قال القيادي البارز في الحركة الوطنية الجنوبية(الحراك الجنوبي) والقيادي في التكتل الديمقراطي الجنوبي علي محمد السعدي ان من حق الجنوبيين الامتناع عن المشاركة في أعمال الحوار الوطني الذي دعت له الحكومة اليمنية مؤكدا ان قرار عدم المشاركة هو قرار صائب لاينطلق من رفض الحوار ذاته بقدر ما ينطلق من رفض اختلال التمثيل الحقيقي والصحيح لأطراف الحوار وطريقته. وقال السعدي في تصريح خاص ل"عدن الغد" تعليقا على زيارة "بن عمر" الأخيرة إلى عدن ولقائه ببعض قيادات الحراك الجنوبي ودعوته للجنوبيين للحوار قال ان الدعوة إلى الحوار في أساسها غير مرفوضة لكنه يجب على المجتمع الدولي وعلى القائمين على مؤتمر الحوار الوطني في صنعاء ان ينظروا إلى ماحولهم حيث ان المتغيرات على الساحة الجنوبية كثيرة وقضية الجنوب قضية معقدة وهي بحد ذاتها بحاجة إلى مبادرة منفصلة . وأضاف بالقول :" هل يعقل ان تتم دعوة الجنوبيين لحوار وطني يستند إلى مبادرة سياسية قدمتها دول الخليج لحل أزمة سياسية أطرافها قوى النفوذ في صنعاء والتي هي أساسا لم تتطرق إلى القضية الجنوبية إلا على هامش بسيط للغاية لذلك فان الأسباب التي يستند فيها الجنوبيين لرفضهم لحوار صنعاء هي كالتالي . 1- ان الدعوة إلى الحور الوطني صنعاء هدفه حل الإشكالية القائمة هناك والتوفيق بين الأطراف المتصارعة لذلك فان دعوة الجنوبيين بهدف حل قضيتهم استنادا إلى مبادرة سياسية أغلفت هذه القضية هو امر عبثي. 2- ان ذهاب الجنوبيين إلى صنعاء سيكون هدفه الأول البحث عن حلول لقضيتهم السياسية العادلة وهذه القضية هي اقدم من قضية الصراع الدائر في صنعاء والحرب في صعده وغيرها من القضايا لذلك فان تمثيل الجنوبيين والطريقة التي سيدار بها الحوار الوطني في صنعاء من شأنه ان يساهم في اضاعة القضية الجنوبية في دهاليز قضايا سياسية أخرى هي اقل ضررا من القضية الجنوبية لكنها اكثر تمثيلا بسبب قوة قوى نفوذها في صنعاء . 3- كان يتوجب على المجتمع الدولي ان يسن مبادرة خاصة بالقضية الجنوبية كونها قضية وطن وشعب وهوية ودولة تعرضت للطمس والالغاء والمصادرة ولذلك فانه كان الأولى بالمجتمع الدولي ان يقدم مبادرة سياسية هدفها حل قضية الجنوب وفق الاساس الذي نشأت عليه وهو الصراع الذي دار في العام 1994 بين الشمال والجنوب لذا فان الحل يعتمد في اساسه على ماحدث في 1994 وليس ماحدث في 2011. 4- يرفض الجنوبيين حوار صنعاء لأنه لايقدم لهم إي ضمانات عن مخرجاته بالإضافة إلى ان دعوى تمثيل الجنوبيين ب50 % هي دعوى مبهمة ولا تستند على إي أساس تمثيل صحيح كون ان الأحزاب السياسية في الشمال وابرزها حزبي الإصلاح والمؤتمر ستقدم نفسها على أنها ممثلة للجنوب عبر كيانات سياسية وهمية . 5- يرفض الجنوبيين الحوار في صنعاء لان أطراف الحوار في صنعاء لم تبدي إي حسن نية تجاه الجنوب منذ الاعلان عن نية إقامة هذا الحوار فاعمال القتل والتشريد والاعتقال لاتزال مستمرة ومشائخ الشمال وقوى نفوذه لاتزال تهدد الجنوبيين بالقتال في حال رفضهم لهذا الحوار والمبعوث الاممي يصل إلى عدن ويعتكف في صالة تشريفات المطار ومن ثم يتحدث عن دعوة الجنوبيين للحوار وكان الأولى به النزول إلى الجنوب والالتقاء بقياداته والتشاور معهم لأيام لكي يتمكن من الالمام باكبر قدر ممكن بقضية الجنوب . 6- يرفض الجنوبيين الحوار الوطني في صنعاء لانه يساوي بين قضية الجنوب وقضية صعده وقضايا استشهاد العشرات من المشاركين في ثورة الشباب وربما قد تتم مساواة هذه القضية بعدد قتلى أسرة ال الأحمر في الحصبة بينما الحقيقة ان قضية الجنوب قضية وطن تقف ندا لكل القضية المطروحة على الخارطة السياسية في الشمال اجمعه. لذلك نستنتج مما ذكرناه اعلاه فانه وفي حال اراد المجتمع الدولي للجنوبيين المشاركة في الحوار الوطني فان عليه تقديم مبادرة سياسية منفصلة برعاية دولية خاصة بقضية الجنوب لاتتضمن إي سقف سياسي وتتضمن سقف زمني وتحديد الأطراف السياسية التي ستحاور الجنوبيين وتقديم الضمانات الكافية حول مخرجات هذا الحوار