GMT 0:00 2014 الإثنين 10 فبراير GMT 0:19 2014 الإثنين 10 فبراير :آخر تحديث عمر عدس وصباح كنعان تواصل القوى النووية في العالم تعزيز وتوسيع ترساناتها، وتضيف إليها أنظمة أسلحة جديدة هي نتاج أحدث التطورات العلمية والتكنولوجية . وهذا يعني أن المعاهدة الدولية لحظر انتشار الأسلحة النووية تبقى عملياً حبراً على ورق، كما لاحظ الكاتب لورانس ويتنر، بروفسور التاريخ الفخري في جامعة الباني في الولاياتالمتحدة، الذي كتب مقالاً حول الموضوع نشره موقع "كومون دريمس" وجاء فيه: لأمر مشجع أن نرى التوصل إلى اتفاق دولي يضمن احترام إيران لالتزامها بعدم صنع أسلحة نووية، بما ينسجم مع توقيعها على معاهدة حظر الانتشار النووي . ولكن ماذا بشأن الجزء الرئيسي الآخر من المعاهدة، وهو البند السادس، الذي يلزم الدول المسلحة نووياً، ب "وقف سباق التسلح في موعد مبكر ونزع الأسلحة النووية" وكذلك بوضع معاهدة حول "نزع تسلح كلي وشامل"؟ فها نحن نجد اليوم أنه بعد 44 سنة من سريان مفعول معاهدة الحظر، تواصل الولاياتالمتحدة وقوى نووية أخرى تعزيز ترساناتها النووية من دون أن تبدو في الأفق نهاية لذلك . في 8 يناير/كانون الثاني ،2014 أعلن وزير الدفاع الأمريكي تشاك هيغل عما وصفته وكالة "رويترز" بأنه "خطط طموحة لتطوير أنظمة الأسلحة النووية (الأمريكية) من خلال تحديث الأسلحة وبناء طرز جديدة من غواصات، وصواريخ، وقاذفات قنابل" . وتعتزم وزارة هيغل بناء دزينة من غواصات قاذفة للصواريخ العابرة للقارات، وأسطول جديد من قاذفات جوية نووية قادرة على التحليق لمسافات طويلة، وصواريخ بالستية جديدة، وفي أواخر ديسمبر/كانون الأول، قدّر مكتب الميزانية في الكونغرس الأمريكي أن تنفيذ هذه الخطط سيكلف 355 مليار دولار على مدى السنوات العشر المقبلة، كما أفاد تقرير أعده مركز دراسات عدم الانتشار النووي (المستقل) بأن هذه العملية لتحديث القوات النووية الأمريكية ستكلف تريليون دولار على مدى الثلاثين سنة المقبلة، وإذا تبين أن هذا التقدير صحيح، فإن برنامج الغواصات وحده سيكلف 29 مليار دولار لكل غواصة . وبطبيعة الحال، الولاياتالمتحدة تملك أصلاً ترسانة نووية جبارة - نحو 7700 سلاح نووي، تكفي قدرتها التفجيرية لتدمير العالم أكثر من مرة واحدة . والولاياتالمتحدةوروسيا تملكان معاً نحو 95% من الترسانة النووية العالمية، التي تتكون من أكثر من 17 ألف سلاح نووي . والولاياتالمتحدة ليست القوة الوحيدة التي تغذي طموحات نووية كبيرة، فمع أن الصين لا تملك حالياً سوى نحو 250 سلاحاً نووياً، بما فيها 75 صاروخاً عابراً للقارات، إلا أنها أجرت حديثاً تجربة لاختبار صاروخ نووي فائق السرعة (فرط صوتي) قادر على اختراق أي دفاع صاروخي موجود حالياً، وقد تم رصد هذا الصاروخ، الذي أطلق عليه المسؤولون الأمريكيون اسم "وو - 14"، وهو يندفع بسرعة تبلغ عشر مرات سرعة الصوت، وذلك خلال تجربة أجرتها الصين في أوائل يناير/كانون الثاني ،2014 وحسب علماء صينيين، فإن حكومتهم خصصت "استثمارات طائلة" لهذا المشروع الذي تشارك فيه مئات من فرق علماء من أبرز معاهد الأبحاث والجامعات في الصين . وهناك دول أخرى تشارك هي أيضاً في هذا السباق . وتبدو روسيا مصممة على مجاراة الولاياتالمتحدة من خلال تحديث قواتها النووية . ومشروع تطوير صواريخ بالستية روسية جديدة ينفذ على قدم وساق، في حين بدأ العمل فعلياً لبناء غواصات نووية جديدة، كما بدأت الحكومة الروسية العمل في مشروع لتطوير قاذفة استراتيجية جديدة تعرف باسم "باك - دا" ويتوقع أن تدخل الخدمة العملانية بحلول العام 2025 . وفي الوقت ذاته، تعمل روسيا والهند على تطوير نسختهما الخاصة من الصواريخ النووية فائقة السرعة، ولو أن هاتين الدولتين لا تزالان متخلفتين عن الولاياتالمتحدةوالصين في هذا المجال . و"إسرائيل" أيضاً تعمل في مشروع لتحديث أسلحتها النووية، وقد لعبت دوراً رئيسياً في إحباط مؤتمر للأمم المتحدة حول إعلان الشرق الأوسط منطقة خالية من الأسلحة النووية، كان يفترض أن يعقد في العام 2012 . إن تعاظم الترسانات النووية يتعارض بالتأكيد مع الخطاب الرسمي، ففي 5 إبريل/نيسان ،2009 أعلن الرئيس أوباما، في أول خطاب رئيسي له حول السياسة الخارجية . أن "أمريكا ملتزمة بالسعي للسلام والأمن في عالم من دون أسلحة نووية"، وفي خريف ذلك العام، تبنى مجلس الأمن الدولي بالإجماع القرار ،1887 الذي أعاد التأكيد على أن معاهدة حظر الانتشار النووي تقتضي "نزع أسلحة الدول التي تملك حالياً أسلحة نووية"، ولكن يبدو أن الخطاب شيء، والفعل شيء آخر تماماً . وعليه، إذا كان قبول الحكومة الإيرانية بالتخلي عن تطوير أسلحة نووية أمراً مشجعاً، إلا أن إخفاق الدول النووية في الوفاء بالتزاماتها بموجب معاهدة حظر الانتشار النووي لهو أمر مخيف . ونظراً إلى تكثيف استعدادات هذه الدول لحرب نووية - حرب ستكون كارثة ماحقة - فإن تهربها من مسؤولياتها يجب أن يدينه كل من يسعى إلى عالم آمن، وعالم سليم العقل . ايلاف