بغداد - زيدان الربيعي أبدت الممثلة المصرية شيرين استعدادها التام للمشاركة في عمل عراقي - مصري، إلا أنها اشترطت أن يكون هذا العمل يخدم البلدين معاً وكذلك البلدان العربية الأخرى . وقالت شيرين في لقاء مع "الخليج" خلال زيارتها بغداد أن ثورة يناير أثرت بشكل سلبي في الفن في مصر بشكل عام، كونها أحدثت زلزالاً في مصر . مشيرةً إلى أن لديها بعض الأعمال الجديدة . وانتقدت شيرين توجه المتلقي العربي نحو مشاهدة الدراما التركية رغم أنها لا تقدم له لا تقاليدنا ولا عاداتنا ولا واقعنا . ودعت إلى ضرورة تفعيل الأعمال العربية المشتركة، لأنها تخدم الجميع سواء ممثلين أو متلقين . * كيف وجدتِ بغداد؟ - هذه المرة الثالثة التي أزور فيها بغداد، حيث زرتها في عام 1980 وشاركت في أحد الأعمال العراقية الجميلة للمخرج العراقي الراحل عبد الهادي مبارك وشاركتني الممثلة العراقية هناء محمد وتعرفت حينها إلى المطرب العراقي كاظم الساهر الذي كان في بداياته، ثم زرت بغداد في عام 2012 بمناسبة عيد الصحافة وزيارتي هذه كضيف شرف على مهرجان بغداد المسرحي الدولي الأول . ووجدت بغداد جميلة جداً وأهلها طيبون والمهرجان كان رائعاً في كل شيء . * لو عرض عليكِ العمل في مسلسل أو فيلم أو عمل مسرحي داخل العراق هل توافقين؟ - نعم سأوافق بشرط أن يكون هذا العمل يخدم العراق ومصر والوطن العربي عموماً، لأننا كلنا شعب واحد نتألم ونشعر بالإيذاء من سلبيات "الربيع العربي" الذي انقلب على رؤوسنا وهذا "الربيع" لا يمت بصلة لمفهوم الربيع، لكن ربما اللون الأحمر للورد في الربيع هو المقصود من هذه التسمية، لأن هذا الربيع تحول إلى ربيع دموي للأسف الشديد . * هل الربيع العربي أسهم بانقطاعك عن العمل الفني؟ - لم أنقطع عن المشاركة في الأعمال الدرامية المصرية، شاركت في عام 2012 بمسلسل "حسن التميم" وفي 2011 شاركت في "بيت العيلة" وفي الجزء الثاني من "سيت كوم" فضلاً عن مشاركتي في "بابا نور" من إخراج محمد عبد العزيز وبطولة حسين فهمي ومجموعة كبيرة من الممثلين، فضلاً عن ذلك شاركت في مسلسل "عابد كرمان" الذي صور في العاصمة السورية دمشق تحت ظروف صعبة للغاية بسبب تردي الوضع الأمني وهذا المسلسل من إخراج نادر جلال . * كيف تنظرين إلى مشاركتك في مسلسل "العراف"؟ - قدمت مع عادل إمام مسلسل "الإرهابي" وكان بمثابة استشراف لما يحصل في المستقبل، كما قدمت في مسلسل "بخيت وعديلة" نموذجين من الموظفين البسطاء وفي الجزء الثاني من هذا المسلسل قدمنا الانتخابات، حيث ركزنا فيه على أن كل مشاكلنا تحصل من خلال الانتخابات، لذلك نحن قدمنا قضايا مهمة جداً . أما بخصوص مسلسل "العراف" الذي عرض العام الماضي شاركت فيه كضيف شرف مع عادل إمام . * ثورة يناير هل أثرت على الفن المصري عموماً؟ - نعم أثرت كثيراً وكان هذا التأثير سلبياً، عندما قامت حصل زلزال في البلد وضجة كبيرة، قلب الأمور رأساً على عقب، لذلك فإن هذا الزلزال ترك الكثير من الناس من دون عمل وأصبحوا ضحايا وهم الذين يعملون في الوسط الفني المصري من مصورين ومصممي الديكور ومهندسي الإضاءة وعمال، لأن التمثيل يقف خلفه جيش كبير من العاملين حتى تظهر الصورة للمتلقي بالطريقة التي يشاهدها، وللأسف الشديد هؤلاء الذين يعملون في الفن المصري بعد ثورة يناير جلسوا في منازلهم ولديهم التزامات مالية كبيرة فكيف يحصلون على هذه الأموال وهم لا يعملون؟ * هل لديك أعمال جديدة؟ - مسلسل جديد اسمه "قانون سوسكا" مع الممثلة سهير البابلي وصورت بعض حلقاته قبل مجيئي إلى بغداد، لكن توقف وسأعاود التصوير قريباً ومن المؤمل أن يعرض في رمضان المقبل، كذلك لديَّ مسلسل آخر يحمل عنوان "جداول" مع الممثلة سهير رمزي لإذاعة "صوت القاهرة" وهو من إخراج مازن الجبل . * ما تأثير الدراما التركية على الدراما العربية؟ - مع شديد الأسف كان لها تأثير سلبي على الدراما العربية، لأن هناك شريحة كبيرة من المشاهدين العرب تتابعها وتمتد إلى "200" حلقة والناس لدينا جالسة في منازلها بعد ثورة يناير من دون عمل، في حين أن الدراما المصرية لم يكن لديها إنتاج قوي مثلما كانت تنتج قبل ثورة يناير . أنا سعيدة لأنني أرى الدراما التركية، ولكنها لا تقدم عاداتنا ولا تقاليدنا ولا تقدم ظروفنا وتبعدنا عن واقعنا بدرجة كبيرة، ولو كنا نشاهدها باللغة التركية كان يمكن أن نتعلم بعض الكلمات التركية ونضيفها إلى رصيدنا المعرفي، لكننا نشاهدها باللهجة السورية وبهذا نكون فقدنا لغتنا وفننا ولهجتنا وهويتنا، إذ كان المفترض دبلجة المسلسلات التركية باللغة العربية الفصحى أو باللهجة المصرية، لأنها مفهومة من قبل جميع المواطنين العرب، حيث عمر السينما المصرية مئة عام . * كيف يمكن أن نتخلص من سطوة الدراما التركية على المتلقي العربي؟ - أشاهد المسلسلات التركية وكذلك عندما أزور أي شخص في منزل ما وأجده يشاهد مسلسلاً تركياً انسحب فوراً وأقدم اعتذاري له أو أطلب غلق جهاز التلفزيون، وأنا لا أكره الأعمال التركية، لكنها تحاربنا حرباً فنية مستمرة وبتعبير أدق تمثل غزواً ضدنا . * هل أنتِ مع الأعمال العربية المشتركة؟ - بكل تأكيد، سبق لي أن شاركت في عمل عراقي مصري مشترك، كذلك ذهبت إلى سوريا وشاركت في عمل مصري سوري وقبل ذلك ذهبت إلى الكويت وشاركت في عمل مصري كويتي مشترك وأيضاً شاركت في سلطنة عُمان والأردن، لأن الأعمال المشتركة تصقل الممثل وتجعله يلتقي الممثلين الآخرين من البلدان العربية الشقيقة ويتعرف إلى عادات وتقاليد ولهجات جديدة بالنسبة له وبالتالي يكون الممثل منفتحاً وسفيراً لبلده في أي مكان ينزل فيه، لذلك يجب عليه أن يمثل بلده خير تمثيل ويأخذ الأشياء الجيدة من البلدان التي عمل فيها إلى بلده حتى يسهم في تطورها . ايلاف