أكد مسؤولون مصرفيون أهمية قيام المصارف بدورها بشكل أكثر فاعلية تجاه الوطن والمواطنين وتحقيق أكبر قدر من التوازن بين المصالح التجارية للبنوك وبين مصالح العملاء من خلال تطبيق معايير دقيقة وشفافة يستطيع من خلالها العملاء أن يقرروا بصورة صائبة مدى استعدادهم لتسديد القروض التي يحصلون عليها. وقال المسؤولون تعليقا على تأكيد "صندوق معالجة الديون المتعثرة" أن البنوك العاملة بالدولة تتحمل جزءاً رئيسياً من مسؤولية تفاقم مشكلة الديون المتعثرة إنه في ظل الدعم الكبير والمساندة التي تتمتع بها البنوك من الحكومة وفي ظل التسهيلات الكبيرة التي تحصل عليها البنوك فإنها مطالبة برد الجميل والتعامل بإيجابية لايجاد حلول عملية لتخفيف أعباء قروض المواطنين غير التجارية لتفعيل مسؤوليتها المجتمعية وتوفير الدعم الكافي للمقترضين القدامى وحمايتهم من التعثر. وقال علاء عريقات الرئيس التنفيذي لبنك أبوظبي التجاري: إن البنك يسعى بكل السبل لحل مشاكل المواطنين المتعثرين وإعادة الجدولة لحمايتهم من التعثر مشيرا إلى أن مبادرة "صندوق معالجة الديون المتعثرة" تقدم خدمة كبيرة للمجتمع والمصلحة العامة تتجاوز بكثير قيمة الفوائد أو المبالغ التي تم شطبها. وأضاف: كانت "اللجنة العليا لصندوق معالجة الديون المتعثرة" أشادت العام الماضي بمبادرة بنك ابوظبي التجاري بإعفاء 184 من المواطنين المتعثرين من القروض المترتبة عليهم ممن تقل قروضهم عن 50 الف درهم التي يبلغ اجماليها 20 مليون درهم. الثقافة المالية وقالت هدى عبدالله نائب الرئيس التنفيذي ورئيس شؤون العملاء المواطنين والأفرع الخدمات المصرفية للأفراد في بنك الخليج الأول إن البنك يبدي اهتماماً كبيراً بخدمات الأفراد مؤكدة أن البنك من أكثر البنوك تعاونا في مجال تسوية قروض المواطنين المتعثرين وإعادة جدولة القروض. وأضافت أن البنك حصل على جائزة أكبر بنك متعاون في هذا المجال مشيرة إلى أن بنك الخليج الأول قام بإعادة جدولة نحو 43% من قروض المواطنين القديمة التي كانت نسبة استقطاعاتها مرتفعة حيث أصبحت نسبة الاستقطاعات لا تتعدى 50% من إجمالي الدخل الشهري لكل مقترض. وأشارت إلى أن العملاء الأفراد يشكلون وزناً كبيراً في عمليات البنك حيث وصلت حصة ودائع الأفراد إلى 22% من مجمل ودائع البنك فيما وصلت حصتهم من القروض إلى 36% من مجمل محفظة البنك الائتمانية عام 2012. وأكدت هدى عبدالله أهمية المتزايدة لعملاء البنك من الأفراد خاصة المواطنين موضحة أهمية الثقافة المالية كأحد أهم إفرازات الأزمة المالية لعام 2008 الأمر الذي دفع بنك الخليج الأول للتركيز على نشر الثقافة المالية لدى المجتمع المحلي في الإمارات وتم تكثيف الجهود لمساندة العملاء المواطنين من خلال تخفيض الرسوم على البطاقات الائتمانية لتصل إلى 1% وهو أقل معدل فائدة في الإمارات كما قام البنك بطرح برنامج شهادات إسلامية من إماراتي الأول المتوافقة مع أحكام الشريعة الإسلامية، ضمن سياسة تشجيع الادخار باعتباره أحد الأركان الرئيسية في عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة . إعادة جدولة الديون من جانبه قال المحلل الاقتصادي محمد الظاهري إن صندوق معالجة قروض المواطنين من ذوي الدخل المحدود يشكل خطوة نوعية تحقق أهدافا متنوعة في مقدمتها تخفيف أعباء المعيشة عن المواطنين غير القادرين على سداد ما عليهم من قروض مؤكدا أن المعايير الفنية التي حددها الصندوق لمعالجة هذه القروض من شأنها زيادة الوعي بمخاطر الاقتراض غير المنضبط لغايات مظهرية غير ضرورية. وأشار إلى أن هذه المبادرة ترسخ ثقافة الادخار وتحفز المواطنين على ممارستها من خلال الآليات التي حددها الصندوق لتسديد القروض المتعثرة لتجنيب المواطنين تحميل أنفسهم أعباء قروض لا قبل لهم بتسديدها مشيرا إلى أن هذه المبادرة تعبر عن إحساس القيادة بالمشاكل التي يعاني منها بعض المقترضين الذين لم يحسنوا إدارة أموالهم المالية. الاستقطاعات الشهرية وقال الخبير المصرفي أمجد نصر: إن إعادة جدولة الديون لتخفيض نسب الاستقطاعات الشهرية من رواتب المواطنين المقترضين وتمديد فترات سداد القروض مع تخفيض أسعار الفائدة المتفق عليها تمثل خطوة ايجابية للغاية من جانب البنوك سيكون لها آثار هامة على المقترضين وعلى تنظيم قطاع القروض وكذلك على وضع السيولة ومتانة القطاع المصرفي بشكل عام. البيان الاماراتية