الثلاثاء 21 يناير 2014 10:19 صباحاً سمراء الجنوب-عدن والجنوب أجمع- كما يحب شاعرنا القدير ثابت عوض اليهري أن يرمز لها في قصائده الخالدة. سمراء وما أدارك ما السمراء؟! بعد أن لعب المغتصب بجسدها أيما لعب. وشرب من حليب ثدييها أيما شرب. هاهو يستشعر مرارة الفراق، بعد ان أصبح طلاق سمراء قاب قوسين او أدنى. فما يسع المغتصب اليوم إلا العمل جاهداً على إغراء السمراء بأدوات ومساحيق تجميل لعلها تتجمل وتخفي بعض آثار الحرمان والإبادة التي مارسها بوحشية على مدار عقدين من الزمان. كيف لا، والسمراء اليوم زادت نضوجا، وأعضاءها تبدوا أكثرُ جمالاً من ذي قبل، صارخة في وجهه: أرحل عني. ليجد المغتصب نفسه أمام واقع مخيف لا يسعه الإ أن يكشّر عن أنيابه، بعد أن أغراها طويلاً بابتسامته المزيفة، بردة فعل متوقعه أنه ما لم يتحقق بالقوة، سيتحقق بمزيد من القوة. وهو المصطلح نفسه الذي أستخدمه في طلاق سمراء فعلياً عندما شن حربه البربرية في 1994م. مدنساً حرية الإنسان، ومنتهكا حرمة وكرامة الأرض والتاريخ. ومتجاهلاً لقرارات الدول العربية والأمم المتحدة. ليعمّد وحدته المزعومة بدماء أبناء الجنوب الزكية التي مازالت تعطر الأرض إلى اليوم، وستظل هذه الدماء رخيصة ومستمرة بلا شك ما دامت تعطّر تربة هذا الوطن الغالي، وثمناً ندفعه في سبيل تقرير المصير المحتوم زواج سمراء من مغتصبها، زواج حق، أريد به باطل. وما بني على باطل فهو باطل إلى يوم القيامة. سمراء وإن فقدت الثقة بشكل من الأشكال فيمن زج بها في هذا الزواج، إلا أنها موقنة إيقاناً وإيماناً بأن الجنين الذي في أحشائها مهما طال انتظار خروجه سيبدد ظلام النهار، ويقهر كل مغتصب خائن. نعم! حتى الأجنّة يدركون أن ما يسمى بمشروع الوحدة اليمنية ليس له أي مستقبل على أرض الجنوب. بل للأسف الشديد، نتعجب أن الإخوة الشماليين يدركون هذه الحقيقة أيما أدارك من زمن. بل يجهلون تماماً مفهوم التوحّد. ولو أنهم يعقلون شيئاً لما اجتاحوا الجنوب في حرب صيف 94م بفتوى تكفيرية!. ليدمروا دولة مستقلة بجميع مؤسساتها المختلفة، بل ويمارسون ضدها الإبادة الجماعية المتمثلة بالحرمان، والإقصاء بصورة البشعة، ويغيروا من التاريخ والهوية، وينهبوا ما ينهبوا، ويفسدوا، بل ويصدروا من الثروات لتمتد مصالحهم إلى أطراف العالم على حساب إذلال وإفلاس الجنوب. ومع هذا نجدهم اليوم، بمحاولات فاشلة، يوهموا العالم بتوبتهم ونفاقهم بالمحسوبية: بثورتهم الإصلاحية، وحكومتهم الجنوبية كما يسمونها، واعتذارهم القبيح، وما يحاولون إغرائنا وتضليلنا به... إلا أنهم مهما نجحوا –لن ينجحوا أبدا- ولن يغيروا من الفكر والكفاح الجنوبي الحر الأصيل في استعادة الدولة "جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية". نعم! غرباء على أرض الجنوب: حتى من حاول أن يصلح أو يغيّر –منهم- بعض الشيء من ظاهره، ويظهر حسن نيّة، إلاّ انهم إلى اليوم وكثير منهم يشاركنا الجنوب مازالوا يجهلون معنى التوحّد، والحب، والاحترام المتبادل بممارساتهم العنصرية الخرقاء، والتمييز والإقصاء (هذا جنوبي، هذا شمالي) في قطاعات كثيرة من الدولة. في الأخير، لا يفهم القارئ الكريم أنني أسيء بشكل من الأشكال إلى التواجد الشمالي في الجنوب بكل أطيافه. بل أوضّح وانقل حقيقة للأسف الشديد هي مغروسة طبيعياً في نفوس الجميع، بل في نفوس الأجنة التي لم ترى النور بعد. أن حياة الغربة، والغرابة هي قاسية ومفروضة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وما تعكسه من عزلة مخيفة يختلط بها ظلام الدنيا بظلام العقل... ليفهم البعض أنها جزء من مرض نفسي! بل هي واقع عام حاول نظام صنعاء ان يفرضه علينا كجنوبيين وأقدامنا لم تبارح تراب أرضنا..!! فكيف بكم أيها الإخوة وانتم مد يموج على أرض الجنوب، أن تعيشوا كغرباء في أنفسكم!؟. هي فواتير تدفع وتسدد جراء الظلم والقهر والنهب والحرب المفروض علينا... يدفع ثمنها الجميع حتى بزوغ نور الحرية التي يرضاها من يرضاها ويأباها من يأباها. عدن الغد