بغداد - وكالات: اعلنت مفوضيّة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة أن عدد النازحين من محافظة الأنبار العراقيّة حيث يسيطر مقاتلون مناهضون للحكومة على مدينة الفلوجة وعلى أجزاء من مدينة الرمادي، بلغ نحو 300 ألف شخص. وأوضحت المفوضيّة في بيان أنه "على مدار الأسابيع الستة الماضية نزح نحو 300 ألف عراقي من نحو 50 ألف عائلة" من الأنبار بسبب أحداث الفلوجة والرمادي. وأضاف البيان إن "النازحين العراقيين يقيمون في المدارس والمساجد وأبنية عامّة أخرى ويحتاجون بشكل عاجل" إلى مساعدات إنسانيّة، مشيرًا إلى أن الحكومة العراقيّة تقدّر قيمة هذه المُساعدات بنحو 35 مليون دولار. وكانت الأممالمتحدة أعلنت في 24 يناير الماضي أن عدد النازحين جرّاء أحداث الأنبار الذي بلغ 140 ألف شخص حينها هو الأسوأ في البلاد منذ الصراع الطائفي المباشر بين سنتي 2006 و2008. ومنذ بداية العام الحالي، يسيطر مقاتلون مناهضون للحكومة ينتمي معظمهم إلى تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام"، إحدى أقوى المجموعات الجهاديّة المسلحة في العراق وسوريا، على الفلوجة وعلى أجزاء من الرمادي المجاورة. من جهة أخرى أعلن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، أن الأيام المقبلة ستشهد إطلاق خُطة حكوميّة لحل أزمة الأنبار، أركانها الحكومة المحليّة والعشائر، والحكومة الاتحاديّة. ورأى المالكي في كلمته الأسبوعيّة أمس أن أحداث محافظة الأنبار بغرب العراق "أفرزت بين من يؤمن بوحدة العراق وبين من يوفّر الدعم للإرهاب. وبين من يقف ضدّ الإرهاب وإجرامه وبين من يُشكل له حواضن، بالإضافة الى إفرازها بين من هو جادّ بربط المحافظة في الوحدة الوطنية، ومن أراد ربطها بمشاريع خارجيّة". وقال إن حكومته اعتمدت خُطة لحل أزمة الأنبار" تتضمّن بناء أجهزة الشرطة واستيعاب أبناء العشائر الذين قاتلوا مع الحكومة بالأجهزة الامنيّة". وأضاف: إن "الهدف من هذه الخُطة هو التحشيد وإعادة الأمن وعزل الجماعات التي احتضنت الإرهابيين الذين ينبغي أن يتعرّضوا للمساءلة، وتشكيل لجان عاجلة هدفها جرد الأضرار الخاصّة التي لحقت بأملاك المواطنين، والأضرار العامّة في الجسور والمنشآت العامّة، وينبغي إعادة بناء أجهزة الشرطة التي ستستوعب أبناء العشائر الذين وقفوا إلى جانب الأجهزة الأمنيّة". وأكّد نائب رئيس الوزراء العراقي حسين الشهرستاني أمس أن خُطة الحكومة حيال الفلوجة تقضي بمُحاصرة هذه المدينة الواقعة في محافظة الأنبار حتى نفاد ذخيرة المسلحين الذين يسيطرون عليها منذ أكثر من شهر. وقال الشهرستاني في لقاء مع مجموعة من الصحفيين في بغداد إن "الخُطة الحكوميّة تقضي بتجنّب عمليات عسكريّة من الممكن أن توقع ضحايا مدنيين أبرياء". وأضاف: "لذلك فإن التوجيهات التي صدرت هي أن يحاصر الجيش المدينة ويمنع دخول وخروج السلاح والمسلحين والعتاد إليها، ويسمح بالمواد الغذائيّة والطبيّة والوقود، على الرغم من علمنا أن هذه المواد يتم السيطرة عليها من قبل المسلحين". وتابع : إن "الخُطة الحاليّة هي التضييق على المسلحين الموجودين لحين نفاد السلاح والعتاد، وتمكين أهالي المنطقة من أن يتعاونوا مع القوات العراقية كي يقللوا الخسائر". وفيما استبعد الشهرستاني، وهو نائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة، تأجيل الانتخابات بسبب الاوضاع الأمنيّة في البلاد، رجح أن يتعذّر فتح مراكز الاقتراع في الفلوجة. وأعلن قائد في الشرطة العراقية أمس اعتقال 27 مطلوبًا شمالي الكوت وقال اللواء رائد شاكر قائد شرطة الكوت، إن "قوات الشرطة نفذت عملية أمنيّة في قضائي الصويرة والعزيزية شمالي الكوت أسفرت عن اعتقال 27 مطلوبًا بينهم عضوان في تنظيم القاعدة متورطان بعمليات جنائيّة وفق قانون الإرهاب لانتمائهما لتنظيم القاعدة. ومن جانبها أعلنت قيادة العمليات المشتركة في العراق عن إلقاء القبض على 12 مسلحًا وضبط مخابئ للأسلحة والأعتدة في الموصل شمال البلاد وفي العاصمة بغداد. وذكرت قيادة العمليات في بيان لها أمس أن فرقة المشاة الثانية ضمن قيادة عمليات نينوى ألقت القبض على (12) مسلحًا وضبطت مخبأ لتصنيع العبوات الناسفة وعثرت على مخبأ للأسلحة والأعتدة يحتوي على (44) عبوة ناسفة ولاصقة و (150) كغم من المواد التي تدخل في صناعة المتفجّرات وعدد من القذائف المختلفة في الجانب الأيسر لمدينة الموصل. وأوضحت في بيان آخر أن قوة مشتركة من الجيش والشرطة ضبطت، مخبأ يحتوي على مواد متفجّرة وعدد من العبوات الناسفة داخل دار أحد المطلوبين وفق قانون مكافحة الإرهاب شمال شرقي بغداد. من جهة أخرى ذكرت مصادر عسكريّة عراقيّة أن ستة جنود عراقيين قتلوا أمس جرّاء انفجار عبوة ناسفة استهدفت دورية للجيش العراقي في إحدى المناطق شمالي الحلة. وذكرت المصادر أن عبوة ناسفة انفجرت ظهر أمس لدى مرور دورية للجيش العراقي في منطقة جرف الصخر شمالي الحلة أدّت إلى مقتل جميع عناصر الدورية البالغ عددهم 6. جريدة الراية القطرية