حذّر المفتي العام ، رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ من السخرية بالشريعة والاستهزاء بها وبأحكامها وبالمتمسكين بها، مبينًا أن من فعل ذلك فقد تخلّق بأخلاق المنافقين قائلا: إن من سوء الأدب مع الله ما يفعله بعض الناس من سخرية بهذه الشريعة والاستهزاء بها وبأحكامها وبالمتمسكين بها وإساءة الظن بها، فهذا الأمر من أخلاق المنافقين، فالسخرية من هذا الدين واستنقاصه والتشكيك فيه والاعتقاد بأن الشريعة غير صالحة فكل ذلك من الاستهزاء بالدين، ومن هذا الاستهزاء السخرية بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والسخرية من التعاليم الإسلامية والحطّ من قدرها، وكذلك التشكيك في جمعيات تحفيظ القرآن، والمناهج الإسلامية الطيبة. ومن سوء الأدب مع الله ظلم الناس في أعراضهم وأموالهم دمائهم، فإن الظلم ظلمات يوم القيامة. وقال: منزلة الأدب من أعظم المنازل والمقامات ومن أعظمها شأنًا وقدرًا، ومن أعظم الأدب وأجلّه الأدب مع ربّنا عز وجل، فكل أدب دونه أمره يسير، فإذا خلا العبد من الأدب مع الله لم يعد له أدب صحيح نافع في أي مجال من المجالات. فالأدب مع الله أصل كل خير وأساسه، ولهذا الأدب مظاهر عدة كتوحيد الله جل وعلا دون أن يشرك به من خلال إفراد جميع أنواع العبادة لله سبحانه وتعالى، وكذلك الإيمان الحق بكل اسم من أسمائه عز وجل أو كل صفة وصف بها نفسه أو وصفه بها نبيه عليه الصلاة والسلام. ومن مظاهر الأدب مع الله محبة العبد لربه سبحانه وتعالى محبة صادقة، وكذلك محبة أنبيائه ورسله. كما أن إخلاص العبادات كلها لله من مظاهر الأدب مع الله، بالإضافة إلى تعظيم شعائر الله وحرماته. وكذلك الانقياد للنصوص الكتاب والسنة دون أي اعتراض على ذلك أو الشك في ذلك، وأن يعلم العبد أن ما حكم وقضى به محمد صلى الله عليه وسلم عدل ورحمة وإحسان فلا اعتراض ولكن قبول وتسليم. عدم الإفتاء إلا بعلم شرعي مؤصل، فكل من أفتى بغير علم فقد كذب على الله ولم يتأدب مع الله، فلابد للمسلم ألا يفتي في دينه إلا عالما بشرع الله وبدليل شرعي واضح ليكون على بصيرة من أمره. وأردف المفتي أن من مظاهر الأدب مع الله شكر الله على نعمه بالقلب والجوارح. وكذلك الالتجاء إليه تعالى بالدعاء سبحانه وتعالى دون غيره فإنه قريب من عباده، بالإضافة إلى تسليم العبد بالإيمان بقضاء الله وقدره، وحسن الظن بالله فيما قضى وقدر دون الاعتراض على ذلك. وكذلك يعد الاهتمام بالصلاة والخشوع فيها والإتيان بشروطها وواجباتها وأركانها ومستحباتها على أحسن حال من مظاهر الأدب مع الله. كما يجب على العبد الابتعاد عن الأقوال الساقطة والبذيئة طاعة لله من مظاهر الأدب معه سبحانه وتعالى، لذلك لابد من الحذر من زلات اللسان فإنها خطيرة جدا بل يجب التأدب مع الله في الأقوال والأفعال. صحيفة المدينة