طالب الرئيس الإيراني حسن روحاني بضرورة إلغاء كل أنواع الحظر المفروض علي بلاده، مشدًدا علي أن «طهران ستواصل تخصيب اليورانيوم في إطار يؤدي إلي الثقة المتبادلة». فيما، أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الرئيس الأمريكي باراك أوباما أمس الأول الاثنين، أن الإسرائيليين يتوقعون ألا يعرض زعيمهم للخطر أمن بلادهم على الرغم من أن الرئيس اوباما حاول طمأنته بشأن المساعي الدبلوماسية الخاصة بالنزاع مع إيران. من جهته، قال روحاني للصحافيين علي هامش المؤتمر ال 15 لمجلس خبراء القيادة الذي بدأ أعماله صباح أمس الثلاثاء، إن «حكومته لن تتجاوز الخطوط الحمراء بالنسبة للملف النووي الإيراني». وشدد في تصريحاته علي أن «الحقوق النووية للشعب الإيراني ستكون مكفولة، ويجب ألا يكون هناك أي مخاوف في هذا الشأن كما ينص عليها اتفاق جنيف النووي». وأضاف أن «الجانب الغربي اعترف بحق إيران في تخصيب اليورانيوم، لكن القضية تكمن في مستوي تخصيبه في فترة محددة، لكي تجلب ثقته» حسب قوله. واعتبر الرئيس الإيراني أن «العقوبات المفروضة ضد البلاد وممارسة الضغوط الاقتصادية ضد الشعب الإيراني بالخطأ ويجب رفعها». وأضاف «في حال وجود حسن النوايا والإرادة السياسية لدي الجانب الغربي، أري أنه يمكن التوصل إلي اتفاق نهائي في فترة قصيرة وربما خلال 6 شهور». بدوره، أعلن رئيس مجلس خبراء القيادة محمد رضا مهدوي كني (أعلى سلطة تشريعية في إيران)، عن دعم المجلس للمفاوضات النووية الدائرة ما بين إيران والسداسية الدولية. وقال مهدوي في كلمته أمس أمام أعضاء مجلس خبراء القيادة (أعلى هيئة سياسية تنفيذية في إيران) بحضور الرئيس روحاني ووزير الأمن محمود علوي، إن «حكومة روحاني حكومة وطنية واسلامية وستحافظ بالتأكيد مع الفريق النووي علي حقوق الشعب»، وأضاف مهدوي كني: «كما أعلن المسؤولون والفريق النووي المفاوض، لا بد أن نعمل من أجل صون مبادئ وحقوق الشعب الإيراني وعدم تجاوز الخطوط الحمراء». إلى ذلك، انتقدت الخارجية الإيرانية تصريحات الرئيس أوباما حيال برنامج إيران النووي، وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الإيرانية مرضية أفخم في ردها على مقابلة للرئيس الأمريكي مع إحدى وسائل الاعلام في هذا البلد، إن «التصريحات الملتبسة قد تؤدي إلى استمرار أجواء انعدام الثقة وستضر بالمفاوضات الجادة والبناءة». وأضافت «بعض تصريحات الرئيس الأمريكي تتعارض مع مبادئ القانون الدولي وروح المفاوضات الدبلوماسية الذي يرتكز على التجنب من إطلاق شعارات غير بنائه واللجوء إلى التهديد والبعض الآخر ناتج عن الوهم بشأن نوايا إيران إزاء مشاركتها في الحوار الدبلوماسي». وأشارت أفخم إلى التخبط الموجود في تصريحات أوباما، معربةً عن أسفها إزاء لجوئه إلى أداة التهديد البالي ضد الآخرين، وقالت: «مثل هذه التصريحات قد فقدت تأثيرها على صعيد الأجواء الدولية»، ولفتت إلى «مساعي بعض مجموعات الضغط واللوبي الصهيوني للتأثير السلبي على سياسة أمريكا الخارجية إزاء الدول في الشرق الأوسط». إلى ذلك، وفي اجتماع بالبيت الأبيض فقد طمأن أوباما نتنياهو بأن واشنطن لا تزال ملتزمة بمنع إيران من اكتساب القدرة على إنتاج أسلحة نووية على الرغم من التشكك الشديد لرئيس الوزراء الإسرائيلي بشأن الجهود التي تقودها واشنطن للتوصل إلى اتفاق للحد من البرنامج النووي لطهران، غير أن أوباما حث نتنياهو أيضا على اتخاذ «قرارات صعبة» للمساعدة على انقاذ عملية السلام. التي تتوسط فيها الولاياتالمتحدة وتهدف إلى التوصل إلى اتفاق إطاري للسلام مع الفلسطينيين. وقال نتنياهو لأوباما خلال اجتماع في البيت الأبيض إنه لا توجد دولة لها مصلحة أكثر من إسرائيل في منع إيران من أن تصبح دولة نووية. لكنه لم يشر أمام الصحفيين إلى بواعث قلق إسرائيل من أن تتساهل واشنطن أكثر مما ينبغي في الدبلوماسية مع إيران. وقال نتنياهو للصحفيين «الشعب الإسرائيلي يتوقع مني أن أقاوم بقوة الانتقادات والضغوط». وألقى نتنياهو على الفلسطينيين مسؤولية تعزيز احتمالات السلام وتعهد بالتمسك بموقفه حفاظًا على أمن إسرائيل. صحيفة المدينة