إلى حمدة وليد الحرمي: التعبير عن الرأي فضيلة وخصلة رائعة إن كانت في سبيل نهضة هذا الوطن المعطاء، وإني وإياك في اختلاف قدرات الآخرين، كما ذكرت في مقالك الرائع الجيد السبك والحبك، والذي خانك التعبير فيه بالانحدار بمستوى المعلمين جميعاً مع أنك ذكرت أن الناس قدرات، فلماذا الظلم؟ هذا المعلم الذي انتقدت هو نفسه قوام التربية والتعليم ولولا وظيفة المعلم لما قامت مدارس ولا مناطق تعليمية ولا حتى الوزارة، والمعلم نفسه الذي يبقي ابتسامته خارج الفصل هو المعلم والمشرف والإداري والعامل نفسه الذي يحمل أعباءه إلى البيت. إن كنتِ ترين أن إجازة آخر الأسبوع من حقكِ، فهي أيضاً من حق المعلم، لأنه بشر مكون من دم ولحم وأعصاب يتعرض للإرهاق والمرض، ناهيك عن آلام نفسية، لعدم التقدير إذ إنه لا يجده أحياناً من الميدان أو أولياء الأمور. وأعلمك بنقطة تخص الراتب الذي قلت إنه أفرح المعلمة لتتباهى به، يحق لها أن تفرح وتتباهى لأنه تعبها وكدها وسهرها وصحتها، يكفي من التعب مسؤولية ما لا يقل عن ستين طالباً وأكثر كل عام دراسي، وتوفير ما تحتاجون من أوراق عمل واختبارات وتصحيح ومشاريع ورصد درجات، وعمل إذاعات وفعاليات وإشراف ومناوبة وعمل مع الإدارة وتواصل مع التوجيه والمنطقة في تفعيل المناسبات الوطنية. ولعلمك صغيرتي كل ما يقدم المعلم هو من جيبه الخاص، فالمدارس لا توفر قيمة الورق وتصويره، هذا هو المعلم الذي تستكثرون فرحه بألف أو خمسة آلاف زادت عليه في الراتب مصيرها إلى الطالب وأعمال المدرسة. وأقول لك ولأخواتك وإخوانك الطلبة كما لكم مستقبل ورؤية، فنحن لنا مستقبلنا قبلكم، ونحن من نعمنا بخير هذا الوطن قبلكم، ونحن الآن من يرد جميل هذا الوطن قبلكم، ونحن من شهد عهد قيام الاتحاد، ومن تعلم تحت مظلة زايد، ونتبع خطى خليفة، حفظه الله، فالله فالله بالمعلم، والله الله بكل كلمة لم تعرف طريقها إلى الصواب. حفظك الله ورعاك ورزقك كل ما تتمنين في ظل هذا الوطن الرائع. حمدة إبراهيم العوضي * معلمة لغة عربية The post من حمدة إلى حمدة مع التحية appeared first on صحيفة الرؤية. الرؤية الاقتصادية