وصفت صحيفة وول ستريت جورنال الامريكية الاشتباكات التى جرت يوم أمس بين مؤيدى ومعارضي الرئيس محمد مرسي بأنها أسوأ وأكبر معركة عنيفة بين الإسلاميين ومعارضيهم منذ ثورة البلاد مطلع العام الماضي، مُحذرة من حرب أهلية إذا استمر الانقسام العلماني الإسلامي. ولفتت الصحيفة الأمريكية إلى أن الصراع بين الإسلاميين ومعارضيهم كان عادة وراء بعض الحروب الأهلية الأكثر دموية في منطقة الشرق الأوسط، مُضيفة أن أولئك الذين اشتبكوا عند القصر الرئاسي بالقاهرة يعكسون الانقسام العلماني الإسلامي في مصر مع حشود من الشباب يرتدى الجينز ويصفف شعره في مواجهة رجال يرتدون قمصانا محافظة أو جلباباً وطاقية. وذكرت الصحيفة أن اشتباكات الاتحادية بدأت أمس بعد تحرك مسيرة من مؤيدي الرئيس مرسي الاسلاميين لتفريق مظاهرة من قبل معارضيه غير الإسلاميين المعتصمين خارج قصر الاتحادية، ثم تدفقت الأعداد من كلا الجانبين وقاموا بإلقاء الحجارة والزجاجات الحارقة والمشاجرة في شوارع القاهرة في مواجهة دامية أسفرت عن مقتل خمسة وإصابة 446. ودعا الزعيم الإخواني عصام العريان الملايين من المصريين للذهاب إلى القصر الرئاسي "للدفاع عن الدولة وشرعيتها". وتعليقا على الاستجابة الرسمية المصرية، قالت الصحيفة إن إدارة "مرسي" الذي لم يظهر علنا منذ مغادرته قصر الرئاسة بعد تدفق المتظاهرين عليه يوم الثلاثاء، أرسلت رسائل مشوشة حول الكيفية التي يمكن بها حل النزاع، فقد عرض نائب الرئيس، المستشار محمود مكي، في تصريحات للصحفيين أمس، الجلوس والتفاوض مع المعارضة، ثم قال بعد ذلك إن هذا الاقتراح شخصي وليس عرضا حكوميا رسميا، مؤكدا أن الاستفتاء على الدستور سيمضي قدما كما هو مخطط له. ومن جانبها، توحدت قيادات المعارضة المصرية في "جبهة الإنقاذ الوطني" احتجاجا على إجراءات مرسي والتصميم على المضي قدما فى الاستفتاء على الدستور محل الجدل. وتحدثت وول ستريت جورنال عن مؤتمر "جبهة الإنقاذ الوطني" الذي شمل محمد البرادعي وعمرو موسى وحمدين صباحي، ووصفته أنه مشهد نادر لوحدة قوى المعارضة المصرية التي كانت عادة تاريخية مجزأة، معتبرة أنه مؤشر على مدى مساهمة قرارات مرسي فى بلورة وتوحد معارضيه. ومن ناحية أخرى، استقال ثلاثة من مستشاري مرسي احتجاجا على العنف وتطور الأوضاع في اشتباكات الاتحادية. وقال أحد هؤلاء المستشارين، سيف عبد الفتاح، للتليفزيون المصري إن "مصر أكبر من نخبة ضيقة الأفق"، مُضيفا أنه "لم يعد يستطيع الصمت لأن الإخوان المسلمين قد أضروا بالأمة والثورة". وعلى الجانب الأمريكي، أشارت الصحيفة إلى أن إدارة أوباما حثت الجانبين أمس على احترام بعضهما البعض والامتناع عن سفك الدماء. ودعت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون، إلى حوار ثنائي الاتجاه. وأعربت عن استيائها من العملية الدستورية، قائلة إن المصريين "يستحقون عملية دستورية مفتوحة وشفافة ونزيهة، وليست حكرا على جماعة واحدة على حساب أخرى". البديل أخبار مصر