في أجواء حماسية وشعبية مميزة، اختتمت بطولة فزاع لليولة جولاتها التنافسية مساء أول من أمس، في قلعة الميدان بالقرية العالمية، بعد أن اكتمل عقد المتسابقين الأربعة، الذين تمكنوا من الوصول للجولة النهائية. وحسب نظام البطولة، فإن استعراض ليلة أول من أمس هو الفيصل في تحديد هوية اللقب، التي ستذهب إلى أكثر المتسابقين حصولاً على ترشيحات الجمهور عبر الرسائل النصية القصيرة، من خلال التنسيق مع قناة «سما دبي» التي تنقل فعاليات البطولة، فضلاً عن كواليسها من خلال برنامجي «الميدان» و«فرسان الميدان». ورغم أن موعد التتويج سيشهد استعراضاً يقدمه كل متسابق من المتسابقين الأربعة على حدة، إلا أنه يبقى استعراضاً تكريميا، وليس تنافسياً، حيث تكون النتيجة حينها محسومة، وبانتظار فقط الكشف عنها. واستدعى اختيار الفنان الإماراتي الشاب معضد الكعبي، وغناؤه وسط جمهور «الميدان»، مشهداً يعرفه الكعبي كثيراً، منذ أن كان ضمن مواهب برنامج «نجم الخليج» على شاشة قناة دبي الفضائية منذ أكثر من ثماني سنوات، فيما بدا ضيف الفقرة الشعرية هادي المنصوري، مرتبطاً ومشغولاً ببرنامج «البيت» الذي ينتمي إلى اللجنة التنظيمية المشرفة على إنجازه، ويعرض على قناة «سما دبي»، ويلقى دعماً واهتماماً من قبل سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم. وجاء قرار إرجاء حفل تسليم جوائز البطولة، التي تقام تحت رعاية سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، وينظمها مركز حمدان لإحياء التراث، إلى تاريخ 21 الجاري، عوضاً عن 14 منه، حسب سعاد إبراهيم درويش مدير إدارة البطولات، من أجل إتاحة فرصة أكبر لاستفادة المتنافسين من عملية التصويت، التي تشهد عادة مشاركة جماهيرية أكبر في هذه المرحلة. واكتمل عقد المتنافسين الأربعة على كأس «فزاع» لليولة والميدان 2014، بتأهل راشد سعيد بن حرمش المنصوري، الذي جاء في المركز الأول في مجموعة التصفيات قبل النهائية، بعد أن حصل على 40 ألفا و517 صوتا من مجموع الأصوات، تضاف إليها نسبة أصوات التحكيم، التي حصل عليها المتسابق، كما تأهل محمد بن طراف المنصوري للمربع الذهبي أيضا، بعد أن حصل على 39 ألفا و506 أصوات. وفي ترتيب اعتبره جمهوره مفاجأة، جاء بشر بن راشد بن بشر ثالثاً، بحصوله على 27 ألفا و119 صوتا، وفي المركز الرابع جاء سعيد باللومية الكتبي، بعد أن حصل على 15 ألفا و14 صوتا، ليودع الاثنان المنافسة. وقدم الأربعة الكبار استعراضا مميزاً أمام الجمهور، وجاءت البداية مع أصغر المتسابقين جمعة محمد الحايري، الذي حاول ثلاث مرات قرع الجرس، لكنه وقع في خطأ سقوط السلاح، بعد انتهاء الأغنية التي تعد هي المساحة الزمنية للاستعراض، لكن لجنة التحكيم اعتمدت الخطأ، وتم خصم 500 صوت منه، لكنها في المقابل أشادت بأدائه ومنحته العلامة النهائية وهي 50 درجة كاملة. ثاني المتسابقين، كان أحمد عبدالله الحرسوسي، الذي مارس مهاراته في اليولة الأرضية والتحكم في السلاح بشكل خاص، لكن لجنة التحكيم، رغم إشادتها بعرضه منحته 48 درجة، بعد أن حسمت درجتين. أما المتسابق الثالث في هذه الجولة، فكان راشد سعيد بن حرمش المنصوري، الذي بدا بمعنويات عالية بعد أن تم الإعلان عن ترشحه للختام، ونجح بن حرمش في قرع الجرس بثلاث مناسبات مختلفة، لكنه وقع في خطأ سقوط السلاح مرتين، فضلاً عن الغترة في واحدة منها، لكن مهاراته وثقته وعدم تأثره بأخطائه، دفعت لجنة التحكيم إلى التمسك بمنحه العلامة الكاملة. رابع المتسابقين صعوداً إلى ساحة الميدان، كان محمد بن طراف المنصوري، الذي قدم أداء حماسيا مميزا، ونجح في قرع الجرس ثلاث مرات سقط منه في إحداها، وأسدت له لجنة التحكيم مجموعة من الملاحظات قبل أن تخصم منه درجتين، مكتفية بمنحه 48 درجة. وفي الفقرة الفنية، قدم معضد الكعبي أغنيتين، الاولى بعنوان «غاب حبك»، وهي من كلمات سلطان الكعبي وألحان الموادع، أما الاغنية الثانية، فكانت بعنوان «مدمعي»، كلمات فخر بلادي وألحان سلطان السيف، وذلك بمشاركة جميع المشاركين ال40 المتأهلين للتصفيات النهائية من البطولة. الكعبي الذي يعد من أكثر الفنانين وجوداً في الفقرات الفنية للبطولة، أبدى سعادته بدعوته المستمرة لهذا الحدث، مؤكداً أنه مع تعدد المنابر التي يطل عبرها الفنان الإماراتي، يبقى منبر «الميدان» مختلفاً ومتميزاً بتشريف سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي لرعايته، مؤكداً أن الفنان المحلي يجب أن ينتزع دوره في نشر الوعي، والحفاظ على الموروث المحلي. ولاحظ الكعبي أن فن استعراض اليولة غادر قوالب حضوره في الأعراس والمناسبات ليبقى حياً بين الشباب، بفضل «يولة فزاع»، التي اعتبرها عرساً للتراث تشارك فيه الأغنية والقصيدة معا، مثمناً جهود مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث في هذا الصدد. للمرة السابعة على التوالي، حافظ الشاعر هادي المنصوري على وجوده في الفقرة الشعرية للبطولة، حيث ألقى قصيدة وطنية في حب الامارات، وقال إنه رتب لأن يقدمها في هذا المنبر، قاصداً توجيهها خصوصا لأبناء الإمارات من النشء والشباب، الذين تراوح أعمارهم بين 15 إلى 25 عاما «معادي من يعاديها». من جانبها، أشادت سعاد درويش مدير إدارة البطولات في مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث بالاربعة المتأهلين للمربع الذهبي في البطولة، وقدمت الشكر إلى كل من لم يحالفه الحظ للوصول إلى المربع الذهبي، مشيرة إلى أن الحفل الختامي، الذي سيقام في 21 من الشهر الجاري، سينطوي على العديد من المفاجآت الخاصة بالجمهور. وقالت مدير إدارة البطولات في مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث: في انتظار جولة التتويج، ودون استباق لنتائجها، نستطيع أن نؤكد نجاح الموسم الرابع عشر للبطولة، وفق انطباعات الجمهور، وما تم رصده، حيث ارتأت إدارة البطولات في مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث هذا العام، اختيار كل ما هو جديد من المشاركين في منافسات اليولة، وهو ما انعكس في مشاركة أسماء جديدة أثبتت جدارتها، من خلال منافستها للكبار الذين لهم باع في هذا الفن، فجاء المربع الذهبي بأبطال يشاركون للمرة الأولى في البطولة. «معادي من يعاديها» تمكن الشاعر هادي المنصوري من إثارة حماسة الحضور الوطنية، بقصيدة ألهبت مشاعرهم، فتجاوبوا معه بشكل ملحوظ، حيث اختار المنصوري قصيدة «معادي من يعاديها»، التي جاءت جزلة المعاني، واضحة الرسالة. المنصوري أكد أن اختياره لهذه القصيدة تحديداً جاء بمثابة تأكيد على عمق وطنية جيل الشباب، الذي يشكل الشريحة الكبرى من جمهور اليولة، مضيفاً «هناك تداخل كبير بين استدعاء الموروث في ظل كل مظاهر العولمة المحيطة، ومحتوى القصيدة الوطنية، لاسيما أن الموروث المحلي جزء أصيل من ملامح خصوصية الهوية الإماراتية». من جانب آخر، أبدى المنصوري الذي يعد أحد أعضاء اللجنة المنظمة لبرنامج «البيت»، الذي شرف بزيارة سمو الشيخ حمدان بن محمد لمقر تصويره، ارتياحاً كبيراً للمتابعة الجماهيرية وتفاعل الشعراء مع البرنامج، مؤكداً أن اللجنة «لم تكن تتوقع أن تكون الساحة شديدة التعطش لبرنامج يعنى بموهبة هواة ومحترفي الشعر النبطي»، إلى هذه الحد. خطأ ومشاورة غادر أعضاء لجنة التحكيم: راشد حارب الخاصوني، وخليفة بن سبعين، ومسلم العامري، منصتهم الدائمة، وكامل ساحة الميدان، وذهبوا بعيداً إلى أحد المكاتب الإدارية من أجل التشاور في أمر ما، يرتبط بأصغر المتسابقين جمعة الحايري، الذي وقع سلاحه. الإشكالية الفنية تمثلت في أن خطأ سقوط السلاح تم بعد انتهاء الأغنية التي تمثل إذاعتها المساحة الزمنية للمتسابق، لكن الأعضاء الذين بدت عليهم الجدية التامة قاموا باحتساب الخطأ، وخصموا 500 نقطة من حامل لقب بطولة الناشئين السابق. الامارات اليوم