من طه عودة اسطنبول - 10 - 2 (كونا)-- تسود حالة من الترقب الاوساط التركية حول مستقبل جولة المفاوضات الثانية في اطار مؤتمر (جنيف 2) المعني بمحاولة التوصل الى حل سلمي للازمة السورية والتي انطلقت بين طرفي النزاع في مدينة مونترو السويسرية في وقت سابق اليوم. وكانت الجولة الأولى من المؤتمر التي عقدت الشهر الماضي لم تحرز أي تقدم ملموس إلا أن الممثل الدولي والعربي المشترك إلى سوريا الاخضر الابراهيمي تحدث عن تمكن الطرفين من تحقيق أرضية مشتركة. فمن جانبه قال نائب المدير العام لوكالة إخلاص للأنباء التركية إسماعيل بالي في تصريح لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) إن الجولة الأولى من المحادثات بين وفدي المعارضة والنظام اكتسبت أهميتها كونها اللقاء الأول الذي يجمع بين وفدي المعارضة والنظام منذ اندلاع الثورة السورية قبل نحو ثلاث سنوات مشيرا إلى أن السبب في عرقلة تقدم المفاوضات هو الاتهامات المتبادلة بين كل من النظام والمعارضة حول من يقف وراء عدم إحراز تقدم في الجولة الأولى من المحادثات. وأضاف بالي أن أنقرة على ضوء تشدد المواقف بين الأطراف المتنازعة تشكك في قدرة مؤتمر (جنيف 2) بشكله الحالي في إطلاق خارطة الطريق السياسية الموعودة باتجاه الحل لكنه أشار إلى أن أكثر ما يقلق القيادة التركية هنا هو أن يخرج المؤتمر بقرارات تساهم في تقوية فرص بقاء النظام السوري وتعطي الفرصة لبشار الأسد لترشيح نفسه في الانتخابات المقبلة والبقاء على رأس السلطة لحقبة رئاسية جديدة. وأوضح أن هناك عاملا آخر يقلق بلاده من الأزمة السورية الحالية وهو أن أنقرة تأتي في مقدمة الدول التي تتحمل العبء الأكبر في استمرار الأزمة السورية بأبعادها الإنسانية والمالية والسياسية حيث أنها تعيش هذه المعضلة منذ بدايتها في مارس 2011. وخلص بالي إلى القول إن تركيا تعلق آمالا كبيرة على هذا المؤتمر حيث تأمل أن يضع حدا لمأساة الشعب السوري الذي عانى كثيرا طيلة الاعوام الثلاثة الماضية. ويصر وفد المعارضة السورية المشارك في المفاوضات على ضرورة مناقشة ماهية الحكومة الانتقالية ورحيل رأس النظام بشار الأسد وتأكيد عدم مشاركته في العملية السياسية المستقبلية وفي المقابل يتهم النظام السوري المعارضة "بالإرهاب". ومع انعدام الثقة والشك بين المعارضة والنظام السورية من الصعب التوقع أن يتحقق في (جنيف 2) بالفعل اختراق مهم هذه الفرضية تقوم أيضا على أساس الخلاف الشديد السائد في الأسرة الدولية وفي ظل غياب استراتيجية منسقة لممارسة الضغط على الطرفين لتحقيق اتفاق خلال الأيام المقبلة. وبحسب الكثير من الأوساط السياسية هنا فإن جلوس المعارضة السورية مع ممثلي النظام قد يحقق مجموعة من الإيجابيات بحق الأزمة المتفاعلة في سوريا مثل تأمين ممرات آمنة لقوافل الإغاثة والمساعدات للتخفيف من حدة الأزمة والإفراج عن سجناء والأمر الآخر والذي لا يقل أهمية هو أن المعارضة السورية التي طالما وصفت بالضعيفة والمنقسمة قد تزيد من تأثيرها السياسي في المرحلة المقبلة. وبحسب هذه الأوساط أيضا فإن (جنيف 2) قد يلعب دورا عكسيا إن انهارت سبل الحل في تصعيد الصراع أكثر وأكثر دافعا نحو تعميق الأزمة. يذكر أن حوالي 150 ألف شخص فقدوا أرواحهم منذ بدء الاشتباكات المسلحة بين قوات النظام السوري والمعارضة عام 2011 كما أجبر تسعة ملايين ونصف المليون من المواطنين على ترك منازلهم تحت وقع القذائف والقصف العشوائي فيما تجاوز عدد اللاجئين السوريين في تركيا حاجز 700 ألف لاجئ.(النهاية) ط أ / أ م س كونا101843 جمت فبر 14 وكالة الانباء الكويتية