إن العلاقات السعودية الباكستانية ليست حديثة العهد، أو نتيجة ظروف سياسية طارئة، بل هي علاقة ممتدة عبر العقود الماضية؛ وما زيارة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع مؤخرا، إلا تأكيدا للروابط التاريخية التي تجمع البلدين اللذين لهما ثقلهما السياسي على الساحة الدولية، ولا غرو أن لهذا التقارب أثرا إيجابيا ينعكس على مصلحة عديد من الدول العربية والإسلامية على حد سواء؛ فكلا البلدين مسلم يهمه شأن الإسلام في كل مكان، ثم إن رابطة الدين أقوى وأوثق الروابط، مما يجعل أي علاقة على أساسه قابلة للاستمرار والتطور. ثمة تعاون استراتيجي في المجالين الأمني والعسكري أصرت المملكة العربية السعودية وباكستان على تقويته وتوثيقه؛ ليكون رافدا لتقدم البلدين وإكسابهما مكانة مرموقة بين دول العالم. ومما لا شك فيه أنه يحسب لباكستان تميزها في التصنيع الحربي والتدريب العسكري الذين يشكلان أهمية كبرى لأي دولة تود الحفاظ على هيبتها، وتسعى لتأمين أرضها ضد أي متربص. والحقيقة أن الشعب الباكستاني يكن احتراما وتقديرا منقطع النظير للمملكة وقيادتها وشعبها، ولا ينسى المواقف المشرفة لبلاد الحرمين الشريفين معه في كل محنة أصابته جراء الزلازل والفيضانات ونحوها، فضلا عن الدعم الاقتصادي الهادف إلى إنعاش اقتصاد باكستان، وإتاحة الفرصة للباكستانيين للعمل في المملكة في مختلف المجالات، وكل هذا محصلته النهائية دعم بلدهم. وقبل الختام لا يمكن إغفال أن سياسة السعودية متزنة وهادئة، تعمل على أطراف عدة، وتراقب كل متغير، فتتصرف وفقا له، وتحرص دائما على الاحتفاظ بعلاقات جيدة مع مختلف دول العالم، طالما هناك متسع للاحترام المتبادل. فالتصعيد ليس عادتها، ورسالة السلام غايتها. م. عايض الميلبي - ينبع صحيفة المدينة