أصدر مجلس الأمن القومي الأوكراني، والذي يضم قادة الأمن والدفاع، أمس قرارًا باستدعاء جميع قوات احتياط القوات المسلحة في البلاد استعدادًا لأي طارئ قد يفرض مواجهة عسكرية مع الجار القوي، روسيا، التي وافق برلمانها على إرسال قوات عسكرية إلى أوكرانيا. وقال مصدر أوكراني مسؤول بأن مجلس الأمن في بلاده، والذي يضم قادة الأمن والدفاع، استدعى جميع قوات الاحتياط وأنه يعمل على ضمان الاستعداد القتالي للقوات المسلحة بأسرع وقت ممكن. وفيما اتهم اندرس فوج راسموسين الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ( ناتو) روسيا بتهديد السلام والأمن في أوروبا. ودعا روسيا إلى الوقف فوري لتحركاتها العسكرية في أوكرانيا. طالب السفير الأوكراني بالأممالمتحدة، يوري سيرغاييف، بالتحرك لما وصفه ب»التحرك العدائي،» لروسيا بمنطقة القرم، جنوبأوكرانيا وذلك في جلسة طارئة لمجلس الأمن وبين سيرغاييف، أن أعداد القوت الروسية في القرم «تزداد كل ساعة،» مشيرا إلى أن روسيا رفضت عرضا بالحوار المباشر مبينا أن «لا زال هناك فرصة للحوار.»وتأتي تصريحات السفير الأوكراني بعد أن صرح المتحدث باسم البعثة الأوكرانية بالأممالمتحدة، إيغور بايفوفاروف حول أعداد القوات الروسية المتواجدة على الأرض بمنطقة القرم والتي يصل عددها إلى 15 ألف جندي، على حد تعبيره.من جهته قال فيتالي تشوركين، ممثل روسيابالأممالمتحدة: «كان الوضع صعبا خلال الساعات القليلة الماضية،» لافتا إلى أن قوات قادمة من العاصمة الأوكرانية، كييف، تحاول قلب نظام الحكومات المحلية في شرق البلاد وفي منطقة القرم.بدورها قالت ممثلة الولاياتالمتحدةالأمريكية في مجلس الأمن، سامانثا بور: «إن الأفعال تتحدث بصوت أعلى من الكلام، وأن الوقت حال لروسيا لوقف التدخل العسكري الروسي بأوكرانيا.» الى ذلك قال وزير الدفاع في الحكومة الأوكرانية المؤقتة لأعضاء البرلمان إن بلاده لا تمتلك القدرة العسكرية لمواجهة الجيش الروسي، داعيا إلى إيجاد حل دبلوماسي للأزمة بين البلدين، في الوقت الذي بدأت فيه وحدات عسكرية أوكرانية بالانتشار في أرجاء البلاد ردا على التدخل الروسي في جمهورية القرم التي تتبع كييف.وقال نائبان في البرلمان الأوكراني إن وزير الدفاع، إيور تنيا، دعا إلى حل الأزمة مع موسكو عبر الحوار، مؤكدا عدم قدرة أوكرانيا على مواجهة روسيا عسكريا ولم تؤكد روسيا حتى الساعة تدخلها عسكريا في القرم، ولكن شهود عيان أكدوا أن آلاف الجنود الناطقين باللغة الروسية ينتشرون قرب مقار رسمية في القرم مرتدين الملابس العسكرية دون إشارات تحدد هويتهم، كما أكد فلاديسلاف سيليزنايوف، المسؤول الإعلامي لوحدة القرم في وزارة الدفاع الأوكرانية، إن القوات الروسية تحاصر ثلاث قواعد جوية في القرم. وقال سيليزنايوف ، إن الوحدات العسكرية الروسية بقيادة جنرالات، قامت بمحاصرة قواعد «فيودوسيا» و»يفباتوريا» و»بيريفليونا» في القرم، طالبة من العناصر داخلها الاستسلام الفوري وتسليم أسلحتهم، ونفى المسؤول الأوكراني وجود انشقاقات في صفوف القوات الأوكرانية، كما نفى وقوع مواجهات مسلحة حتى الساعة.وفي موسكو، قالت الحكومة الروسية إن رئيس الوزراء، ديميتري ميدفيديف، أجرى اتصالا هاتفيا مع أرسيني ياتسينيوك الذي يتولى رئاسة الحكومة الأوكرانية، عبر فيه عن «حرص الجانب الروسي على الاحتفاظ بالعلاقات الثابتة والودية مع أوكرانيا» ولكنه شدد على أن موسكو «تؤكد حقها في حماية المصالح المشروعة للمواطنين الروس المدنيين والعسكريين الموجودين في جمهورية القرم الذاتية الحكم». ولفت رئيس الوزراء الروسي إلى أن القوات المسلحة الروسية «يحق لها أن تعمل عند الضرورة في إطار التفويض الذي منحه مجلس الاتحاد بالبرلمان الروسي للرئيس فلاديمير بوتين» كما هدد «الموظفين الرسميين الأوكرانيين» بتحميلهم المسؤولية في حال «اتخاذهم قرارات منافية للقانون حول استعمال القوة ضد المواطنين الروس». الناتو يتهم روسيا بتهديد السلام والأمن في أوروبا، إلى ذلك اتهم اندرس فوج راسموسين الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) روسيا بتهديد السلام والأمن في أوروبا. وطالب الأمين العام للناتو روسيا بوقف فوري لتحركاتها العسكرية في أوكرانيا. وقبيل بدء اجتماع الأزمة الذي عقده الحلف امس لمتابعة الوضع فيأوكرانيا ، قال راسموسين للصحفيين في بروكسل إن «ما تفعله روسيا في الوقت الراهن في أوكرانيا ينتهك مبادئ ميثاق الأممالمتحدة ، ويهدد السلام والأمن في أوروبا». وأضاف راسموسين أنه دعا إلى عقد اجتماع أزمة نظرا لتهديدات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لدولة أوكرانيا ذات السيادة. وتابع «أوكرانيا هي أحد جيراننا وأوكرانيا شريك قيم للناتو. ندعم وحدة الاراضي والسيادة الاوكرانية. ندعم حق الشعب الاوكراني في تحديد مستقبله بدون تدخل خارجي». واختتم راسموسين تصريحاته بالقول إن على روسيا أن توقف تحركاتها العسكرية وتهديداتها لأوكرانيا.ويجري السفراء مشاورات بناء على طلب بولندا وليتوانيا اللتين طالبتا بتفعيل المادة رقم 4 في ميثاق الناتو. وتقضي تلك المادة بإجراء مشاورات إذا شعرت أي دولة عضو بالخطر. صحيفة المدينة