كما أكد سيف بن حمود من سلطنة عمان، أن «موت الرقيب» يمثل مقابلاً لحرية الكلمة، ويمكن من إطلاق الكتابة نحو تجليات إبداعية، تبحث عن الحرية وتتلمس طريقها نحو فضاء رحب، الأمر الذي يخلق بيئة كتابية باحثة عن حرية الكتابة وأفقًا أوسع للإبداع. كما استعرض حمود تجربته الشخصية مع الرقيب في سلطنة عمان وما فرض عليه من البحث عن مخارج مختلفة داخلية وخارجية لجعله بين أيدي القراء، مشيرًا إلى أن القارئ اليوم يستطيع البحث عن تجليات المثقف الحقيقي الذي يكتب له، ليظل الرهان على القدرة على الكتابة التي من شأنها أن توجد عينًا قارئة وأن تسمع ما يبوح به مبدعها من معان. جاء ذلك في سياق الندوة الثانية ضمن البرنامج الثقافي لمعرض الرياض الدولي للكتاب التي أقيمت مساء الأول من أمس تحت عنوان «المبدع وتجليات المشهد العربي» شارك فيها اليمنية الدكتورة ابتسام المتوكل عضو هيئة التدريس في قسم اللغة العربية، والشاعر الأردني موسى حوامدة مدير تحرير الدائرة الثقافية في الدستور الأردنية، والدكتور نزار شقرون من تونس عميد المعهد العالي للفنون والحرف بصفاقس بجمهورية تونس، وسيف بن حمود من سلطنة عمان، ومن المملكة الدكتور طارق خواجي. وغاب عنها الدكتور محمد المحروقي من سلطنة عمان، وخالد اليوسف من المملكة، فيما أدارها الدكتور عبدالله خطيب. استهل الحديث الشاعر حوامدة متناولاً تجليات الإبداع عبر أمثلة للعديد من أسماء المبدعين عبر تاريخ تراثنا العربي الذي سعى من خلاله المحاضر إلى استقراء خارطة الإبداع، وواقع المبدعين عبر تلك الأمثلة التي وصفها بأنها تجسد خارطة مليئة بالخيبات إذا ما اقترنت بنهايات المبدعين وما آل إليه إبداعهم. ومضى حوامدة، خلال حديثه مؤكدًا أن تجليات الإبداع بوصفها إبداعًا حقيقيًا لا يمكن أن نجدها ما لم يكن هناك مثقف حقيقي يمتلك أدوات إشعال القدرة الإبداعية التي من شأنها أن تكون متأثرة بما يدور من حولها من أحداث اجتماعية، كما هو الحال في أحداث المجتمعات التي تشهد ما يسمى بالربيع العربي، ومن ثم قدرة المبدع على التأثير في الجمهور من حوله. أما التونسي ابن شقرون فقد استعرض التجليات الإبداعية عبر رؤية استقرأ من خلالها حضور المبدع العربي، ودوره تجاه تلك التحولات التي ظهرت في ثورات عربية في العديد من أقطار الوطن العربي، التي عرفت بالربيع العربي الذي وصفه المحاضر أن أجواؤه كانت بعيدة عن فضاء الإبداع وتجلياتهم الإبداعية النخبوية التي كانت خارج مسارات الحدث الجماهيري، وبعيدة عن المشاركة في رؤية تستشرف تلك التحولات. من جانبها وصفت الشاعرة اليمنية ابتسام المتوكل، المبدع مقارنة بتجليات الإبداع العربي، بأنها تظل مسألة تثير جدلا كبيرا عن سقف الحديث وواقع المبدع تجاه تلك التجليات العربية التي وصفتها بأنها تجليات تظل فضفاضة وغير دقيقة مقارنة بما يدور في حركة الثقافة العربية. وقالت المتوكل عندما نستحضر خلال فترة الربيع العربي، عبر صوت الإبداع شعرا ونثرا ومسرحا، نجد أن هذه الفنون الإبداعية كانت في عزلة عن الحشود القارئة، وظلت بعيدة عن صوت المجموع الجماهيري الذي ينتظر من المبدع الحقيقي تجاه ما يشهده مجتمعه من تحولات سياسية وثقافية مختلفة. واعتبرت المتوكل أن المثقف أمام ما يشهده العالم العربي من تحولات ثقافية وفكرية، يقف أمام مهمة لم يتنبه لمتغيراتها مبكرًا، الأمر الذي جعل ما يكتبه خلال متغيرات المشهد العربي ما يزال شبه مغيب عن الأحداث لأسباب ربما يأتي في مقدمتها القدرة الإبداعية التي لم تشعل القدرة على التأثير في المجتمع المتلقي لذلك الإبداع، وجوهره واشتعالاته. أما الكاتب السعودي طارق الخواجي، فقد استعرض البعد الإبداعي من خلال المشهد العربي وعلاقته بالمبدع، بما وصفه ب»فلاشات» معروفة الرتابة ومكرورة الحضور، مشيرًا إلى ان علاقة المبدع والجمهور العربي ما تزال غائبة وتعيش أزمة إبداعية، مؤكدًا أن المبدع من يصنع السؤال المحرك للجماهير. a href="http://www.al-madina.com/node/516537/دعوة-إلى-"موت-الرقيب"-وتشخيص-لأزمة-العلاقة-بين-المبدع-والمتلقي.html" rel="nofollow" target="_blank"صحيفة المدينة