GMT 19:00 2014 الجمعة 31 يناير GMT 18:05 2014 الجمعة 31 يناير :آخر تحديث * 1 * 2 مواضيع ذات صلة بغداد: احتفت دائرة الفنون التشكيلية، بالتعاون مع دائرة قصر المؤتمرات، بالفنان الراحل رافع الناصري لمناسبة اربعينيته، واستذكرت بعدد من الفعاليات مسيرته الفنية وعطاءه، حيث تضمنت الاحتفالية أقامة معرض لعدد من أعمال الفنان الراحل وحلقة دراسية ومحاضرات لعدد من النقاد والفنانين، فضلا عن إعداد كتاب وفولدر بالمناسبة. فقد احتضنت قاعة شهرزاد في وزارة الثقافة وقاعة نخلة للفنون التشكيلية، فعاليات الاحتفاء، التي حضرها عدد كبير من الفنانين والمثقفين، شهدت عرض فيلم تسجيلي عن تجارب الفنان، كما شملت معرضا يضم اعمالا لم يشاهد اغلبها الفنانون، وكانت على شكلين: معرض للاعمال الحقيقية وهي من مقتنيات المتحف الوطني للفن الحديث وعددها ثمانية اعمال، الى جانبها معرض لما تسمى ب (اللوحة الثانية)، اي اللوحة المطبوعة بطريقة فنية على قماش الكمباس وعددها 11 لوحة، وبالنتيجة كان عدد الاعمال المعروضة 19 عملا فنيا بالابعاد الحقيقية للوحات، كما شملت على جلسات نقاشية استذكارا لعطاء الراحل، تطرق فيها عدد من النقاد والفنانين الى سيرة الفنان الراحل وتجاربه الفنية وإبداعاته الثرة في وطنه وفي بلدان الغربة التي ضمته بين جناحيها وما قدمه من عصارة تجارب كثيرة ومميزة اقتدى بها الكثير من طلابه وزملائه خاصة تلك التي تعلمها في الصينوالبرتغال وأوربا. فقد أبدى وكيل وزارة الثقافة فوزي الاتروشي دعمه الكامل باسم وزارة الثقافة للمساهمة في تسمية احدى قاعات معهد الفنون الجميلة باسم الفنان الراحل رافع الناصري، وكذلك استعداد الوزارة لتقديم الدعم المادي لاعادة طبع لوحات الفنان مع سيرة عن حياته لتخليده والحفاظ على ارثه الفني، وقال: استطاع الفنان الراحل أن يصبح علما ويرفع اسم العراق عاليا خارج الوطن وداخله، وان يصبح احد الخبراء في العديد من الدول لمن يقتني اللوحات أو يحاول التعرف عليها سواء في العراق او الشارقة أو البرتغال أو لندن واضاف: ان الفنان يستحق اكثر من استذكار واكثر من ندوة، ولكن ما يؤسف له اننا في وزارة الثقافة لانمتلك اي مجموعة من لوحاته ولا في اي مكان من العراق، ونأمل ان نستطيع ارشفة وتوثيق اعمال هذا الفنان الكبير من خلال طبع صور لاعماله أو اصدار كتاب مصورا عنها مع نبذة عن حياته كي تكون مرجعا من جانبه قال المدير العام لدائرة الفنون التشكيلية الدكتور جمال العتابي: إن مرحلة الستينات التي بدأ معها الفنان الراحل كانت فترة ازدهار ثقافي وفني وهي الفترة السياسية التي أنتجت جيلا مثقفا وواعيا، وقد دخل التجديد في كل المجالات الفنية والثقافية، فكان رافع مجددا في تلك الفترة مع زملائه وقد ترك أثرا كبيرا في ساحة الفن التشكيلي خاصة وانه مؤسس لفن الكرافيك في العراق. واضاف: إن هذا المهرجان الاحتفائي بالراحل تعبير عن الوفاء له وتقديرا واعتزازا بجهوده الكبيرة لخدمة الفن التشكيلي العراقي، فالناصري هو أحد اعمدة هذا الفن، وما قدمناه له من احتفاء بمنجزه ومسيرته الفنية الا نزر يسير اما الفنان سالم الدباغ، صديق الفنان وزميله، فقد طالب ان تسمى احدى قاعات معهد الفنون الجميلة بأسمه اذ انه كان استاذا ورئيسا لقسم الكرافيك في المعهد المذكور ولمدة طويلة وتخرج على يده اجيال، ثم تحدث عنه قائلا: رافع الناصري مزج حضارة الشرق البعيد بالغرب بعد صهرها في بودقة واحدة ليخرج أسلوبا واتجاها معاصرا في الشرق الأوسط، وقد وظف الحرف العربي توظيفا جماليا في أغلب أعماله منذ وصوله الى لشبونة (1967) والتصق به الى آخر لوحة رسمها. واضاف: كان الراحل يتعامل مع اللوحة بكل اناقة ابتداءا من اخراج اللوحة في اختيار الاطار ونظافة الكونفاس، وبهذا يكون رافع الناصري قد وضع قيما للعمل الفني وللوحة. اما الفنانة التشكيلية زينب الركابي، فقد ابدت اعجابها بالاحتفالية والحضور، وقالت: ان الفنان رافع الناصري هو رمز من رموز الفن العراقي التشكيلي كان له تاثير على العديد من الفنانين التشكيلين ومن اجيال مختلفة من خلال اسلوبه في بناء الاشكال و توظيف المواد الخام المختلفة وكان له دور الريادة في استخدامه لمواد الاكرليك واستخدامة اساليب جديد لم تكن موجودة في العراق. واضافت: ان الفنان رافع الناصري مازال حيا وخالدا باعماله وانجازه وتاثيره على طلابه وعلى اجيال من الفنانين العراقيين، وان ما رايته اليوم من حضور عدد كبير من النخبة من الفنانين لهو دليل على مدى الحب والاحترام لهذا الفنان. اما عضو رابطة نقاد الفن عادل كامل فقال: رافع الناصري اختار الاختيار الأصعب بناء المنفى ولكن بمعنى الفردوس، فالفنان قاوم موته في المنافي التي يولد الإنسان قسرا، باختيار براءة جماليا جسدها في الفن، فلا مأساة ولا رداءة ولا زوائد شغلت نصوصه الفنية، لكن وهنا تكمن ذروة التجربة، الدهشة لان الزمن في الأخير يعبد المسافة، مثلما لا يكلف المسافر عن تخطي العثرات . واضاف: ان الفنان رافع الناصري درس عند الفنان فائق حسن الذي يعتبر انموذجا للمعلم في الخمسينيات، وانتقال رافع الناصري من بغداد إلى الصين ومن ثم إلى البرتغال وفرت له ثلاث قواعد لتكوين المعلم وهي الخبرة الاوربية والخبرة الصينية وخلاصة جيل فائق حسن وكافة الرواد العراقيين تضاف اليها موهبته وطموحه واناقته وتابع: فترة الستينيات التي تمثلت بغياب القمع حيث اتيح لهذا الجيل ان يبلور رؤيته ليربطها بالاحداث الكبرى في العالم فكان جيلا له القدرة على التعبير، وكانت هذه المرحلة وما حدث فيها من تغيير دافعا لكي يؤسس رافع الناصري قسم الكرافيك في معهد الفنون الجميلة بعدما كان مجرد درس يؤخذ خلال سنوات التدريس. ومثل زميله الذي سبقه فقد طالب الناقد عادل كامل وزارة الثقافة الاهتمام بلوحات الفنان الناصري اذ انه يعد مدرسة فنية أثرت على مراحل الفن العراقي المعاصر ينبغي دراستها. ايلاف