مطر عبيد - إيلاف : وشكّلت الندوة الحوارية الثانية فرصة هامة لتقديم الكثير من المعلومات الغنية، خاصة مع ظهور اسمي مدينتي دبي والدوحة بين أسماء المدن التي تسعى للحصول على حقوق تنظيم الألعاب الأولمبية في المستقبل. وبرزت شخصيات مهمة من منظمي دورتي الألعاب الاولمبية في لندنوأثينا بالإضافة إلى بروفسور في الاقتصاد. وأجرى المتحاورون نقاشاً حول الإرث الاجتماعي والاقتصادي والرياضي في المدينة المستضيفة لأكبر الفعاليات الرياضية في العالم. وحفل هذا الجزء من القمة بندوة حوارية جمعت كلا من السيدة دورا باكويانيس عمدة أثينا السابقة، والسيد كريس فوي مدير قسم العمليات في الخارج لشركة "فيزيت بريتين"، والسيد وولفغانغ ماينيغ بروفسور الاقتصاد من جامعة هامبورغ. وبدأ البروفسور ماينيغ حديثه بالتحذير من أن فكرة الإرث الإيجابي التي ترافق استضافة الألعاب الأولمبية ليست صحيحة تماماً: "عليك أن تضع مخططاً واستراتيجية لإرث الألعاب الأولمبية، تماماً كما تعمل على التخطيط لتنظيم الألعاب نفسها". وأكد البروفيسور ماينيغ أن المدن المستضيفة تعاني عادة انخفاض عدد الزائرين وتشهد زيادة في نسبة الأشخاص الذين يغادرون الدولة المستضيفة خلال فترة تنظيم الألعاب الأولمبية. ولكن العوامل الإيجابية تشمل ظهور الأبنية والمرافق الفخمة، وافتخار مواطني الدولة بهذا الإنجاز، وتعريف المدينة المستضيفة لمختلف أنحاء العالم. وفي تعليق حول تأثير الألعاب الأولمبية خلال دورة لندن 2012، تحدث السيد فوي بقوله، "علمنا تماماً أن الفائدة التي سيجنيها قطاع السياحة ستتحقق على المدى الطويل بعد انتهاء الألعاب الأولمبية، وقد أردنا أن نلهم الناس بما رأوه ليزوروا بريطانيا في الأعوام التالية، وليس خلال فترة الألعاب الأولمبية فقط". بدورها، قالت السيدة باكويانيس إنها غير نادمة على الدور الذي قامت به لاستضافة الألعاب الأولمبية في أثينا عام 2004 رغم ما تعانيه الدولة من ظروف اقتصادية صعبة: "لو كان الأمر بيدي لتقدمت بطلب الترشح مرة أخرى. لقد كانت أوقاتاً رائعة استعرضنا خلالها تاريخ اليونان وثقافتها أمام العالم بأسره". كما أكدت أن أثينا تتمتع حالياً ببنية تحتية متطورة بالإضافة إلى الفنادق الحديثة. وسيساهم وجود البنية التحتية والفنادق في دعم النمو السياحي في المستقبل. وقد تحدث في الندوة الحوارية الأولى حسن الذوادي، الأمين العام للجنة العليا لمونديال قطر 2022، حول كيفية تحويل الشكوك التي أثيرت حول قدرة قطر على استضافة بطولة كأس العالم 2022 إلى عوامل رئيسة ضمن ملف الترشيح الذي تقدمت به. وقال الذوادي إن اللجنة العليا لملف ترشيح قطر عرفت أن الكثيرين يرون أن قطر تعد دولة صغيرة جغرافياً، ولا تتمتع بتاريخ طويل في كرة القدم على المستوى العالمي، كما أنها تشهد صيفاً حاراً، وأن هذه الأمور قد تشكل مانعاً لاستضافة هذه البطولة العالمية، ولكنه أكد أن التغلب على هذه العوائق قد ساهم في تكوين "نموذج جديد" لبطولة كأس العالم لكرة القدم. وأضاف "عرفنا منذ اللحظة الأولى أن ملف ترشيح قطر يجب أن يقدم رؤية جديدة ليكون متميزاً عن الترشيحات التي تقدمت بها الدول الأخرى، وكان كل ما عرضناه ضمن ملف الترشيح قد شكل ثورة في تنظيم بطولة كأس العالم. ولفت بقوله "قد يرى البعض أن حجم الدولة الصغير سيشكل عائقاً أمامنا، ولكننا وضعناه في صالحنا لنقوم بتنظيم بطولة ذات طابع خاص،وسيتمكن الزائرون من متابعة أكثر من مباراة واحدة في اليوم، حيث إنهم لن يضطروا للسفر أو تغيير أماكن إقامتهم". وأكمل " أثار البعض مسألة الطقس الحار في المنطقة خلال هذا الوقت من العام، ولكن قبل أن نتقدم بالترشح لتنظيم بطولة كأس العالم كنا قد عملنا على تطوير تقنية تبريد الملاعب المفتوحة وتكييفها بحيث تبقى الحرارة في حدود 27 درجة مئوية لتناسب الجميع". ويفضل الذوادي أن تستضيف قطر بطولة كأس العالم في موعدها المحدد خلال الصيف كي لا تتسبب بتغيير الجداول والمواعيد في الدوريات المحلية، ولكنه أكد استعداد قطر لتنظيم البطولة في فصل الشتاء في حال اتخذ إتحاد كرة القدم الدولي قراراً بهذا الشأن. ومن جانبه يوسف السركال، رئيس الاتحاد الإماراتي لكرة القدم، ونائب رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، على ما بذلته دبي من جهود لبلوغ المكانة الرفيعة التي وصلتها بفضل نجاحها في تنظيم العديد من البطولات الرياضية: وقال "لن تتوقف دبي عن السعي نحو استضافة مختلف الفعاليات الرياضية، ورغم أننا لم نتوجه نحو البطولات الكبيرة مثل بطولة كأس العالم أو الأولمبياد، فإننا نستضيف العديد من البطولات الهامة في رياضات متعددة مثل الغولف والتنس وكرة القدم، وستتابع دبي العمل لاستضافة البطولات الرياضية لتحافظ على مكانتها الرفيعة التي بلغتها، نحن مستمرون في سعينا لتحقيق المزيد من الإنجازات".