طبع الائتلاف السوري المعارض مليوني كتاب مدرسي ضمن مناهج جديدة وضعتها المعارضة للطلاب السوريين واللاجئين إلى دول الجوار، وتخلو هذه الكتب من أي وجود لسوريا النظام، إذ حذفت منها كل ما يمت لبشار والبعث والحركة التصحيحية بصلة. بهية مارديني: في حين يحاول الائتلاف الوطني السوري المعارض طبع ملايين المناهج المدرسية، تعاني المدارس السورية في تركيا واقعًا أليمًا، يجب أن يجد طريقه سريعًا للحل. طبع الائتلاف الوطني السوري لقوى الثورة والمعارضة السورية، بالتعاون مع الحكومة المؤقتة ووحدة التنسيق والدعم، مليوني كتاب، للمدارس، التي تدرّس المناهج السورية في سوريا ودول الجوار من دون تسييس. حذف البعث والأسد حذفت من المناهج كل الجمل والكلمات والفصول الدراسية عن بشار الأسد وحزب البعث والحركة التصحيحية. وانطلاقًا من مقولة "ما دام التعليم والقضاء بخير سننهض من جديد"، تحاول المعارضة السورية مع مرور ثلاث سنوات على الثورة السورية ودخول عامها الرابع التصدي لواقع تعليمي مر. هجّر خلال هذه الفترة قرابة مليونين لاجئ إلى الدول المجاورة، ومنها تركيا، والنسبة الأكبر من هؤلاء اللاجئين هي من الأطفال، حيث تم إنشاء مدارس داخلية برعاية "اليونيسيف" داخل المخيمات، مثل مناطق آغا قلعة وكيلس. لكن ناشطين يتساءلون: "ماذا عن الأطفال خارج المخيمات، حيث إن المخيمات لم تعد تستوعب المزيد من اللاجئين، وثمة من يقيم خارجها". في مدينة أورفة التركية، المكتظة بشكل كبير بالسوريين، على سبيل المثال، افتتحت "اليونيسيف" مدرسة سورية، بالتعاون مع الحكومة التركية. معلم في المدرسة السورية في أورفة، طلب أن لا يذكر اسمه، قال ل"إيلاف": إن "هناك أربعة أفواج في المدرسة، كل فوج يضم قرابة 700 طالب. العدد كبير جدًا. وقد أضيفت (كرفانات) جديدة. نعمل في المدرسة منذ قرابة 7 شهور من دون أن نلتقى رواتب. لدينا عائلات، ونحتاج الراتب كي نستمر". معاناة الاستغلال ولفت إلى أن "الجمعيات التركية تقدم إلينا مواد عينية فقط، والمعاناة ليست في المدرسة السورية في أورفة فقط، بل في غازي عنتاب ومرسين، حيث هناك أكثر من مدرسة تعاني الواقع نفسه، وهناك من يستغل هذا الوضع، ويقبض أموالًا باسمنا". أضاف "منذ فترة اتصلت بنا كتلة سياسية، اسمها (الكتلة الوطنية الديموقراطية - فرع دير الزور)، وأخبرونا بأنهم برعاية منتدى "إعمل"، سيعطوننا رواتب الشهور السبعة الماضية، وقدموا إلى المدرسة، وحين طلب منهم المدير كتابًا من الوالي، خرجوا واتصلوا بنا، وقالوا لنا إنهم سيعطوننا راتب شهر فقط خارج المدرسة. أعطونا راتب شهر، وقدره 600 ليرة تركي، أي ما يقارب 300 دولار، ووقعنا على ذلك. وعندما طلبنا معرفة المنتدى، الذي قدم المال، رفضوا أن يخبروننا، ولم نسمع عنهم مرة أخرى". وأفاد المعلم بأن "هناك بعض المعلمين الذين قد غادروا المدرسة، كي يمتهنون أعمالًا أخرى، من أجل تحصيل لقمة أطفالهم في ظل غياب اهتمام المعارضة السورية بالتعليم، وإهمالهم هذا الجانب المهم جدًا، والذي يتوقف عليه مستقبل أطفالنا". ولفت إلى أنه "لم نر أحدًا من الائتلاف الوطني السوري أو المعارضة أو غيره". مجانًا من أجل أولادي روت معلمة أخرى في المدرسة السورية: "أنا أعمل في المدرسة من دون مقابل أو أجر، كحال كل المعلمين، وما يجعلني أستمر هنا هو وجود أولادي، ولولا ذلك لتركت المدرسة، إذ إننا بحاجة إلى رواتب كي نعيش". وأضافت المعلمة "الحكومة التركية فرشت الصفوف، لكن ذلك لا يكفي، وهي تبذل ما بوسعها، لكن المعارضة السياسية السورية عليها أن تهتم بهذا الجانب، وأن تلتفت إلى واقع المدارس السورية. المشكلة عامة، ولكنها مهمة جدًا، ويجب أن تحل، وإلا فقدنا جيلًا كاملًا، لتمتد المشكلة إلى أجيال أخرى". الدكتور عبدالرحمن الحاج مستشار رئيس وزراء الحكومة المؤقتة التابعة للائتلاف قال ل"إيلاف": أولًا "بالنسبة إلى الكتب، والمناهج، فقد أصبحت جاهزة للتوزيع، وبانتظار خريطة التوزيع في تركيا، ودول أخرى والمناطق المحررة، إما بما يتعلق بالرواتب لدى الحكومة، فهناك خطة ضمن جدول وفترة زمنية قريبة، وبانتظار الميزانية. هناك عدد ضخم من الأساتذة والإداريين، وحتى الحلول المؤقتة (راتب إسعافي) يحتاج 10 مليون دولار تقريبًا، وهو ليس بإمكانية الحكومة، في الوقت الحالي، والميزانية الحالية هي لترميم المدارس، وتوحيد الوثائق التربوية، حيث ستكون الوثائق تحت إشراف الحكومة". مساعدات لا تكفي وأضاف "لذلك توجهنا إلى المدارس بتسجيل بياناتها للمصادقة على الوثائق، كما ستجري امتحانات للمرحلة الإعدادية، والثانوية في مراكز امتحانية داخل وخارج سوريا والشهادات الدراسية الآن معترف فيها من قبل الدول التركية، ودول أوروبية، وعربية أخرى. أما بالنسبة إلى بعض المنظمات الدولية المتخصصة بالجانب التعليمي، لاتزال تلك المنظمات تعمل مع النظام، لكن استطعنا أن نؤمن بعض احتياجات المدارس من قبل بعض المنظمات". يذكر أن هناك مدارس سورية أخرى موزعة، ومنها مدارس "قادمون"، وهي مجموعة مدارس سورية في إسطنبول، تشمل كل المناطق، إضافة إلى مدارس أخرى، كما مدرسة سراج وغيرها. إنما يتقاضى بعض المعلمين في إسطنبول أجورًا تقارب ال600 دولار أميركي للمعلم، وتتلقى بعض المدارس المساعدة من الجمعيات الخيرية المساهمة، إلا أن كل هذا لا يكفي في ظل مأساة سوريا المتفاقمة. ايلاف