشيعة والسنة وترويج العنف والقتل، وبالطبع فإن استئصال هذه الظاهرة يتطلب إيجاد وحدة حقيقية بين المسلمين. وفيما يلي بعض ما تم تداوله في هذه الندوة: سؤال موجه من قبل إدارة مكتب فارس للخبراء الحاضرين: حسب المعلومات التي تناقلتها وسائل الإعلام فقد سقطت 818 ضحية في العراق جراء العمليات الإرهابية بما فيها العمليات الانتحارية خلال العام المنصرم، وللأسف الشديد فإن الذين يقومون بهكذا أعمال ينسبون أنفسهم إلى الإسلام في حين أننا قبل عقد من الزمن لم نكن نشهد عمليات انتحارية إلا بشكل نادر. والطريف هنا هو أن هذه العمليات الانتحارية يقوم بها من يدعي أنه مسلم ويستهدف فيها المسلمين الأبرياء، فما هو رأيكم بالنسبة إلى الانتحار وصلته بالشريعة الإسلامية المقدسة؟ الخبير إسلام فيض علي: هذه الظاهرة مثيرة للقلق حول مصير العالم الإسلامي والشخصيات الإسلامية والعلماء المسلمون دائماً ما يعربون عن خشيتهم من تحولها إلى حركة معارضة في شرق الكرة الأرضية، وبالطبع فإن هذه الظاهرة لها جذور وقد بدأت بعد أن تمادى الصهاينة وقمعوا الفلسطينيين بأعتى الوسائل ما اضطر بعض المجاهدين آنذاك لأن يتخذوها كاستراتيجية في كفاحهم المسلح. ولكن السبب الأساسي لظاهرة العمليات الانتحارية فإن المفكرين يوعزونه إلى السياسات الخاطئة لبعض البلدان الإسلامية العميلة للغرب إذ أن المسؤولين السياسيين في هذه البلدان جعلوا الأجيال الجديدة من الشباب المسلمين تتبنى الإسلام في إطار سلفي قديم لأنهم لم يحصلوا على حقوقهم السياسية والثقافية والدينية الحقة عن طريق مشروع مما اضطرهم لأن يسلكوا سبلاً ملتوية للمطالبة بحقوقهم. للأسف الشديد في أكثر العمليات الانتحارية فإن المقصر هم المسؤولون السياسيون والحكومات المستبدة وهذا ما أثبتته الدراسات العلمية، على سبيل المثال عندما اعتقل العديد من الناشطين الإسلاميين في مصر وتعرضوا للتعذيب في زنزاناتهم فإنهم تحروا عن الأسباب التي أدت إلى ذلك وتوصلوا إلى أن من يفعل بأخيه المسلم هذا الفعل ليس بمسلم وبالتالي فإن دمه مهدور. إذن حكام الجور هم أحد أسباب رواج هذه الظاهرة المقيتة، فضلاً عن ذلك فإن ضياع حقوق بعض الفئات هو الآخر قد أدى إلى تقوية هذا الفكر. ومن الجدير بالذكر أن هذه العمليات لا تقتصر على المسلمين بل إن بعض البلدان الغربية شهدت هكذا أفعال كما حدث في النرويج حيث قام رجل يعتبر نفسه مجاهداً نصرانياً يدعى "بريفويك" بقتل ما يقارب 70 شخصاً في مخيم، معرباً عن اعتراضه على تغلغل الإسلام في أوروبا. الخبير رحمت الله عبد الله أوف: كما ذكر سابقاً فإن هذه الظاهرة لا تقتصر على المسلمين بل إنّها موجودة حتى في البلدان غير الإسلامية كالنرويج واليابان وغيرهما. سؤال آخر: صحيح أن هذه الظاهرة لا تقتصر على المسلمين، ولكن للأسف الشديد علينا الإذعان إلى أن الغالبية العظمى من العمليات الانتحارية تحدث في البلدان الإسلامية ويقوم بها من يدعي الإسلام وضحيتها هم المسلمون الواقعيون كما يحدث في سورياوالعراقوأفغانستان وغيرها من البلدان الإسلامية، ودائماً نلاحظ كيف يتم تفجير المساجد وحتى خلال تشييع الجنائز وصلوات الأعياد والطقوس الدينية الإسلامية، بل إنهم يتمادون حتى على حرمة شهر رمضان فيقتلون الصائمين؟! الخبير سلطان حمد: برأيي فإن السؤال الهام هنا هو: من هو المستفيد من هذه العمليات الانتحارية؟ بغض النظر عن الدوافع والأسباب فإن الانتحار بكل تأكيد لا يصب في مصلحة المسلمين ولا سيما حينما يقع تحت غطاء ديني، ففي أفغانستان استشهد أحمد شاه مسعود وبرهان الدين رباني والكثير من الشخصيات الإسلامية على أيدي انتحاريين وهذا يعني وجود زمر خلف هذه العمليات تعمل على تشويه منظر الإسلام وبالتأكيد فإن أجهزة المخابرات الأجنبية ولا سيما الغربية هي التي تغذيها بغية تحقيق تطلعاتها. الاستاذ إسلام الدين فيض علي: المستعمرون قديما عندما كانوا ينهبون خيرات الشعوب فإنهم على أقل تقدير كانوا يقومون ببعض الأعمال المفيدة لها كإقامة بعض المشاريع للبنى التحتية ولكن التخريب الذي تقوم به الزمر الإرهابية اليوم لا يجر إلا الويلات والدمار للشعوب الإسلامية وبالتالي يفتح الباب للمستعمرين على مصراعيه لمصادرة خيرات الشعوب دون أن تقدم لها أية خدمة. أما بالنسبة إلى الأوضاع التي تعاني منها بعض البلدان الإسلامية وبالأخص سورياوالعراق وكذلك مصر فهناك أسباب داخلية وخارجية حيث أشار إليها الخبير قيوم زاده. وأكد هذا الخبير على أن القوات الأمريكية لو خرجت من أفغانستان في عام 2014م فإن القوى الإرهابية ستحاول استعادة زمام الأمور من جديد لذلك أوجدت الولاياتالمتحدة الأزمة في سوريا لجرجرة الإرهابيين إليها حتى تسلم أفغانستان من سيطرة الإرهابيين من جديد لتثبت أنها تمكنت من القضاء على الإرهاب في هذا البلد. الخبير مهدي صابروف: أعتقد أن الأنظمة السياسية الحاكمة في البلدان الإسلامية هي طرف في هذه الأحداث وذلك بسبب إهمالها حقوق شعوبها ما اضطر البعض لاتخاذ سبيل خشن في الدفاع عن حقوقه ومن ناحية أخرى فالذين يقومون بعمليات انتحارية يعلمون أنهم بعد موتهم سوف لا يكونون عرضة للمطاردة والتعذيب في السجون وكذلك فإن بؤرة هذه الزمر الإرهابية تتمركز في البلدان الإسلامية وبعض بلدان الاتحاد السوفييتي السابق وبعض البلدان الغربية وهذا ما أثبتته الأحداث الأخيرة في روسيا. الخبير زينت الله إسماعيلوف: الإعلام العالمي في عصرنا الراهن قد أصبح مؤثراً لدرجة أنه يصور في الأذهان أن الإسلام دين عنف وإرهاب وتخريب وهذا بالطبع ناشئ من الأعمال الإجرامية التي ترتكبها بعض الزمر المتطرفة التي تدعي الإسلام وللأسف فإن التشتت والتفرق بين المسلمين قد مهد الطريق للأجانب كي ينفثوا سمومهم ويحققوا أهدافهم فخلال العقدين الماضيين كانت الاستراتيجية الأميركية والغربية هي تسخير بعض الذين يدعون الإسلام لتخريب الإسلام فاستجابت لهم تلك الزمر التي تنسب نفسها للإسلام وبدأت تدمر الحرث والنسل في البلدان الإسلامية وعلى رأس ذلك زرع التفرقة الطائفية التي تزعزع استقرار البلدان الإسلامية. وقد أشار السيد إسماعيلوف إلى عدم وجود برنامج تتبعه البلدان الإسلامية لتوحيد صفوفها بينما البلدان الغربية تسير نحو توحيد الكلمة، لكن رغم ذلك فإن بعض البلدان الغربية تشهد أيضاً بعض الأعمال الإرهابية كما حدث مؤخراً في روسيا حيث يقوم بعض الانتحاريين الذين يدعون الإسلام بعمليات إرهابية وهم من جنسيات شيشانية وقوقازية وحتى روسية وسلوفينية. وقد اعتبر الروس أن هذه العمليات هي رد على الموقف الروسي تجاه الأزمة السورية وسائر السياسات الروسية التي تطمح إلى استعادة المكانة الدولية لموسكو وهنا بالتأكيد فإن الدعم السعودي لهذه الزمر الإرهابية واضح للعيان ولا ينكره إلا الأحمق وما حدث في روسيا أيضاً قد تم برعاية سعودية حيث أكد رئيس مخابرات آل سعود لبوتين أن نظام آل سعود سيضمن إقامة أولمبياد سوتشي الشتوية بسلام ودون حدوث أية أعمال إرهابية فيما لو غيرات موسكو موقفها تجاه الأزمة السورية! وحينما لم تستجب موسكو لذلك حرك آل سعود عملاءهم الإرهابيين في الشيشان والقوقاز لارتكاب أعمال إرهابية في روسيا. ولكن هل أن السعودية وحدها هي المتورطة في هذه الأحداث أم هناك أياد غربية تساعدها؟ الخبير ذو الفقار إسماعيليان: لا شك في ان هذا المخطط تشترك فيه السعودية مع بعض البلدان الأخرى فالآونة الأخيرة شهدت تقارباً علنياً بين الرياض وتل أبيب وطويت صفحة العلاقات السرية وهذا يدل على ضلوع الصهاينة في أحداث روسيا إذ هناك لوبي صهيوني في روسيا من شأنه إدارة هذه العمليات بالتعاون مع آل سعود واستجابة لطلباتهم لأنهم أصدقاء حميمين تجمعهم مصالح موحدة إلا الإسلام. /2926/ وكالة انباء فارس