جامعة قسنطينة تكرّم العلاّمة الدكتور عبد الملك مرتاض لمحات عن مسيرته وجهوده العلمية بقلم: محمد سيف الإسلام بوفلاقة -جامعة عنابة- لا يملك المتتبع للشأن الثقافي إلا أن يُثني على المبادرة الحضارية المتميزة التي قامت بها جامعة قسنطينة مؤخراً،حيث أقدمت على تكريم العلاّمة والناقد الكبير الدكتور عبد الملك مرتاض، ونظمت ندوة علمية دولية شارك فيها لفيف من الأساتذة والباحثين المتميزين لدراسة أعماله ،وذلك تقديراً للجهود،والتضحيات الكبيرة التي بذلها في بناء صرح الثقافة الجزائرية،وإقامة بنيانها الشامخ،وإثراء الساحة الأدبية،واللغوية. قدمت خلال فعاليات الندوة عدة مداخلات،وأبحاث عن أعماله الأدبية،ومنجزاته العلمية،ومن أهم المداخلات التي ألقيت خلال الندوة مداخلة الناقد والشاعر اللبناني الكبير الدكتور ياسين الأيوبي،الأستاذ بالجامعة اللبنانية ببيروت،و المعروف بإنتاجه العلمي والأدبي الغزير، والذي خصص مداخلته للحديث عن ثلاثية مرتاض الروائية المعروفة باسم «ثلاثية الجزائر» ،وقد عنون مداخلته ب«الجهاد السردي الممتع في ثلاثية الجزائر». وقد عبر الدكتور عبد الملك مرتاض في كلمته عن سعادته بهذا الاحتفاء،وأشاد بهذه المبادرة الطيبة،وهذا التقليد الحسن،وذكّر بعلاقته بمدينة قسنطينة العريقة التي درس فيها منذ شبابه، في الخمسينيات من القرن الماضي حينما كان طالباً بمعهد العلاّمة ابن باديس،وأشار إلى أنه على الرغم من قصر المدة التي قضاها بذلك المعهد،إلا أنها أثرت فيه،وتركت أثراً عميقاً في مسيرته العلمية والحياتية،وذكر الدكتور مرتاض أنه بصدد الانتهاء من تأليف كتاب جديد بعنوان: «نظرية السياسة وقوام الرئاسة». والحق أن العلاّمة الكبير الدكتور عبد الملك مرتاض هو أهل لكل تكريم وتقدير،فهو بالنسبة إلى الباحثين الجزائريين والعرب يعد رائداً من رواد الدرس المنهجي للأدب الجزائري والعربي،ويحتل موقعاً طليعياً ونموذجياً في المشهد العلمي والفكري والثقافي والأدبي في الجزائر والوطن العربي،فمنجزاته العلمية،ودراساته العميقة التي تجمع بين النظرية والتطبيق لمختلف القضايا المعرفية والفكرية،تجاوزت الحدود وكانت لها أصداء طيبة في مختلف الأقطار العالمية،وأثرت في أجيال من الباحثين والدارسين،فأستاذنا العلاّمة الدكتور عبد الملك مرتاض قدم الكثير والكثير للثقافة الجزائرية،والأدب العربي. ولا ريب في أن تكريم العلماء،وقادة الفكر، ليسمعوا كلمات شكر وعرفان،وتقدير،وقد أفنوا أعمارهم في كفاح مستميت،ونضال مستمر،وإسهام قوي في إثراء تراث الأمة،وتكوين أجيال من الباحثين،ورجال التعليم،وأطر البلاد،يعد من السنن الحميدة الجديرة بالإشادة والتنويه ،نظراً لما ينطوي عليه من دلالات عميقة تؤكد معنى الوفاء،والاعتراف بالفضل لصاحبه،ومما ينسب للفيلسوف الفرنسي فولتير قوله:« إن كلمة ثناء واحدة أسمعها في حياتي هي أجدى عندي من مائة كتاب تؤلف لتكريمي بعد وفاتي». ومما لا يشوبه شك في أن النجاح الذي حققه الدكتور عبد الملك مرتاض في ميدان البحث العلمي،والتأليف،لم يأت هكذا اعتباطاً،فالرجل قضى كل حياته خدمة للعلم والمعرفة، وإثراء للبحث العلمي ،فألف ما يزيد عن سبعين كتاباً،ولعب دوراً حاسماً في تألق الأدب،والفكر الجزائري،وازدهار المعرفة الأدبية،و يتميز الدكتور مرتاض بالموسوعية في الإنتاج،والنأي عن التخصص الدقيق في مجال دون آخر،من مجالات العلم،والثقافة،ولذلك فهو يشكل امتداداً لجيل من الرواد الكبار من بُناة النهضة الفكرية،والأدبية،والثقافية في الوطن العربي،ملأ الدنيا،وشغل الناس بعلمه الفياض،وخلقه الكريم،و تواضعه الجم،وفضله على طلابه في مشارق الأرض،ومغاربها. وكما يرى الأديب كمال الرياحي فعبد الملك مرتاض من الأسماء القليلة التي يمكن أن نسمّيها ب«الكائنات الأوركستراليّة» والتي تعزف على أوتار مختلفة، فهو الناقد والروائي والباحث في الإسلاميات وفي التراث. وبمناسبة تكريم هذا العلاّمة الجليل،فإننا نسعى من خلال هذه الورقة إلى تسليط الأضواء على جهوده،ومنجزاته العلمية،اعتماداً على سيرته الذاتية التي كتبها الدكتور مرتاض عن نفسه،وتحدث فيها عن أعماله،ومؤلفاته، وُلِد عبد الملك مرتاض في عاشر يناير 1935 بمَجيعة [وأصل نطقها فيما يبدو لنا «نَجيعة» حيث إنّ العوامّ في تلك النّاحية يقلبون النّون ميماً؛ فكأنّ هذه القبيلة نجعت من أرض بعيدة إلى حيث استقرّت بها النّوى هناك]؛ بلدة من عرش مَسيردة العليا؛ ولاية تلمسان، الجزائر: من أمّ وأب جزائريّين،حفِظ القرءان العظيم وتعلّم مبادئ الفقه والنّحو في كُتّاب والده بقرية الْخُمَاس التي تبعد عن الحدود المغربيّة الشّرقيّة بزهاء ثمانية عشر كيلو متراً،التحق في أكتوبر من عام 1954 بمعهد ابن باديس بقسنطينة؛ ولاندلاع الثورة الجزائريّة أُغْلِق المعهد وتفرّق طلاّبه شذَرَ مَذَرَ في شهر فبراير من عام 1955؛ فغادر هذا المعهد،التحق بجامعة القرويّين بفاس (المغرب) في شهر أكتوبر من عام 1955 وقطن بالمدرسة البوعْنانيّة، 1960 التحق بكلية الآداب جامعة الرباط (المغرب)، و سجّل في كلية الحقوق والعلوم السياسية، ومعهد العلوم الاجتماعية، بجامعة الرباط. 1961 التحق بالمدرسة العليا للأساتذة بالرّباط . عضو المنظّمة المدنيّة لجبهة التّحرير الوطنيّ (1956-1962). نال عام 1960 شهادة البكالوريا (القسم الثاني من الشهادة الثانوية)، تطوان (تقدّم إليها مرشَّحا حرّاً). تخرّج في يونيو سنة 1963 في كلية الآداب بجامعة الرباط، وكان الأوّل في شهادة الأدب (ليسانس في الآداب). تخرج في يونيو سنة 1963 أيضا في المدرسة العليا للأساتذة بالرباط، ونال المنزلة الأولى بين المتخرّجين. نال درجة دكتوراه الطّور الثالث في الآداب من جامعة الجزائر في سابع مارس من عام 1970؛ (وهي أول درجة علمية تمنحها الجامعة الجزائرية على عهد الاستقلال): عن موضوع «فنّ المقامات في الأدب العربي» بإشراف الأستاذ الدكتور إحسان النص، ورأس لجنة المناقشة الأستاذ الدكتور شكري فيصل، وكان الدّكتور الطّاهر مكّي هو الأستاذ المناقش. نال سنة 1983 درجة دكتوراه الدّولة في الآداب بمرتبة الشّرف من جامعة السّوربون الثالثة بباريس نال عدّة شهادات تقديريّة وفخريّة، كما كرّمته هيئات علميّة وثقافيّة جملة مرّات، عُيِّن في 16 سبتمبر من سنة 1970 مدرّساً للأدب العربي في جامعة وهران. عيّن سنة 1971 رئيسا لدائرة اللغة العربية وآدابها، لدى استحداثها، لأوّل مرة، بجامعة وهران. عيّن سنة 1974 مديراً لمعهد اللّغة العربيّة وآدابها، لدى استحداثه، لأوّل مرة، بجامعة وهران. انتخب سنة 1975 رئيسا لفرع اتحاد الكتّاب الجزائريين لولايات الغرب الجزائريّ لدى استحداث هذه الهيئة لأول مرّة. عُيّن نائبا لمدير جامعة وهران (1980-1983). اُنتُخب سنة 1981 عضواً في الهيئة المديرة لاتحاد الكتّاب الجزائريين وفاز بأغلبيّة أصوات الكتّاب في مؤتمرهم العامّ. عُيِّنَ مديرا للثقافة والإعلام لولاية وهران، لدى استحداث هذه المديريّة لأوّل مرّة، [1983 - 1986]؛ وظلّ محتفظاً أثناء ذلك بمنصب الأستاذيّة في جامعة وهران. نال شهادة تقدير من رئيس الجمهوريّة الجزائريّة سنة 1987. ورد ذِكْر اسمه بما هو ناقد في معجم «لاروس» الفرنسي للآداب الأجنبيّة. اُنتخب أمينا وطنيا (قُطْريّا) مكلّفاً بشؤون الكتّاب الجزائريين (1984-1989). 1984 رأس مؤتمر الكتّاب والصّحفيّين والمترجمين الجزائريّين. عُيّن رئيساً للمجلس العلميّ بمعهد اللغة العربية وآدابها، في جامعة وهران (1986-1998). رُقِّيَ إلى درجة أستاذ التّعليم العالي عام 1986. عُيّن إما عضوَ هيئةِ التّحرير، أو عضواً في الهيئة الاستشاريّة، لجملة من المجلاّت العربية والجزائريّة منها: كتابات معاصرة (بيروت)؛ فصليّة إيران والعرب، بيروت؛ أصوات (صنعاء)؛ التّراث الشعبيّ (بغداد)؛ مجلّة معهد اللّغة العربيّة وآدابها في جامعة قسنطينة؛ مجلة الدراسات الشّعبية (جامعة تلمسان)؛ مجلّة بونة للبحوث والدراسات (عنابة)، حوليّة جامعة وهران (وهران)... رأَس تحرير مجلة الحداثة التي كان يصدرها معهد اللغة العربية وآدابها في جامعة وهران. أسّس مجلّة »دراسات جزائريّة«، معهد اللّغة العربيّة وآدابها، جامعة وهران (1998). أسّس مجلّة «اللّغة العربيّة» بالمجلس الأعلى للّغة العربيّة، وكان يرأس تحريرها، حين كان رئيساً لهذه المؤسّسة التّابعة لرئاسة الجمهوريّة (1998-2001). عيّن عضوا في المجلس العلميّ للمركز الوطنيّ للأبحاث التّاريخيّة والحركة الوطنيّة بالجزائر. عيّن عضواً في المجلس العلميّ لأكاديمية جامعات الغرب الجزائري، بالجزائر (منذ استحداث هذه الأكاديميّة إلى أن حُلّت). 1997-2000 عيّن عضواً في الهيئة الاِستشاريّة لمؤسسة البابطين للإبداع الشعري، الكويت، لمدّة أربعِ سنواتٍ. 1998 (يناير) عيّنه ونصّبه، شخصيّاً، فخامة رئيس الجمهوريّة عضواً في المجلس الإسلاميّ الأعلى، رئاسة الجمهوريّة، الجزائر، وهو منصب دستوري. 1998سبتمبر –2001 (يونيو) عيّنه ونصّبه، شخصيّاً، رئيس الجمهوريّة في منصب رئيس المجلس الأعلى للّغة العربيّة، رئاسة الجمهوريّة، الجزائر، وهي وظيفة تساوي درجة وزير. 1999عُيّن عضواً في المجمع الثقافيّ العربيّ ببيروت. مثّل اتحاد الكتّاب الجزائريين في جملة من المؤتمرات الدّولية (يوغوسلافيا سابقاً، والاِتّحاد السّوفياتي سابقاً) والعربية (اليمن، والعراق، وليبيا). أسهم في مؤتمرات الأدباء العرب المنعقدة بالجزائر، وعدن، وبغداد، وطرابلس. يشرف الآن على زهاء خمسين أطروحة في جامعات وهران، والجزائر، وتلمسان، وقسنطينة، وعنّابة، وصنعاء؛ كما ناقش زهاء خمسين أطروحة جامعية؛ كما تخرج عليه خلق كثير من الطلاب. سُجّل اسمه في موسوعة لاروس بباريس مصنَّفاً في النقّاد؛ كما سجّل في موسوعات عربية وأجنبيّة أخرى في سورية، والجزائر، وألمانيا... قُدّمت ، أو تُقدَّم، حول كتاباته النّقديّة والإبداعيّة، ومنهجه في النّقد والتّحليل رسائل جامعيّة (ماجستير ودكتوراه دولة) في جامعات عنّابة، وباتنة، وقسنطينة، ووهران، وتلمسان... 2001 (أبريل) كرّمته جامعة وهران، ودُرست أعماله الإبداعيّة والنّقديّة على مدى ثلاثة أيّام في ندوة وطنيّة. 2001 رأس مؤتمر اتّحاد الكتّاب الجزائريّين المنعقد بالعاصمة الجزائريّة. 2002 عيّن عضواً في مجلس الإدارة لمؤسّسة الفكر العربيّ، ببيروت. 2002 عيّن عضواً مراسلاً في مجمع اللّغة العربيّة بدمشق. من أهم أعماله،ودراساته النقدية: « القصة في الأدب العربي القديم»،« نهضة الأدب العربي المعاصر في الجزائر»، « فن المقامات في الأدب العربي»، «العامّية الجزائرية وصلتها بالفصحى»، النّص الأدبيّ من أين وإلى أين؟» ، «الثقافة العربية في الجزائر بين التأثير والتأثّر»، «فنون النثر الأدبيّ في الجزائر»، . « بنية الخطاب الشعريّ»، «القصّة الجزائرية المعاصرة». ومن إسهاماته الإبداعية نذكر:روايات «نار ونور»،«دماء ودموع»، «الخنازير»، «صوت الكهف»، «حيزيّة»،«مرايا متشظّية»، ومجموعة قصصية معنونة ب« هشيم الزمن». العنوان: الأستاذ/محمد سيف الإسلام بوفلاقة Mouhamed saif alislam boufalaka ص ب:76 A ( وادي القبة) -عنابة – الجزائر Èالمحمول: 775858028 (213)00 الناسوخ (الفاكس) : 35 15 54 38 (213)00 البريد الإلكتروني : [email protected] متصفحك لا يدعم الجافاسكربت أو أنها غير مفعلة ، لذا لن تتمكن من استخدام التعليقات وبعض الخيارات الأخرى ما لم تقم بتفعيله. ما هذا ؟ Bookmarks هي طريقة لتخزين وتنظيم وادارة مفضلتك الشخصية من مواقع الانترنت .. هذه بعض اشهر المواقع التي تقدم لك هذه الخدمة ، والتي تمكنك من حفظ مفضلتك الشخصية والوصول اليها في اي وقت ومن اي مكان يتصل بالانترنت للمزيد من المعلومات مفضلة اجتماعية دنيا الوطن