مخاوف من اشتعال فتيل الحرب الأهلية.. محاولة لزج الأقباط بها.. والفضائيات افشلت الخطةالقاهرة - 'القدس العربي' بدأ الإخوان بالتحالف مع السلفيين لأشعال الحرب الأهلية للحفاظ على سيطرتهم على الحكم بعد أن بدأت المعارضة في سحبها من تحت أقدامهم، وشهدت مصر واحدة من أبشع وأشنع الأحداث التي لا يمكن أن تحدث إلا في مجتمع همجي أو قبلي إذا تحضر، بأن يستدعي رئيس الجمهورية ميليشيا الجماعة والسلفيين، لحماية مقر الحكم - وكأنه لا توجد شرطة أو حرس جمهوري أو جيش، وترك الجماعة وحزبها يشعلون الحرب الأهلية، وقد اتبعوا خطة خائبة بأن استدعوا ميليشياتهم من كل المحافظات ودعم السلفيين لهم، وتقدم عبود الزمر بخطة تفصيلية لكيفية مواجهة المتظاهرين ضدهم، وهو ما نشرته صحيفة 'المصريون' الموالية لهم أمس، وبعد أن اطمأن نائب رئيس الجمهورية المستشار محمود مكي، شقيق وزير العدل المستشار أحمد، الى وصول الميليشيا امام القصر الجمهوري والاعتداء على عشرات من المعتصمين، عقد مؤتمرا صحافياً قدم فيه مبادرة قال ان الرئيس لا يعلم عنها شيئاً، وإنما هي من عنده، وهي أن تستجيب الرئاسة لطلب المعارضة ويتم التوقيع على وثيقة بتعديل حوالي اثنتي عشرة مادة في الدستور مثار الخلاف، ولكن بعد الاستفتاء عليه، وبرقت عيناه فجأة وهو يهدد المعارضة. المهم، لم يعد أمام الإخوان والسلفيين من فرج للأزمة التي حشروا أنفسهم فيها إلا طلب مساعدة أمريكا خاصة وأن بعض مستشاري الرئيس يتفاوضون الآن فيها، أو القيام بانقلاب عسكري إذا كانت لديهم مقدرة أو جرأة عليه، على طريقة عليَّ وعلى أعدائي. وإلى شيء من أشياء كثيرة عندنا: الاسلاميون لم يستفيدوا من احتجاب الاعلام كان المخططون الإخوان يعتمدون على إثارة الرعب، وعلى ان القنوات الفضائية محتجبة كما أعلنت، ولكن انقلب الموقف عليهم، ذلك ان المعارضين اتجهوا الى القصر الجمهوري والاشتباك مع الإخوان والسلفيين، وسقط حتى الآن خمسة شهداء وأكثر من مائتين وخمسين جريحا. وقام مصور لقناة 'أون تي في' بتصوير مشهد نادر لقناص من الإخوان يصوب باحتراف مقاتل طلقات الخرطوش على المتظاهرين السلميين، ثم اعلنت الفضائيات استمرار تغطياتها وكشفت للشعب وقائع المذبحة التي يقوم بها الإخوان والسلفيون ورد قادة جبهة الانقاذ على اقتراح مكي، برفضه، واشترطت تراجع الرئيس، علنا عن الإعلان الدستوري وتأجيل الاستفتاء، وأنه فقد شرعيته، وبدأ عدد من المؤلفة قلوبهم من مستشاريه في الاستقالة عملا ببيت الشعر 'أنج سعد فقد هلك سعيد'، لا إيمانا بديمقراطية أو يحزنون، وهم زميلنا أيمن الصياد ومحمد عصمت سيف الدولة وزميلنا وصديقنا عمرو الليثي، وهم ما أسفت على تورطهم الى هذه اللحظة. استقالات بالجملة وفشل اقتراحات الحل وأما مستشار الرئيس السياسي الدكتور سيف عبدالفتاح صاحب اقتراح ارسال الجيش المصري لاحتلال سورية فقد أعلن استقالته من خلال 'الجزيرة' مباشر وهو يبكي، وأبكى معه مئات الملايين من العرب، وقامت جريدة 'المصريون' الموالية للإخوان بارتكاب جريمة بشعة تكمل بها مشهد أشعال الحرب الأهلية بأن اكدت صدور تعليمات من الكنيسة بالمشاركة في محاصرة قصر الاتحادية لإثارة حرب دينية ايضا، وهو نفس العمل الذي قام به زميلنا الإخواني ومقدم البرامج بقناة 'الجزيرة' أحمد منصور منذ أيام، وهو تلميذ للشيخ القرضاوي، وإذا أنكر فان عموده في جريدة 'الوطن' موجود، وسننشره له في التقرير القادم، إن شاء الله لنتساءل عن هذا الارتباط بين محاولات القرضاوي لإثارة الحرب بين السنة والشيعة العرب، واشتراك تلميذه لإثارة حرب بين المسلمين والأقباط في مصر هي أمي، ومن المؤلفة قلوبهم الذين انكشفوا للأسف، حزب الوسط، الذين تقدموا بمبادرة مرفوضة للحل، وتعرضت مقارات الجماعة وحزبها في عدة محافظات للهجوم والحرق، كما تعرض أحد قادتهم في الإسكندرية وهو المحامي صبحي صالح، للضرب وهو ما نرفضه لكنهم أشعلوا حريقا فشلوا في إطفائه بعد أن أمسك بثيابهم وبجلاليب حلفائهم السلفيين. وأعلن رئيس الديوان محمد رفاعة الطهطاوي ان الرئيس سيلقي كلمة فيها أخبار سارة بعد ان شاهدناه - أي الطهطاوي - منذ أيام متجبرا، وهو يقول - لا تراجع قيد أنمله. وقد أخبرني زميلنا وصديقنتا الرسام الموهوب عمرو سليم أمس في 'الشروق' بأنه شاهد بأم عينيه الرئيس وأقفا اعلى برج القاهرة، يشاهد الملايين المتظاهرين يرفعون رايات، لا للإعلان الدستوري وبيع بيع الثورة يا بديع، ويقول: يا قوة الله، كل دول وملاحدة وكفار، وفي الحقيقة. وفي الحقيقة فلم أشاهد الرئيس أعلى البرج لأني كنت أتناول الغداء في المطعم الدوار بالبرج الذي يعلوه مباشرة المكان، الذي ادعى عمرو انه رأى الرئيس فيه. مناسبة لتهييج الشارع وشيطنة الاخوان والى المعارك المستمرة التي أشعلها الإخوان المسلمون والرئيس مرسي، بسبب الإعلان الدستوري الي تم الموافقة على الدستور وطرحه للاستفتاء في الخامس عشر من الشهر الحالي، وتزايد الرفض له، ونبدأ أولاً بالدكتور عبدالله الأشعل وقوله في 'أهرام' الثلاثاء: 'هذا الصخب الكبير لا علاقة له بالإعلان الدستوري، ونعلم أن مشروع الدكتور الجديد لا غبار عليه، ولكننا نعلم أيضاً أن هذه مناسبات تستغل لتجييش الشارع، وتبشيع الصورة ونشر الفتنة بما يؤدي إلى أضرار فادحة، يقابل ذلك ما قد يعلمه الرئيس يقينا من مؤامرات في ثنايا هذا المشهد، ولكن الظرف وأدوات السلطة لا تناسب المحاسبة والإعلان، ولا أريد أن اسرف في بيان ما يجب أن يتبع من جانب الرئيس والمشروع الحضاري الإسلامي والإخوان المسلمين والتيار الإسلامي بأكمله'. لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم؟ الأشعل لديه معلومات والرئيس لديه معلومات عن المؤامرات، ولا أحد منهما يكشفها أو يتقدم ببلغ واضح فيها، وغيرهما من الإخوان والسلفيين لديهم معلومات، نفس الأسلوب القبيح والساذج الذي كان النظام السابق ورجاله يستخدمونه، ولكنهم كانوا أكثر حرفية لأنهم كانوا يقدمون معارضين للمحاكمة بتهم ملفقة ومزورة، مرة إلى محاكم عادية وثانية إلى محاكم أمن دولة عليا، وثالثة إلى محاكم أمن دولة عليا طوارىء، ورابعة الى محاكم عسكرية. الاخوان يتحدثون عن مؤامرة دون تقديم اي دليل أما الإخوان وقادتهم وعلى رأسهم الرئيس يتحدثون عن مؤامرات ومعلومات ولا يقدمون أحدا للمحاكمة، أي يتسترون صراحة على المتآمرين، لكن الذي يدهشني هو حكاية انقلاب الدكتور الأشعل من المعسكر العربي القومي إلى المشروع الحضاري الإسلامي والإخوان المسلمين والتيار الإسلامي بأكمله، دون أن يوضح ملامحه وفيما يختلف عن مشروع بناء وحدة عربية قائمة على أسس قومية لا دينية أو مذهبية، وما هو مشروع الإسلاميين في الاقتصاد والعلاقات الدولية؟ أقولها آسفاً، لن ينال الأشعال شيئاً من الإخوان، لا وزارة الخارجية ولا مستشار سياسي للرئيس، لأن لديهم الكثير من جماعتهم، بالإضافة إلى انهم يشكون في علاقته بالنظام السوري وحزب الله، ولهذا لم تنفعه حركة ترشحه لرئاسة الجمهورية، ثم إعلانه عن تنازله لمرشح الإخوان محمد مرسي، وكأن وراءه جماهير عريضة سيطلب منها التصويت له. الإعلان الدستوري يؤمن إنهاء المرحلة الانتقالية ومشكلة العلاقة مع النظام السوري وحزب الله يواجهها صديقنا وزميلنا ورئيس حزب العمل وتحرير جريدته الشعب، مجدي أحمد حسين، صحيح أنه ينتقد من وقت لآخر الإخوان، لكن انحيازه السافر لهم على حساب قضية الديمقراطية لن يفيد حزبه كثيرا، دون لأن علاقته بسورية وحزب الله واعتبارهما من قوى المقاومة لأمريكا وإسرائيل، لن يغيروها له، مهما قال وكتب يوم الثلاثاء الماضي من نوع: 'كما ذكرنا من قبل فان قرارات مرسي الأخيرة - الإعلان الدستوري - لم تكن رغبة في الديكتاتورية كما يزعمون، ولا نقول ذلك دفاعا عن الرجل، أو بادعاء معرفة نواياه، فالجواب واضح من عنوانه، الإعلان الدستوري يؤمن شيئاً واحدا، إنهاء المرحلة الانتقالية وفقاً لخطة استفتاء مارس 2011، ويسرع بإنهاء السلطة التشريعية في أسابيع قليلة ولا يحيلها إلى المجلس التشريعي السابق، بل يطرح انتخابات جديدة، فأين الديكتاتورية في ذلك؟ والمقصود بالتحصين هو تحصين مجلسي الشورى والجمعية التأسيسية وهذه أبسط ضرورات إنهاء المرحلة الانتقالية التي أضاعت استقرار البلاد، بل ان الإعلان الدستوري برمته سينعدم بعد أسبوعين بإقرار الدستور فكيف يسمى إعلانا ديكتاتورياً. ديكتاتورية، لا سمح الله، ومن الذي ينكر ديمقراطيته؟ هل هذا تصرف يليق بالدكتور الشافعي وجريدة 'الشعب'؟1 لكن يشاء السميع العليم ان يكشف عن ديمقراطية مجدي، في نفس العدد، في مقال أستاذ القانون الدكتور الشافعي بشير، والذي كنت صديقاً لوالده المرحوم أحمد حسين مؤسسة حركة مصر الفتاة التي تطورت إلى الحزب الاشتراكي ثم الى حزب العمل، وصديقا لصديقنا المرحوم والملاك الذي كان يمشي على الأرض ورئيس الحزب إبراهيم شكري، وكان يكتب ضد نظام مبارك في الشعب قبل إغلاقها، الذي قال في مقاله بالصفحة الأخيرة، والألم يقطر من كلماته: 'ظلت خلفيتي الدستورية مصاحبة لي حتى كتابة مقالي بجريدة 'الشعب' يوم الثلاثاء الماضي مبدياً الرأي في الإعلان الدستوري الأخير الذي أصدره الرئيس الدكتور محمد مرسي، ولقد كتبت ذلك المقال تحت عنوان - معنى الشرعية الدستورية والتشريعية والقضائية، بفكر استاذ الجامعة المستقل ورؤيته ودراساته وتجاربه في القانون الدستوري والقانون الدولي العام وحقوق الإنسان التي أدرسها في دبلوم الدراسات العليا للقانون مع تجارب المشاركة في مؤتمرات دولية عن حقوق الإنسان والشعوب في تقرير مصيرها، وقبل نشر المقال بجريدة الشعب، اتصل بي رئيس التحرير الأستاذ مجدي أحمد حسين، وقلقت لأني فهمت أن المقال لا يتماشى مع سياسة جريدة الشعب المؤيدة للإعلان الدستوري، فشرحت لرئيس التحرير أن أكتب بقلم استاذ الجامعة المستقل الأمين على الرأي العلمي السليم، سواء أكان يتماشى مع سياسة الجريدة أم لا، وأن جريدة الشعب التي أكتب فيها منذ 1979 يجب أن تكون مثل السيف في قول الحق بشفافية وبوسطية عظيمة تتفق مع تاريخها وأنا في انتظار ما تكشفه الأيام القادمة'. أهذه هي ديمقراطية مجدي وهل هذا تصرف يليق مع استاذ بحجم الدكتور الشافعي وعلاقته التاريخية بالجريدة وإذا كان هذا سلوكه معه، فكيف سيتصرف مع أعضاء حزبه ومحرري جريدته؟ ولو نحن قارنا ما يفعله مع ما تفعله الصحف القومية ورؤساء تحريرها الذين اختارهم الإخوان للدعاية لهم، لأدركنا الفارق بين ديمقراطيتهم وديمقراطية مجدي المعارض الذي تعرض للسجن في عهد مبارك وغلق الجريدة، فانهم يسمحون حتى الآن بمقالات عنيفة، ضد الإخوان والرئيس ذاته وإعلانه الدستوري ودستوره؟ اول رئيس منتخب يجيز حبس الصحافيين! وبهذه المناسبة السعيدة فإنه في نفس اليوم - الثلاثاء - قال زميلنا في 'الأهرام المسائي' القومية على محمود: 'سوف يذكر التاريخ انه في يوم السبت الموافق الأول من ديسمبر 2012 وافق الدكتور محمد مرسي، أول رئيس مصري مدني منتخب من الشعب المصري بعد ثورة يناير على طرح مشروع دستور جديد للاستفتاء يجيز حبس الصحافيين وقضايا النشر ويسلب عن الصحافة سلطتها الشعبية التي حصلت عليها منذ عام 1973، يا من اجتمعتم بليل في الجمعية التأسيسية، إخواني، سلفي، أو غرياني، تخططون، تقيدون، تضعون الأغلال، لتكسروا الأقلام، وتخرسوا الألسنة، أقول لكم خذوا من التاريخ عبرة ومن الأمم التجربة، لأن الشعوب لا تتقدم بإغلاق الصحف وسجن الصحفيين ولا تتطور في غياب إعلام وطني يعبر عن ضمير الشعب وتطلعاته، السلطة التي تزيف واقعها وتجمل نفسها وتدفن أخطاءها هي سلطة خائنة للأمانة، متآمرة على شعبها، وحتماً مثيرها إلى زوال ومآلها الى مزبلة التاريخ، وستظل الصحافة المصرية التي تخوض هذه المعركة حرة رغم أنف أعداء الحرية وسوف تنتصر بوحدة أبنائها وقوة إرادتهم'. المصريون اكتشفوا مبدأ جديدا يتمثل بالمحاصرة ونظل داخل مؤسسة الأهرام، لنكون مع زميلنا جميل عفيفي، فبينما أيد مجدي هل المحكمة الدستورية العليا وما تعرضت له من همجية، قال جميل في 'الأهرام'، التي عين الإخوان رئيس تحريرها زميلنا عبدالناصر سلامة: 'من الأيام السوداء التي ستظل محفورة في التاريخ المصري يوم الأحد الماضي عندما تجمعت أعداد من المواطنين أمام المحكمة الدستورية العليا لمنع أعضائها من الدخول وترهيبهم من إصدار أحكام قضائية ضد مجلس الشورى واللجنة التأسيسية للدستور في شهر أدخل مصر في دوامة كبرى. ومن الواضح أن الأمور في مصر بدأت تأخذ منحى غير صحي، بالمرة، فترسيخ مبدأ المحاصرة وأسلوب فرض الرأي بالقوة أصبح هو السائد في ظل دعوات الترهيب والتهديد والوعيد والتخوين والتكفير ان الثورة المصرية عظيمة والشعب الذي خرج ليسقط حسني مبارك لن يسمح في الوقت الحالي بانهيار مؤسسات بلاده خاصة القضاء المصري'. 'المصري اليوم' لمرسي: يكفيك أن تبقى خلف الأسوار الشائكة وإلى يوم الأربعاء وزميلنا وصديقنا في 'المصري اليوم' محمد أمين الذي تهكم على الرئيس وشامتا فيه بقوله: 'يكفيك أن تبقى خلف الأسوار الشائكة وأن تتحصن بالمصفحات واللواري، وتحكم من وراء جدر وأن تعزل نفسك في بداية عهدك، ارتضيت أن تعادي القضاء والإعلام والصحافة والميدان، لبسنا السواد في أول حكمك، احتجبت الصحف واعتمت شاشات الفضائيات، أي شعور تحسه الآن؟ هل تشعر بالذنب هل تطلب الغفران من شعبك، هل تعتذر لمن انتخبوك أم تريد أن تكون هتلر، تذكر ثورتنا على مبارك وأننا خلعناه'. الحق أبلج والباطل لجلج! أما زميلنا بمجلة 'أكتوبر' محمود عبدالشكور، فقال في نفس اليوم - الأربعاء - في 'التحرير' عن الرئيس وعبارته التي استخدمها في كلمته من قصر الاتحادية الى مؤيديه من الإخوان والسلفيين، الحق أبلج والباطل لجلج: 'من نكد الدنيا علينا ان نعيش أزمة السلطان لجلج دون أن يكون وسطنا شاعر عظيم مثل بيرم التونسي فربما أتحفنا بقصيدة بعنوان - لجلج زماني، على غرار قصيدته الأشهر، مرمر زماني، وعلى وزن ابلج ولجل، تذكرني بما كان يحدث في أشهر محاكمات في تاريخ العراق عام 1959 أيام حكم عبدالكريم قاسم، بعد ثورة يوليو سنة 1958 التي أطاحت بالنظام الملكي، والتي كانت تجري للمقبوض عليهم من أنصار عبدالوهاب الشواف الذي قاد انقلابا من مدينة الموصل - ضد النظام بدعم من ناصريين وبعثيين، وفشل وتم تعليق المقبوض عليهم بعد إعدامهم على أعمدة الكهرباء، وتنفيذ عمليات إعدام في ميدان أم الطبول بالعاصمة بغداد، والمحاكمات تمت في المحكمة التي رأسها المهداوي قريب قاسم، وكان يحضرها عدد كبير من الشيوعيين المؤيدون له، وكان المهداوي مغرماً بالشعر والسجع، ولذلك عندما كان يسأل أحد البعثيين، وجاء ذكر المرحوم ميشيل عفلق الأب الروحي للحزب وفيلسوفه، توقف المهداوي، قليلا وضحك، وقال: عفلق، شفلق، بيض اللقلق، واللقلق نوع من الطيور، ومن نوادر المهداوي انه كان يتم محاكمة مهندس بريطاني طويل القامة ورفيع، فضحك، وقال عنه: هذا مثل سيخ البالوعة، مثل سفير إيران، وبعد كل تعليق يتوقف ليهتف الحاضرون. إييه، إييه، أيام، المهم انه حدث انقلاب عام 1963 ضد النظام وتم إعدام عبدالكريم قاسم والمهداوي. يا ولدي.. هذا عمك جمال! وإلى 'اليوم السابع' في نفس اليوم وزميلنا عبدالفتاح عبدالمنعم، ومقاله بعنوان - يا دكتور مرسي - هذا عمك جمال - وهو عنوان كتاب الريس الراحل أنور السادات - يا ولدي، هذا عمك جمال - وهو موجه إلى ابنه جمال عن خالد الذكر فقال مخاطباً مرسي: 'ما إن تجلس لتشاهد الخطب الاسبوعية للرئيس الإخواني محمد مرسي وهو يخطب في أحد المساجد كل يوم جمعة حتى تجد نفسك تعود للوراء لكي تتذكر هذا المشهد الرائع والعظيم للرئيس جمال عبدالناصر أثناء خطبته الشهيرة في الجامع الأزهر في أعقاب العدوان الثلاثي على مصر وشتان بين خطب الزعيم وخطب الإخواني محمد مرسي، فخطاب ناصر بالأزهر كان خطابا لم الشمل، أما خطب مرسي فهي لشق الصف وتفتيت الأمة وإشعال الفتن داخل بيوت الله، ورغم أنني لست ناصرياً أو منتمياً لتنظيم أو حزب ناصري، ولكنني مثلي كمثل الملايين من شعب مصر ممن أحبوا جمال عبدالناصر رغم كل الأخطاء خاصة نكسة يونيو التي وقع فيها الرجل ولكنها لم تصل لدرجة الخطايا كما حدث مع الرئيس المخلوع مبارك والرئيس المنتخب محمد مرسي، يا دكتور مرسي، عمك عبدالناصر الذي نعرفه هو الزعيم الذي انحاز للفقراء بالفعل وليس بالكلمات والأحضان والوعود الفشنك، عبدالناصر بني نهضة صناعية دون ان يتشدق بمشروع وهمي اسمه النهضة، عبدالناصر سيظل نصير العمال والفلاحين'. نائب المرشد: أما آن لأرباب الفتنة أن يثوبوا لرشدهم؟! وإلى الإخوان المسلمين، ونبدأ مع نائب المرشد العام ومؤرخ الجماعة جمعة أمين عبدالعزيز، الذي جلس يوم الثلاثاء في الصفحة الأخيرة، من 'الحرية والعدالة' يقول بصوت متهدج ويوشك على البكاء، لدرجة دفعتني للبكاء نيابة عنه حتى ابتلت لحيتي التي سأطلقها عما قريب، قال يمثل دور المظلوم في مقال عنوانه - أما آن لأرباب الفتنة أن يثوبوا لرشدهم: 'ولو تدبرت ذلك لعرفت لم قال المولى سبحانه وتعالى 'الفتنة أشد من القتل' 'البقرة: 191' أقول ذلك لأن المتأمل الواعي يشعر هذه الأيام بأرباب الفتنة التي كلما أوقدوا ناراً أطفأها الله ورد كيدهم في نحورهم وهذا الكيد لا يخفى على لبيب ولا الكيس القطن الذي يلهمه الله كيف يحبط هذا الكيد والحمد لله لا يغيب عن الجماعة وقيادتها وحزبها هذا المكر والدهاء، وبفضل الله ألغينا لقاء عابدين وأرجأنا حشدنا ليوم السبت الماضي وحكمنا العقل حتى لا تفوت على الكائدين مكرهم، فهل الذين يريدون تحقيق أهداف الثورة يستخدمون البلطجية في حرق مقرات الإخوان ولا يستنكر حزب من الأحزاب التي تدعي الديمقراطية والحرص على سلامة البلد باستنكار ما يحدث على الرغم من الخلاف الذي نشب. ومن السعي للفتنة التي حرمها الله ولعن أصحابها أنهم يكونون جبهة تمتنع عن الحوار إلا إذا فرضوا رأيهم أولاً ويقصون الإخوان ويحاولون حتى منع وجودهم في ميدان التحرير ويعلقون لافتات بذلك بل يقسمون المجتمع الى مدني وإسلامي ويحرضون أحزاب المولوتوف والفلول، بل يحاولون الوقيعة بين الإخوان والأقباط ويقولون إذا غاب الإخوان عن الحوار 'سادت الوحدة الوطنية' أقول لهؤلاء الفتانين أما آن لكم أن تكفوا أيديكم وألسنتكم عن قول السوء ومحاولة تمزيق المجتمع وما أنتم ببالغيه وأعلموا يا سادة أن للون إلهاً قادراً قاهراً فوق الجميع فلا تغتروا بعددكم المزور أو قوتكم المشتراة فالله أقوى وأعز ولا تتمادوا في طغيانكم وعنادكم فلا مجلس الشعب أعجبكم وفرحتم بحله ولا مجلس الشورى الذي تتآمرون لزواله ولا التأسيسية ولا يعجبكم أي عمل والمولى يقول 'فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره' 'الزلزلة' أفلم تروا مثقال ذرة من خير وأنتم أصابكم العشى الليلي فلا ترون مثقال ذرة من خير وتقفوا بالمرصاد ضد أي إصلاح وتبغونها عوجاً فاتقوا الله في وطنكم وعودوا لرشدكم لنصبح كما قال الشعار: 'إيد واحدة' تشيد البناء وترفع اللواء ويتحقق النصر على الأعداء، ندعوكم الى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا يتخذ بعضنا بعضا أرباباً من دون الله وألا يظلم بعضنا بعضاً فلا تطغوا وتوبوا إلى رشدكم وارجعوا عن غيكم وستجدون الله غفوراً رحيماً فنحن نحب الخير للناس كافة ونتمنى لهم الأمن والأمان ونحرص على أن يعيش الجميع في سلام، إن مما يؤلم تجاوب بعض القضاة مع هذه الاتجاهات تاركين حقوق الناس في التقاضي أليس هذا أمر عجيب، أما أنتم يا شباب الإسلام، بل من خدع منكم نقول لكم العدو الحقيقي أمامكم وورائكم واعلموا أن عزنا في وحدتنا ونجاحنا في عقيدتنا، فعضوا على عقيدتكم بالنواجذ واستبشروا ولا تيأسوا واعلموا أن نصر الله قادم قادم لا محالة'. الكتل البشرية تتحرك معا كأنها شجرة ضخمة تحركها الريح وأخذ يتصنع البكاء دون دمعة واحدة وأنا أبكي وأطلب منه أن يهدأ دون أن انتبه الى انه يتهمني مع غيري بعبادة الأصنام بقوله تعالوا إلى كلمة سواء وألا نعبد إلا الله ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله، فتعجبت من قوله، لأنهم الذين عقدوا مؤتمرهم عند صنم نهضة مصر هي أمي، ولنرى الآن كيف حولوه الى حج وعرفة ومزدلفة ومنى، إذ قال يوم الأربعاء في 'الحرية والعدالة' الإخواني الدكتور صلاح الدين سلطان الأمين العام للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية: 'مضى القوم يعلنون تأييدهم للإعلان الدستوري أمام جامعة القاهرة وهم يحنون الى التحرير، لكن الكبير لابد أن يبقى كبيرا كما قالت العرب، الزعيم نحارب، وفقه المقاصد يقضي أن تصل الرسالة من أي موقع، والله تعالى دفع بفلذات أكباد مصر إلى جامعة القاهرة وقد قال لي شيخي الوقور الجليل وكنا بالوزارة نعمل في ما ينفع الناس في يوم العطلة، لكنا نعمل لله ثم من أجل بناء مصر فقال وهو ينظر للتلفاز، كيف ستدخل في هذا الزحام؟ فضحكت وقلت، على الأعناق يا مولانا، سيحملني الأحباب الأبرار الأطهار من إخواني، ولم أصدق أن الساعة 2 ظهرا والوفود تتدفق على الميدان كأنك في يوم النفرة من عرفات الى منى والمزدلفة، لقد كانوا حقا ملايين ورأيت التراص فعلا كما قال الله تعالى 'كأنهم بنيان مرصوص'. ولقد كانت الكتل البشرية تتحرك معا كأنهم شجرة ضخمة تحركها الريح معا، يمنه ويسره في روعة وبراعة معاً'. أي أن الله سبحانه وتعالى هو الذي أمر الإخوان والسلفيين بأن يتحركوا إلى جامعة القاهرة، ولكنه لم يوضح، هل أمرهم واحدا واحدا بالاسم في مختلف المحافظات، أم أوحى الى بعض أنبياء الإخوان والسلفيين ليبلغوا رسالته إليهم، وعليهم هم تدبير المواصلات، من جمال وخيول ومختلف الدواب ليأتوا فوقها من كل فج عميق ليهتفوا، لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، على أمل الوصول الى صنم نهضة مصر؟ ولم يوضح ان الطائرة الهليكوبتر التي استأجروها بآلاف الدولارات - لتصوير المشهد انما هي هابطة من السماء، ومن معجزات هذا اليوم، وأنها انزلت الملاك صلاح الدين وحمله الأحباب الأبرار الأطهار من الإخوان، حيث مكان الصنم. وبالفعل كان من بين الذين ألقوا خطابا، وقد شاهدته وسمعته، وكان سخيفاً وثقيل الظل بدرجة كادت ترفع لي ضغط دمي وأنا العجوز المريض المصاب به. عاصفة مرسي تسقط اشجار الجميز أهذا مستوى أستاذ جامعي والأمين العام للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية والذي يتولى تنظيم العلاقات مع المنظمات الإسلامية بالخارج. لكن كان القدر تصرف آخر، سخرية منهم، فما أسماه سلطان ريح تحرك الحجاج في عرفة ومنى ومزدلفة مثل شجرة، اعتبره الإخواني الآخر بجريدة 'الإسلامي' زغلول عبدالحليم، عاصفة اسقطت أشجار الجميز، قال: 'علمت أن الأشجار المثمرة فقط هي التي ترمي بالحجارة وأخيرا سقطت أشجار الجميز، والسياسي الذي هو شجرة الجميز لا يزال يبحث عن الحيزبون ليغني والحكاية تصلح اسماً لرواية على طريقة نجيب محفوظ ما أعظم الشريعة وما أحقر مخالفتها، ومليونية الشريعة أم مليونيات الشريعة لا أسمع صوتا لأشجار الجميز أشجار الجميز عموما منظر ولا تقوى على شيء، لم أر في حياتي عاصفة هادئة'. ورغم انه يكتب أي شيء، دون أن يفهم ما يكتبه فما هي العلاقة بين شجرة الجميز وتسيبي ليفني، لكن المهم هو عنوان المقال وكان - عاصفة مرسي تسقط اشجار الجميز - والغريب انه وسلطان تجنبا الإشارة الى مقتل الإخواني المسكين شعبان جمعة السيد عار الذي حضر مع ابنه وعدد من أصحابه من أبو المطامير بمحافظة البحيرة وسقطت عليه شجرة جميز أمام جامعة القاهرة فقتلته وأصابت خمسة عشر من الحاضرين، ويوم الاثنين نشرت الجمهورية تحقيقاً لزميلنا حلمي بدر عن سبب سقوط الشجرة من عدوان الإخوان عليها، وجاء فيه: 'قال د. سيد خليفة رئيس قطاع التشجير بوزارة الزراعة ان الشجرة عمرها زاد على 142 سنة وهي جميزة تم زراعتها عام 1870، إن طلوع الإنسان للشجرة يؤدي الى تعذيبها وحدوث ألم شديد لها ولابد من توعية الأهالي بأهمية الشجرة حتى لو كانت حديثة، إن شجرة الجميزة من الأشجار النباتية العريقة والمهددة بالانقراض ولا يوجد منها إلا أشجار معدودة منتشرة بالمحافظات، حذر د، سيد خليفة المتظاهرين والمليونيات من تسلق المتظاهرين لأنها تسبب الألم والعذاب للشجرة باعتباره كائناً حياً ولابد من زيادة الوعي بأهمية الشجرة والحفاظ عليها وخاصة الأنواع التاريخية لأن الشجرة خلقت للترفيه والجمال وتشارك في الحد من التلوث الذي تسببه السيارات في الشوارع حيث تؤكد الأبحاث العلمية أن كل سيارة تحتج الي 20 شجرة للتخلص من عاد سيارة واحدة فقط تسير في الشارع'. إمام يتوفاه الله وهو يدعو لمرسي أما جريدة 'روزاليوسف' القومية فقد نشرت في نفس اليوم تحقيقاً من بني سويف لزميلنا محمد عبدالسلام عن ضحية أخرى بسبب الإخوان، جاء فيه: 'اللهم وفق رئيسنا 'مرسي' فيما تحب وترضى، اللهم أرزقه 'البطانة' الصالحة، اللهم هيىء له من أمرنا رشدا، هذه الكلمات هي آخر ما تفوه به الشيخ محمد عبدالحفيظ خطيب مسجد قرية 'سربو' التابعة لمركز سمسطا ببني سويف حيث فوجىء المصلون من أهالي القرية بسقوطه بعد انتهائه من الخطبة والدعاء وعندما حاول النزول من على 'المنبر' لإمامة المصلين سقط على الأرض 'مغشياً' عليه فحاول المصلون إفاقته لاستكمال الصلاة ولكنهم فوجئوا بأنه وافته المنية وصعدت روحه إلى الرفق الأعلى'.