زار وفد بريطاني القاهرة أمس، وأجرى لقاءات عديدة مع المشير عبدالفتاح السيسي، وقيادات مصرية أخرى لبحث خارطة المستقبل ما بعد الدستور، ورفضت السلطات طلب الوفد بلقاء قيادات جماعة الإخوان المسلمين المعتقلين. صبري عبد الحفيظ من القاهرة: زار وفد برلماني بريطاني القاهرة، والتقى بوزير الدفاع عبد الفتاح السيسي، ورئيس الوزراء حازم الببلاوي، ووزير الخارجية نبيل فهمي، وعمرو موسى، رئيس لجنة الخمسين التي وضعت الدستور الجديد، إضافة إلى البابا تواضروس الثاني، بابا الأقباط الأرثوذكس، وشيخ الأزهر. فيما رفضت السلطات المصرية طلباً للوفد بعقد لقاءات مع قيادات جماعة الإخوان المسلمين المعتقلين في السجون. لقاء قيادات الإخوان مرفوض قال مصدر مطلع ل"إيلاف"، إن الزيارة ينظمها رجل الأعمال، محمد فريد خميس رئيس مجلس أمناء الجامعة البريطانية في مصر، والذي يعتبر واحد من رموز المال والسلطة في عهد الرئيس السابق حسني مبارك، لتوضيح الصورة الصحيحة عن الأوضاع السياسية في مصر. وأوضح أن الزيارة تهدف كذلك إلى إزالة اللبس فيما يخص نظرة البريطانيين لثورة 30 يونيو على أنها إنقلاب عسكري. وأضاف ل"إيلاف" أن الوفد التقى رموز الحكم في مصر، لاسيما عبد الفتاح السيسي، وزير الدفاع، وتناقش معه حول خارطة المستقبل، وانتقال مصر إلى مرحلة الدولة الديمقراطية، مشيراً إلى أن الوفد طلب لقاء قيادات جماعة الإخوان المسلمون المعتقلين، إلا أن السلطات المصرية قابلت الطلب بالرفض، وأكدت أنهم يحاكمون أمام القضاء في تهم تتعلق بالتحريض على العنف والإرهاب، وليسوا معتقلين سياسيين. وأفاد المصدر بأن الوفد استعاض عن طلب لقاء المعتقلين بقيادات أخرى خارج السجون، ولاسيما محمد علي بشر، نائب المرشد العام للجماعة، الذي يمثل الجماعة في اللقاءات مع الوفود الخارجية، إلا أن السلطات المصرية تحفظت على ذلك المطلب أيضاً. ويضم الوفد البرلطاني كل من: اللورد رايموند هايلتون، مدير منتدى الشرق الأوسط الاقتصادي، والبارونة اليزابيث بيريدج، عضو لجنة حقوق الإنسان، واللورد ستون، من حزب العمال، واللورد مارلسفورد من حزب المحافظين، إضافة إلى أربعة من أعضاء مجلس العموم البريطاني وهم: جيفري دونالدسون عضو لجنة الدفاع، وتيم يو عضو لجنة الشئون الإستراتيجية ولجنة الطاقة والمناخ، وستيفين تيمز، من حزب العمال، وبوب والترز، عضو حزب المحافظين. وضم الوفد كذلك عدد من الشخصيات العامة البريطانية، ومنهم: إيان تايلور عضو برلماني سابق ووزير البحث العلمي سابق، وميرفين توماس، المدير التنفيذي لمؤسسة التضامن المسيحي عبر العالم، وهيوجو أنسين. اولى استحقاقات خارطة المستقبل وقال المتحدث باسم القوات المسلحة العقيد محمد علي، أن السيسي التقى بالوفد البريطاني رفيع المستوى الذي يضم عدداً من أعضاء مجلسي العموم واللوردات البريطاني الذى يزور مصر حالياً. وأضاف في بيان له: "تناول اللقاء تطورات الأوضاع على الساحتين المحلية والإقليمية ومستقبل عملية التحول الديمقراطي في مصر خلال المرحلة القادمة". وتابع علي: "أعرب الوفد عن سعادته بنجاح الشعب المصري في تنفيذ أولى استحقاقات خارطة المستقبل بالإستفتاء على الدستور الجديد ، وتطلعهم إلى المضي قدما فى إعادة بناء مؤسسات الدولة، وإجراء الإنتخابات الرئاسية والبرلمانية بنفس المستوى من الشفافية والتنظيم". ولفت علي إلى أن الوفد أكد على "ثقته في قدرة مصر على تجاوز المرحلة الراهنة وإستعادة دورها الريادي فى دعم الأمن والإستقرار في منطقة الشرق الأوسط". وأوضح أن اللقاء حضره الفريق صدقي صبحي، رئيس أركان حرب القوات المسلحة، وعدد من كبار قادة القوات المسلحة والسفير البريطاني في القاهرة. لقاء مع البابا والتقى الوفد البريطاني، البابا تواضروس الثاني بابا الأقباط الأرثوذكس. وقالت الكنيسة إن "البابا تواضروس قام بتوضيح طبيعة الأحداث الجارية في مصر، وإن ما جرى في 30 يونيو كان ثورة شعبية شارك فيها الكنيسة والأزهر وتدخل الجيش لتحقيق مطالب الشعب، وليس انقلابًا كما يشاع". وأضافت الكنيسة في بيان لها أن البابا أخبر الوفد البريطاني بأن الكنيسة دفعت ثمنًا لذلك من كنائسها، بسبب تأييد ومشاركة الأقباط في ثورة 30 يونيو، مشيراً إلى أنه جرى حرق مائة كنيسة بيد الإرهابيين. ولفت إلى أنهم لم يعتدوا على الكنائس فقط بل وعلى كل مؤسسات الشعب. ودعا البابا الوفد البريطاني، إلى ضرورة أن يعضد الحكومة المصرية خلال المرحلة المقبلة من الناحية الاقتصادية والتعليمية. وقال للوفد إنه يصلي من أجل الهدوء والتقدم لمصر التي تستحق كل خير. على حد قول الكنيسة. ...والأزمة السورية كما التقى الوفد بوزير الخارجية المصري نبيل فهمي، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية بدر عبد العاطي، إن "فهمي أجرى نقاشاً مطولاً مع أعضاء الوفد البرلماني البريطاني تناول عدداً من القضايا الإقليمية من بينها الأوضاع السياسية والأمنية في ليبيا و الجهود المبذولة لوقف عملية تهريب الأسلحة عبر الحدود، وتطورات عملية التفاوض الجارية بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي وأهمية الالتزام الكامل بمرجعيات عملية السلام وبصفة خاصة مبدأ الأرض مقابل السلام والانسحاب إلى حدود الرابع من حزيران (يونيو)1967". وأفاد عبد العاطي أن اللقاء تناول أيضاً عملية الحراك المجتمعي الذي تشهده مصر واستمرار تنفيذ باقي استحقاقات خارطة الطريق بعد انجاز الاستحقاق الدستوري، وذلك على الرغم من أعمال العنف والإرهاب. وأضاف عبد العاطي في بيان له، أن فهمي تناول في لقائه مع البرلمانيين البريطانيين الأزمة السورية وخطورة سيناريو تقسيم سورية وأهمية انعقاد مؤتمر "جنيف2" في التوصل إلى حل سياسي للأزمة، كما أكد الوزير خلال اللقاء على أهمية تحقيق الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط استناداً إلى مبدأ الأمن المتساوي لجميع دول المنطقة. ايلاف