طارق صالح يوجه دعوة مهمة للحوثيين عقب فك الحصار الحوثي عن تعز    جهود رئيس الحكومة في مكافحة الفساد تثمر دعم سعودي للموازنة العامة والمشتقات النفطية    عودة 62 صيادًا يمنيًا من السجون الأرتيرية بعد مصادرة قواربهم    الكشف عن مبلغ الوديعة السعودية الجديدة للبنك المركزي اليمني في عدن    ياسين سعيد نعمان: ليذهب الجنوب إلى الجحيم والمهم بقاء الحزب الاشتراكي    الحوثيون يفرضون جمارك جديدة على طريق مأرب - البيضاء لابتزاز المواطنين    في اليوم 215 لحرب الإبادة على غزة.. 37232 شهيدا و 85037 جريحا والمجاعة تفتك بالأطفال    "عبدالملك الحوثي" يكشف هدف اعلان خلية التجسس الأمريكية الإسرائيلية في هذا التوقيت    شاهد: إقبال فتيات أوكرانيات حسناوات على الانضمام للجيش الأوكراني.. والكشف عن عددهن ضمن القوات العسكرية    عرض سعودي ضخم لتيبو كورتوا    إصابة ثلاثة مدنيين بانفجار لغم حوثي في جولة القصر شرقي تعز    تهامة المنسية: مفتاح استقرار اليمن ومستقبله السياسي    فتح الطرقات.. تبادل أوراق خلف الغرف المغلقة    المعارض السعودي في مأزق: كاتب صحفي يحذر علي هاشم من البقاء في اليمن    إصابات خطيرة لثلاثة ضباط إماراتيين في اليمن.. وإجراءات أمنية مشددة في هذه المحافظة    القرعة تضع منتخب الشباب الوطني في مواجهة إندونيسيا والمالديف وتيمور    نقابة الصحفيين الجنوبيين تدين إعتقال جريح الحرب المصور الصحفي صالح العبيدي    فضيحة دولية: آثار يمنية تباع في مزاد علني بلندن دون رقيب أو حسيب!    وزير الأوقاف يطلع رئاسة الجمهورية على كافة وسائل الرعاية للحجاج اليمنيين    الحجاج يتوجهون إلى منى استعدادًا ليوم عرفة ووزير الأوقاف يدعو لتظافر الجهود    مودريتش يعيق طموحات مبابي    وزير الصحة يشدد على أهمية تقديم افضل الخدمات الصحية لحجاج بلادنا في المشاعر المقدسة    ارتفاع حصيلة العدوان الاسرائيلي على غزة إلى 37,232 شهيدا و 85,037 مصابا    البعداني: نؤمن بحظودنا في التأهل إلى نهائيات آسيا للشباب    اختتام دورة تقييم الأداء الوظيفي لمدراء الإدارات ورؤساء الاقسام في «كاك بنك»    أبطال "مصر" جاهزون للتحدي في صالات "الرياض" الخضراء    أزمة المياه مدينة عتق يتحملها من اوصل مؤسسة المياه إلى الإفلاس وعدم صرف مرتبات الموظفين    تقرير ميداني عن الإنهيارات الصخرية الخطيرة في وادي دوعن بحضرموت    واشنطن:اعتقال المليشيا لموظفي الأمم المتحدة والمنظمات استخفاف صارخ بكرامة الشعب اليمني    رحلة الحج القلبية    اختطاف إعلامي ومصور صحفي من قبل قوات الانتقالي في عدن بعد ضربه وتكسير كاميرته    منتخب الناشئين في المجموعة التاسعة بجانب فيتنام وقرغيزستان وميانمار    رأى الموت بعينيه.. مقتل مغترب يمني في أمريكا بطريقة مروعة .. وكاميرا المراقبة توثق المشهد    ''رماية ليلية'' في اتجاه اليمن    الكوليرا تجتاح محافظة حجة وخمس محافظات أخرى والمليشيا الحوثية تلتزم الصمت    ميسي يُعلن عن وجهته الأخيرة في مشواره الكروي    هل صيام يوم عرفة فرض؟ ومتى يكون مكروهًا؟    غضب شعبي في ذمار بعد منع الحوثيين حفلات التخرج!    لا ابن الوزير ولا بن عديو أوجد دفاع مدني لمحافظة النفط والغاز شبوة    قاتلوا سوريا والعراق وليبيا... السلفيين يمتنعون عن قتال اسرائيل    غريفيث: نصف سكان غزة يواجهون المجاعة والموت بحلول منتصف يوليو    سانشيز قد يعود لفريقه السابق    وفاة مواطن بصاعقة رعدية بمديرية القبيطة بلحج    أعينوا الهنود الحمر في عتق.. أعينوهم بقوة.. يعينوكم بإخلاص    احتضنها على المسرح وقبّلها.. موقف محرج ل''عمرو دياب'' وفنانة شهيرة.. وليلى علوي تخرج عن صمتها (فيديو)    إصلاح صعدة يعزي رئيس تنفيذي الإصلاح بمحافظة عمران بوفاة والده    مستشار الرئيس الزُبيدي يكشف عن تحركات لانتشال عدن والجنوب من الأزمات المتراكمة    اليونيسف: نحو 3 آلاف طفل في غزة معرضون لخطر الموت    السمسرة والبيع لكل شيء في اليمن: 6 ألف جواز يمني ضائع؟؟    20 محافظة يمنية في مرمى الخطر و أطباء بلا حدود تطلق تحذيراتها    بكر غبش... !!!    مليشيات الحوثي تسيطر على أكبر شركتي تصنيع أدوية في اليمن    منظمة حقوقية: سيطرة المليشيا على شركات دوائية ابتزاز ونهب منظم وينذر بتداعيات كارثية    إتلاف كميات هائلة من الأدوية الممنوعة والمهربة في محافظة المهرة    افتتاح جاليري صنعاء للفنون التشكيلية    وفاة واصابة 4 من عمال الترميم في قبة المهدي بصنعاء (الأسماء)    عالم آثار مصري شهير يطالب بإغلاق متحف إنجليزي    ما حد يبادل ابنه بجنّي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مختارات من نصوص التراث(11) إعداد وتعليق ياسين الشيخ سليمان
نشر في الجنوب ميديا يوم 02 - 03 - 2014


طرفة:
البقاء للأصلح
"واعلموا: أن العقول متفاوتة بحسب خلقة الله تعالى التي خلق الناس عليها. فعقول الأنبياء ليست كعقول سائر الناس. وعقل أبي علي بن سينا، فائق على كثير من العقول. يحكى أن الرازي قال يوماً للآمدي: لم حَسُن إهلاكُ الحيوانات وذبحُها للإنسان؟ فقال له الآمدي: إهلاك المفضول لمصلحة الفاضل هو عين العدل، فقال له الرازي: إذاً، يحسن ذبحُكَ أنت لأبي علي بن سينا." (ذكرى العاقل وتنبيه الغافل للأمير عبد القادر الجزائري ) من كتب موقع الوراق ص6.
يائية ابن الفارض وأخواتها:
في أثناء تجوالي على (قناة يوتيوب) على الشبكة العنكبوتية قبل سنة تقريبا؛ للاستماع إلى فن الصوت الخليجي، عثرت على تسجيل مصور لغناء بضعة ابيات من قصيدة للشيخ عبد الله الشبراوي(1)، وهي قصيدة في حب النبي عليه السلام وأل بيته الكرام، وقد أُعجبت بالغناء الموقّع على آلة النقر الخليجية المسماة بالمرواس، وأعجبني الأداء والعزف، غير إعجابي بقافية القصيدة وروّيها ومضمونها. والأداء لفنان كويتي له شهرة، وهو المرحوم (عوض دوخي)، الذي لم يلتزم النص بحذافيره في بيت او بيتين، ثم بعد برهة قصيرة تبين لي ان الابيات غناها آخرون، منهم الفنان الشهير (أبو بكر سالم) بلحن مختلف، وعدد من الأبيات أكثر، وقد التزم بالنص فيما أداه. وهذه بضعة أبيات من القصيدة المغنّاة، وهي من مجزوء بحر الكامل:
إِنَّ العَواذِلَ قَد كَوَوْا .. قَلبي بِنار العذل كَيّْ
وَمُرادَهُم أَسلو هوا .. كَ وَأَنتَ نُقطَة مقلَتيّْ
عَذَلوا وَما عَذَروا وَكَم .. وَصل الاسى مِنهُم اِليّْ
كَم شَنَعوا وَتَفَوّهوا .. وَتَقَوّلوا كَذِباً عَلَيّْ
وَأَنا وَحَقك لا تؤثْ .. ثِر عنديَ العُذّال شَيْ
حاشى يَكون لِقَولِهِم .. يا مُنيَتي أَثر لَدَيّْ
ولقد عدت اليوم إلى تلك القصيدة، وأعدت الاستماع لها؛ مستمتعاً بمعانيها وأداء مؤديها، وهي تذكرني بإعجابي بهذا اللون من الشعر إلى عهد مضى ولن يعود مثله. فقد كنت آنذاك في الخامسة عشرة، وكان لدى المرحوم والدي العديد من الكتب التراثية الدينية والتاريخية والأدبية، وكان من بينها ديوان شعر للصوفي الشهير عمر بن الفارض(2)، وفيه قصيدة من بحر الرمل ، والتي منها:
سائقَ الأظعانِ يَطوي البيدَ طَيّْ مُنْعِماً عَرِّجْ على كُثْبَانِ طَيّْ
وتلَطّفْ واجْرِ ذكري عندهم علّهُم أن ينظُرُوا عطفاً إليّْ
قُل ترَكْتُ الصّبّ فيكُم شبَحاً ما لهُ ممّا بَراهُ الشّوقُ فَيْ
صارَ وصفُ الضّرّ ذاتيّاً لهُ عن عَناء والكلامُ الحيّ لَيّْ
وهَوى الغادةِ عَمري عادةً يَجْلُبُ الشّيبَ إلى الشّابِ الأُحَيّْ
نَصباً أكسبَني الشّوقُ كما تُكْسِبُ الأفعالَ نَصْباً لامُ كَيْ
واذكر اني لما قرأت القصيدة سُحِرتُ اكثر ما سُحرتُ بوزنها وبقافيتها ورويها وأنها في حب الله ورسوله أكثر من إدراكي لمعانيها. فقد كنت حينذاك لا أفقه معاني الكلام الأدبي او الشعري فقهاً مقبولا؛ لكن موسيقى وزن الشعر وإيقاعاته، والموسيقى عموما، تفعل في نفس مستمعها ما تفعل، حتى وإن كان المستمع طفلا صغيرا كما هو معلوم.
وقد خطر ببالي اليوم أن أعرف اول من قال شعرا كهذا قافيته وروّيه، فتبيّن لي، بُعيد البحث في الموسوعة الشعرية، أن عمر بن الفارض هو السابق إلى هذه القافية وهذا الروي؛ إلا أن شاعرا عاصر ابن الفارض ويصغره بعشر سنين، وهو الصاحب شرف الدين(3) له قصيدة مشابهة، فداخلني الشك فيمن هو الأسبق، غير أني، وبعد الاطلاع على شيء من سيرة الشاعرين، تبين لي ان ابن الفارض ربما يكون هو الأسبق، فلقد كان الرجل من أشهر المتصوفة، وكان كثيرا ما يعتزل الناس للتأمل الروحاني، ويقال إنه كان يتواجد ويرقص على نغمة الشبابة تصاحبها دفوف جواريه.
وإلى حضراتكم ترتيب القصائد التي قيلت معارضة ليائية ابن الفارض:
قصيدة الصاحب شرف الدين(586 662ه/1190 1264م) في الغزل، وهي من بحر الرمل، ومنها:
لا تُعاتِبْني فَلا عَتْبَ عَلَيّْ خَرَجَ الأَمْرُ وعَقْلي مِنْ يَدَيّْ
لَيسَ لِلنُّصْحِ قَبولٌ يُرْتَجى عِنْدَ شَيْخٍ هامَ وَجداً بِصُبَيْ
ولَقَدْ أَعجَزْتُ راقي عِلَّتي فَكَوى قَلْبيَ بالهُجْرانِ كَيْ
وأَرى لَوْمَكَ يُغْريني بِهِ لا تَزِدْني أَوْ فَزِدْني يا أُخَيْ
قطعة لأبي الحسن الششتري (4) (610 668ه/ 1212 - 1269 م) وهي في الغزل بالذات الإلهية جل جلالها:
كشَف المحبوبُ عن قلبي الغَطا .. وتجلىَّ جهرةً منيِّ إِليّْ
لم يُشاهِد حسْنَه غيري ولم .. يبْقَ في الدَّير سِوى المشهودِ فيّْ
وجَلا عنيِّ حجاباً كُنْته .. وتلاشى الكَون يا صَاحِ لديّْ
أيُّ حُسن ما بدا إِلا لمن .. قد طوَى العقْلَ معَ الأكوان طيّْ
ورأى الأشْياء شيئَا واحداً .. بل رأى الواحِدَ وَتراً دون شَيْ
قصيدة أبي الإسعاد الوفائي(ت1051ه) ومنها:
حَيِّهِمْ إن جِئْتَهم يا سَعْدُ حَيّ فَهُمُ أهل الحيا في كلّ حيّ
عِشْ بهم صبًّا ومُتْ في حبّهم مَنْ يَمُتْ في حبّ حيٍّ فهو حيّ
وفي الموسوعة الشعرية ذكرت القصيدة السالفة للشاعر المتصوف الشيخ ابراهيم الرياحي(1180 1266ه/ 1766 - 1850 م) وهذا خطأ على ما يبدو. فقد ذكر المحبي في ( خلاصة الاثر في أعيان القرن الحادي عشر) وفي ( نفحة الريحانة ورشحة طلاء الحانة)ان القصيدة لأبي الاسعاد الوفائي(يوسف بن عبد الرزاق الأستاذ أبو الإسعاد بن أبي العطا بن وفاء المالكي المصري وكانت وفاته في مرجعه من الحج غرة صفر سنة إحدى وخمسين وألف) وهو والمحبي سابقين للشيخ الرياحي إلى الوجود. المحبي : 1061 1111ه، وقال المحبي في (نفحة الريحانة) : ومن مطولاته قوله:
حَيِّهِمْ إن جِئْتَهم يا سَعْدُ حَيّ فهمُ أهلُ الوفَا في كلِّ حَيّ
عِشْ بهمْ صَبّاً ومُتْ في حُبِّهمْ مَن يَمُتْ في حُبِّ حَيٍ فهْو حَيّ
هُم مُلوكُ الأرضِ سَاداتَ الورَى فاَرْوِ عنهم واطْوِ ذِكْرَ الْغَيْرِ طَيّ
لم يزَلْ إحْسانُهم يغْمُرُنا مُطْلَقاً بالفَيْضِ في نَشْرٍ وطَيّ
كم كذا ألْطَافُهم تَأْتِي بما فيه لِلْقَلْبِ شِفاءٌ ودَوِيّ
أقول انا ياسين: ربما وُجدت القصيدة في اوراق الرياحي فظنوها له فعدوها من ديوانه. على ان للرياحي قصيدة من نفس الوزن والقافية:
قصيدة ابن معصوم (5)(1052 1119 ه) من بحر الرمل، ومنها:
صاحِ إِن جزتَ بذي الأثل فَحيّ .. ساكني تلكَ الرُبى حيّاً فحَيّْ
وقِفِ الركبَ بشرقيّ الحِمى .. بين حُزوى وَثنيّاتِ اللِويّ
وإذا اِستَسقَيتَ فاِستَسقِ له .. بدل السُحب الغوادي مُقلتَي
قصيدة عبد الله بن محمد بن عامر الشبراوي(1091 1171ه 1680 - 1758 م) وهي المذكورة في اول المقاله. وهي من مجزوء الكامل وليست من بحر الرمل؛ لذا، لا يمكن عدها مُعارضة ليائية ابن الفارض؛ لكني ادخلتها هنا لتشابه المضمون والقافية والروي.
قصيدة ابراهيم الرياحي(6)(1180 1266ه/ 1766 - 1850 م) وهي في ديوانه على الشبكة، ومنها:
حُبُّكُمْ قد شدّني من عضدَيّْ وافتقاري لَكُمُ أغنى يديّْ
يا جلوسي حيث لا جُلاَّسَ لي ثمّ أُنْسي حيث لا أُنْسَ لديّ
طاب لي فيكم عَذابٌ واصبٌ قَدْ لَوَى الأحشاءَ منّي أيَّ لَيّ
شِئْتُمُ كَيَّ فؤادي مغرماً فانكوى منكم بكَيّ أيِّ كيّ
قصيدة أبو الفضل الوليد(7) (1303 1360ه /1886 - 1941 م) ومنها
من بحر الرمل:
ذهَبَ الحبُّ فما أشقى الفَتى بنَعيمٍ قد طواهُ الدَّهرُ طيّْ
علَّلَ النَّفسَ بآمالٍ فلم يكُ إِلا مثلَ أحلامِ الكَرَيّْ
بعتُ بالمجدِ غراماً بعدهُ راحتي قد أفلتَت من راحَتي
عندما كسَّرتُ حبِّي آملاً أن أراني خالصاً من أسر مَي
زالَ كالنُّورِ وما زلتُ لهُ ذاكراً والذكرُ إحدى شقوَتي
قصيدة عمر اليافي(8) (1173 1233ه /1759 - 1818 م) ومنها:
الرمل
أنجدِ المُتهِمَ في غزلان طيْ واطوِ بالتذكار نشر الوجدِ طيّْ
منعماً في ذكر نعمان الحمى حيث نعمى أنعمت منّاً علي
حيث وادي المنحنى من أضلعي للحشا في روضه ظلٌّ وفَي
حيث ومض البرق من ذي سلمٍ ممطرٌ غيثاً همَى من مقلتَيّْ
قصيدة مصطفى الغلاييني(9) (1303 1364ه /1886 - 1944 م) ومنها:
من الرمل:
أَخْلَفَتْنِي وَعْدَها ذاتُ اللُّمَيّْ وطَوَتْ دُوني رَجاءَ الوَصلِ طَيّْ
فأَنا أَشْرَقُ بالدَّمْعِ أَسىً سَلْ غَرامِي والهَوَى سَلْ مُقْلَتيّ
يا لَها مِنْ غادَةٍ فَتانَةٍ دَلُّها دَلَّ الهَوَى القاسي عليّ
فانا والحُبُّ يَكْوِي مُهْجَتي أَسَدٌ قَدْ صادَهُ لَحْظُ ظُبَيّ
وأختم بنادرة من نوادر النصوص على موقع الوراق، وهي من إعداد الأستاذ زهير ظاظا، الباحث المتخصص، متعه الله بحفظه ورضوانه:
قصيدة المريمي في مواساة إسحق العبادي عند إسلام ابن أخيه:
أجمل ما وصلنا من شعر المريمي هذه القصيدة التي قالها في موضوع طريف، فهو يواسي بها أبا يعقوب إسحاق بن نصر العبادي (كاتب خمارويه) بسبب دخول الوليد ابن أخيه في الإسلام. ولا أعلم أحدا رواها غير ابن عبد البر في كتابه (بهجة المجالس) انظره على الوراق: والمختار من القصيدة هذه الأبيات:
أتانيَ غمٌ من سرورٍ سمعتُهُ .. فلا أنا مأسورٌ ولا أنا مطلقُ
سررتُ بإسلام الوليد ديانةً .. وأقلقني علمي بأنك مُقلَق
فقلبي به شطران جذلان واحدٌ .. وآخر محزونٌ من اجلك مُحرَق
أنار لكم فينا وأشرق كوكبٌ .. لنا مثله فيكم ينير ويشرق
فكم راعنا من مسلمٍ متنصّرٍ .. فهذا بهذا والسعيدُ الموفقُ
أما المريمي فهو القاسم بن يحيى المريمي السلمي المدني: لم أقف له على ترجمة في كتب التراجم والأدب، وهو شاعر ظريف، من شعراء أبي الجيش خمارويه بن أحمد بن طولون (المقتول سنة 282ه) عرف واشتهر بالمريمي، نسبة إلى جده: الصحابي أبي مريم السلمى، وورد ذكره فيما وصلنا من كتاب (معجم الشعراء) للمرزباني في ترجمة محمد بن سعيد السلمي الصوفي، لمهاجاة كانت بينهما. وهو ما نقله عنه القفطي في كتابه: (المحمدون) وعثرت على قصيدتين له في (ولاة مصر) للكندي، في وقائع خمارويه، تدلان على طول باعه في الشعر، واستشهد الثعالبي ببيتين له في وصف الكتاب في (المنتحل) وله بيت مفرد في (حماسة الخالديين) وأورد الحصري بيتين له في استهداء النبيذ في (زهر الآداب) هما أيضاً في (التذكرة الحمدونية) وساق الآبي طرفا من نوادره في (نوادر المدينيين) من كتابه (نثر الدر). وذكر ابن عبد البر القرطبي بيتين من شعره (غير القصيدة المذكورة) وهما في مدح بني خريم: بطن من شيبان بن حارثة.
وإلى لقاء آخر بإذن الله تعالى.
1 عبد الله بن محمد بن عامر الشبراوي (1091 - 1171 ه‍ ): فقيه مصري ، له نظم، تولى مشيخة الازهر، من كتبه "شرح الصدر في غزوة بدر - ط" و"ديوان شعر" سماه:"منائح الالطاف في مدائح الاشراف - ط " و"عنوان البيان - ط" نصائح وحكم و"الاتحاف بحب الاشراف - ط" .
2 عمر بن الفارض ( 576 632ه / 1181 - 1235 م) عُمر بن علي بن مرشد بن علي الحموي الأصل، المصري المولد والدار والوفاة، الملقب شرف الدين بن الفارض. شاعر متصوف، يلقب بسلطان العاشقين، في شعره فلسفة تتصل بما يسمى (وحدة الوجود).اشتغل بفقه الشافعية وأخذ الحديث عن ابن عساكر، وأخذ عنه الحافظ المنذري وغيره، إلا أنه ما لبث أن زهد بكل ذلك وتجرد، وسلك طريق التصوف وجعل يأوي إلى المساجد المهجورة وأطراف جبل المقطم، وذهب إلى مكة في غير أشهر الحج ! وأكثرَ العزلةَ في وادٍ بعيد عن مكة. ثم عاد إلى مصر وقصده الناس بالزيارة حتى أن الملك الكامل كان ينزل لزيارته .وكان حسن الصحبة والعشرة رقيق الطبع فصيح العبارة، يعشق مطلق الجمال وقد نقل المناوي عن القوصي أنه كانت له جوارٍ بالبهنا يذهب اليهن فيغنين له بالدف والشبابة وهو يرقص ويتواجد.
3 الصاحب شرف الدين( 586 662ه/1190 1264م
عبد العزيز بن محمد بن عبد المحسن الأنصاري الأوسي، شرف الدين المعروف بابن قاضي حماة.شاعر، فقيه، ولد في دمشق وسكن حماة، وتوفي بها..
كان صدراً كبيراً نبيلاً فصيحاً، جيد الشعر له مجلد كبير في لزوم ما لا يلزم ذكره الصفدي في مقدمة كتابه ( كشف المبهم في لزوم ما لا يلزم)، وسماه: ( إلزام الضروب بالتزام المندوب)
وله ديوان شعر ضخم، سمي ( ديوان الصاحب شرف الدين الأنصاري ط)، نشره المجمع العلمي العربي بدمشق.وقد وافته المنية في سنة 662ه‍ ودفن بظاهر حماة.
4 أبو الحسن الششتري(610 668ه/ 1212 - 1269 م) أبو الحسن علي بن عبد الله النميري الششتري الأندلسي .ولد في ششتر إحدى قرى وادي آش في جنوبي الأندلس سنة 610ه‍ تتبع في دراسة علوم الشريعة من القرآن والحديث والفقه والأصول.ثم زاد الفلسفة وعرف مسالك الصوفية ودار في فلكهم وكان يعرف بعروس الفقهاء وبرع الششتري في فنون النظم المختلفة الشائعة على زمانه من القصيد والموشح والزجل واشتهر شاعراً وشاحاً زجالاً على طريقة القوم وذاع صيته في الشرق والغرب بدأ حياته تاجراً جوالاً وصحب أبا مدين شعيب الصوفي بن سبعين ثم أدى فريضة الحج وسكن القاهرة مدة لقي أصحاب الشاذلي وزار الشام.توفي في مصر في بعض نواحي دمياط وله (ديوان -ط).
5 ابن معصوم (1052 - 1119 ه / 1642 - 1707 م) علي بن أحمد بن محمد معصوم الحسني الحسيني، المعروف بعلي خان بن ميرزا أحمد، الشهير بابن مَعْصُوم. عالم بالأدب والشعر والتراجم شيرازي الأصل، ولد بمكة، وأقام مدة بالهند، وتوفي بشيراز، وفي شعره رقة.من كتبه (سلافة العصر في محاسن أعيان العصر-ط)، و(الطراز- خ) في اللغة، على نسق القاموس، و(أنوار الربيع- ط)، و(الطراز- خ) شرح بديعية له، و(سلوة الغريب- خ) وصف به رحلته من مكة الى حيدر آباد، و(الدرجات الرفيعة في طبقات الامامية من الشيعة- خ)، وله (ديوان شعر- خ).
6 إبراهيم بن عبد القادر بن أحمد الرياحي التونسي أبو إسحاق. فقيه مالكي من أهل المغرب، له نظم، ولد في تستور ونشأ وتوفي في تونس، وولي رئاسة الفتوى فيها.له رسائل وخطب جمع أكثرها في كتاب سمي (تعطير النواحي بترجمة الشيخ سيدي إبراهيم الرياحي – ط).من كتبه (ديوان خطب منبرية)، و(حاشية على الفاكهي)، و(التحفة الإلهية -خ) نظم الأجرومية بدار الكتب، وله نظم في (ديوان - خ).
7 أبو الفضل الوليد(1303 - 1360 ه / 1886 - 1941 م) إلياس بن عبد الله بن إلياس بن فرج بن طعمة. شاعر من أدباء لبنان في المهجر الأميركي، امتاز بروح عربية نقية. ولد بقرنة الحمراء في المتن بلبنان، وتخرج بمدرسة الحكمة ببيروت، وهاجر إلى أميركا الجنوبية 1908 فأصدر جريدة الحمراء في ريو دي جانيرو بالبرازيل، واتخذ لنفسه اسم أبو الفضل الوليد سنة 1916.عاد إلى وطنه سنة 1922، وقام برحلات في الأقطار العربية وغيرها. له: كتاب القضيتين في السياستين الشرقية والغربية، ونفخات الصور، وأحاديث المجد والوجد، والسباعيات مقاطيع شعرية، وقصائد ابن طعمة.
8 عمر اليافي (1173 - 1233 ه / 1759 - 1818 م) عمر بن محمد البكري اليافي، أبو الوفاء، قطب الدين. شاعر، له علم بفقه الحنفية والحديث والأدب. أصله من دمياط (بمصر) ومولده بيافا، في فلسطين. أقام مدة في غزة، وتوفي بدمشق. له (ديوان شعر- ط) ورسائل، منها (قطع النزاع في الرد على من اعترض على العارف النابلسي في إباحة السماع).
9 مصطفى الغلاييني(1303 - 1364 ه / 1886 - 1944 م) مصطفى بن محمد سليم الغلاييني.
شاعر من الخطباء الكتاب من أعضاء المجمع العلمي العربي مولده ووفاته ببيروت وتعلم بها وبمصر وتتلمذ على يد الشيخ محمد عبده سنة 1320ه‍.ولما كان الدستور العثماني أصدر مجلة النبراس سنتين ببيروت ووظف فيها أستاذاً للعربية في المدرسة السلطانية أربع سنوات. وعين خطيباً للجيش العثماني الرابع في الحرب العالمية الأولى فصحبه من دمشق مخترقاً الصحراء إلى ترعة السويس من جهة الإسماعيلية وحضر المعركة والهزيمة. وعاد إلى بيروت مدرساً وبعد الحرب أقام مدة بدمشق وتطوع للعمل بجيشها العربي وعاد إلى بيروت فاعتقل بتهمة الاشتراك في مقتل أسعد بك المعروف بمدير الداخلية سنة 1922 وأفرج عنه فرحل إلى شرقي الأردن. فعهد إليه أميرها الشريف عبد الله بتعليم ابنيه فمكث مدة وانصرف إلى بيروت فنصب رئيساً للمجلس الإسلامي فيها وقاضياً شرعياً إلى أن توفي.من كتبه: (نظرات في اللغة والأدب -ط) و(عظة الناشئين -ط)، و(لباب الخيار في سيرة النبي المختار -ط)، و(الدروس العربية -ط)، و(ديوان الغلاييني -ط) وغيرها من الكتب المثيرة.
دنيا الوطن


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.