طالب خبير الأممالمتحدة، المعني بقضية استخدام الطائرات بدون طيار المسلحة، بقدرٍ أكبر من المساءلة والشفافية من قبل الدول التي تستخدمها - بما في ذلك التحقيقات العامة في مزاعم سقوط ضحايا من المدنيين. وكان بن ايمرسون، مقرر الأممالمتحدة الخاص المعني بتعزيز وحماية حقوق الإنسان والحريات الأساسية في سياق مكافحة الإرهاب، قد حقق في 37 غارة من غارات طائرات بدون طيار، وقعت مؤخراً. كما أشار في السياق اليمني إلى ارتفاع حاد في الهجمات "وعدد كبير" من الضحايا المدنيين منذ نهاية عام 2013. يورد تقريره الحالات التالية، التي تقوم منظمة ريبريف القانونية بالترويج لكل منها، باعتبارها حالات تقتضي التحقيق الفوري: - غارة مارس/آذار 2011 في شمال وزيرستان، باكستان التي قُتل فيها مالك داود خان، الأمر الذي دفع ابنه نور خان إلى اتخاذ إجراءات قانونية ضد الحكومة البريطانية؛ - غارة في أكتوبر/تشرين الأول عام 2011 على سيارة ومنزل في شمال وزيرستان، باكستان التي تسببت بمقتل طارق عزيز ووحيد الله، وهما مراهقان اثنان كانا في طريقهم للعب كرة القدم؛ - غارة أكتوبر/تشرين الأول 2012 في شمال وزيرستان، باكستان التي قُتلت فيها ماما بيبي، وهي جدة تبلغ من العمر 67 عاما، بينما كانت تجمع الخضراوات في الحقل المجاور لمنزلها؛ - غارة أغسطس/ آب 2012 في حضرموت، اليمن التي قتل فيها سالم أحمد بن علي جابر، وهو إمام جامع كان يعظ ضد تنظيم القاعدة، كما سقط ابن أخيه، الذي كان يعمل شرطيا محليا؛ - غارة سبتمبر/ أيلول 2012 على حافلة في رداع، اليمن أسفرت عن مقتل 11 مدنيا، بينهم امرأة حامل وثلاثة أطفال؛ - غارة ديسمبر/ كانون الأول 2013 على حفل زفاف في رداع، اليمن أسفرت عن مقتل 12 مدنيا. جاءت استنتاجات إميرسون بينما يزيد الضغط على البلدان الأوروبية وأمريكا التي تشارك بالمشروع السرّي الذي تديره وكالة المخابرات الأمريكية (CIA). إن الولاياتالمتحدة الآن هي موضوع مراجعة لجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة (HRC) فيما يخص التزامها بالاتفاقية الدولية للحقوق المدنية والسياسية (ICCPR ) – وبالأخص المادة 6 التي تكرس الحق في الحياة. وفي هذه الأثناء، أدان البرلمان الأوروبي، في الأسبوع الماضي استخدام طائرات بدون طيار، ودعا دولا مثل المملكة المتحدة وألمانيا أن تكشفا عن دورهما في تنفيذ تلك الضربات. في اليمن، حيث صوت البرلمان الوطني مؤخراً على حظر ضربات الطائرات بدون طيار، قال فيصل بن علي جابر، صهر الإمام سالم أحمد بن على جابر، الذي قتل في غارة طائرات بدون طيار: "لقد قتلت طائرات الرئيس أوباما بدون طيار ابن أخي وصهري سالم؛ الإمام الذي ذاع صيته من مواعظه ضد تنظيم القاعدة. فأي مبرر لذلك القتل يمكن أن يُقدم لنا؟ آمل أن هذا التقرير الجديد سيشجع أمريكا وحلفاءها، في نهاية المطاف، أن يقدموا لنا أجوبة صادقة." وقال رفيق رحمان، ابن الضحية ماما بيبي: "لقد دمرت ضربات الطائرات بدون طيار في باكستان عائلتي وبثت الخوف والمعاناة في مجتمعي، ومع ذلك لم نحصل بعدْ أي تفسير لسبب وقوعها أو من هو المسؤول عنها. ما زلت آمل أن نتمكن ذات يوم من رؤية العدالة ووضع حد لهذه الهجمات الكارثية في باكستان". وقال كريغ كات، المديرة القانونية في منظمة ريبريف: "في اليمنوباكستان وغيرها، تقوم الولاياتالمتحدة، بمساعدة حلفائها الأوروبيين، بتنفيذ هجمات مدمرة مع الإفلات التام من العقاب – وهذا فعل إرهاب بحق المجتمعات المحلية، ويخلق تطرفاً أكثر بكثير من التطرف الذي تدعي أنها قد اجتثته. حان الوقت كي تخضع الولاياتالمتحدة للمساءلة والشفافية الكاملة حول استخدامها للطائرات بدون طيار، والتحقيق في سقوط ضحايا من المدنيين. وهذا التقرير يشكل زيادة الضغط على الولاياتالمتحدة لرفع السرية عن هذا البرنامج" . حياة عدن