GMT 0:04 2014 الأحد 26 يناير GMT 1:51 2014 الأحد 26 يناير :آخر تحديث محمد الغباشي القرار الأمريكي باستثناء مصر من الدول التي ستتم دعوتها لحضور القمة الأمريكية الإفريقية المقرر عقدها في5 و6 أغسطس المقبل قرار يكشف عن النوايا الحقيقية للولايات المتحدةالامريكية تجاة مصر30 يونيو. فعدم توجيه الدعوة لمصر لحضور هذه القمة المخصصة لمناقشة قضايا التجارة والاستثمار والأمن في إفريقيا يمثل سقطة امريكية جديدة في سياستها الخارجية المتخبطة حيث اعلن البيت الابيض ان الدعوة لن تشمل الدول التي لا تقيم علاقات جيدة مع الولاياتالمتحدة, أو التي تم تعليق عضويتها في الاتحاد الإفريقي, وهو ما ينطبق علي مصر والسودان وزيمبابوي ومدغشقر, في حين جاءت تصريحات جون كيري وزير الخارجية الامريكي عقب اعلان نتيجة الاستفتاء علي الدستور مخيبة للشارع السياسي في مصر وداخل الولاياتالمتحدةالامريكية ذاتها تضاربا مع تصريحات وفد الكونجرس للقاهرة. أكدت تصريحات كيري بما لا يدع مجالا للشك انه منفصل تماما عن الاحداث السياسية في مصر وعن كل مجريات الامور وانه لا يري في عينه الا جماعة الاخوان الارهابية فقط الذراع المنفذة لخطط التقسيم في مصر والشرق الاوسط, في حين صرح روراباكر رئيس وفد الكونجرس انه سيقدم مشروع قرار لدعم الحكومة الانتقالية التي تسيربالاتجاة الصحيح في اطار خارطة الطريق والسير نحو حكومة ديمقراطية وانتخابات ديمقراطية بعد الدستور. ويطرح السؤال نفسه هل هناك تضارب بين وفد الكونجرس وجون كيري وزير الخارجية وكذلك موقف البيت الابيض من عدم دعوة مصر وخاصة ان وفد الكونجرس يضم خمسة اعضاء يمثلون لجنة الخدمات العسكرية والعلاقات الخارجية والامن القومي, أم انه تبادل شرير للادوار اعتادت الادارة الامريكية القيام به. وهنا نشير علي الفور إلي ان السياسة الامريكية لا تري الا مصالحها ومن يحقق لها اهدافها متجاهلة ارادة الشعوب. ان الدورالامريكي في تقديم الدعم المادي والمعنوي كغطاء سياسي ثم حماية الارهاب يسقط ورقة التوت ويكشف عورة السياسة الامريكية امام المواطن الامريكي دافع الضرائب وامام العالم اجمع بحماية جماعة ارهابية تتعاون مع تنظيم القاعدة وتتواصل مع الظواهري حسب قضية التخابر المنظورة حاليأ امام القضاء. أضف الي هذا ما كشف عنه تقرير أمريكي عن أن قيادات جماعة الإخوان الإرهابية, حظيت بمعاملة كبار الزوار في مطار جيه.إف كيندي في نيويورك. خلال زياراتهم الولاياتالمتحدة قبل وأثناء توليهم السلطة في مصر, ونشرت صحيفتا واشنطن تايمز ونيويورك بوست الأمريكيتان, وثائق تفيد بأن وزارة الخارجية الأمريكية منحت أعضاء الإخوان مميزات خاصة من بينها عدم إخضاعهم للتفتيش في المطار, أو المرور عبر أجهزة الكشف. وضرب التقرير مثلا علي ذلك بعبدالموجود درديري عضو مجلس الشعب المنحل عن حزب الحرية والعدالة, الذي تم اصطحابه عبر نقاط التفتيش في المطار دون المرور علي النقاط الأمنية التي تتيح للمفتشين فحص حقائبه. فهل كان المدعو الدرديري يهرب اجهزة او مواد ممنوعة يخشي عليها من افتضاح امرها ام ان اجهزة الاستخبارات تخفي ادلة لاتريد اثباتها ام ماذا? نريد اجابات من الادارة الامريكية حول هذا الموضوع وبمنتهي الشفافية حفاظا علي شعرة معاوية ان كانت موجودة. ويبدو أيضا ان توجه روسيا الي مصر وتوسيع دائرة العلاقات السياسية والاقتصادية مع نموللتعاون العسكري مدعوما خليجيا ومباركة شعبية مصرية قد زاد من ارتباك السياسة الخارجية الامريكية وبالتالي جاءت تصريحات كيري معبرة عما يدور في خياله فقط وبعيدة كل البعد عن الواقع السياسي..... تناست امريكا ايضا انها نشطت التواصل مع جماعة الاخوان وقت أسقاط مبارك لضمان مصالحها في المنطقة وتأكيد امن اسرائيل وعندما تم الاتفاق كان الدعم الامريكي للاخوان حتي وصلوا لسدة الحكم. لم تدرك امريكا ان الاخوان لهم تجاوزات كبيرة اضرت بالبلاد وان هناك ثورة جسدت ارادة شعب في30 يونيو. وعندما يقول وزير الخارجية الامريكي ان امريكا قلقة ازاء القيود المفروضة علي حرية التعبير في مصرويطالب مصر بأن تتقدم باتجاه المصالحة السياسية مع الارهابيين المدعومين امريكيا فهو يتناسي تماما ما قامت به الولاياتالمتحدةالامريكية تجاه الشعب العراقي حيث كذبت علي العالم وصدقت نفسها وجعلت ذلك مبررا لغزو العراق وتدمير جيشه وقتل ما يقرب من مليون مواطن عراقي وتشريد حوالي ثلاثة ملايين مواطن فهل تناسي التعذيب والقتل ومشاهد الاغتصاب في سجن أبو غريب التي مازالت تؤرق وتحزن الجميع, أم تناسي ايضا وزير الخارجية سجن جوانتناموا الذي فاق كل الحدود في التعذيب واهانة كرامة البشر. ان سياسة الكيل بمكيالين تؤكد اخلالا بمصداقية الولاياتالمتحدة امام العالم اجمع وتنذر بسوء النوايا الامريكية وكذب دعاوي الحرية والديمقراطية. ايلاف