حاول "الإخوان" حرق أحمد شفيق سياسيًا عبر نشرهم تسريبات له يهاجم فيها الجيش المصري لدعمه السيسي، حيث انتقد شفيق في التسريبات المشير معتقدًا أن الانتخابات ستفصّل على قياسه. صبري عبد الحفيظ من القاهرة: فيما يتوقع أن تثير جدلًا واسعًا، نشرت شبكة رصد، إحدي الأذرع الإعلامية لجماعة الإخوان المسلمين، تسريبات صوتية لأحمد شفيق، المرشح الرئاسي السابق، ينتقد فيها بشدة عبد الفتاح السيسي، والجيش المصري، بسبب ترشح السيسي للرئاسة، واصفًا الإنتخابات المقبلة بأنها ستكون "هزلية". وتوقع أن يتم إعداد الأجواء لفوز السيسي بالرئاسة. وفقًاً للتسريب الأول ل"رصد"، التي سبق أن نشرت مقتطفات مسرّبة للسيسي نفسه، قال شفيق، المقيم في دولة الإمارات العربية منذ شهر حزيران/يونيو 2012: "آه ياني.. ولما الساحة تفضالي.. (يقصد السيسي) أحسن.. مش أحسن يعني منظر سيء آه منظر ليست له سابقة يعني جهل غريب جدًا". وأضاف: "هوه نفسه (السيسي) وقف قبليها في مؤتمر كده، قال أنا مش حترشح غير لو الشعب رشحني والجيش رشحني". مهزلة محبوكة واعتبر شفيق أن طلب السيسي بأن يرشحه الجيش والشعب ب"الغريب"، وقال: "برضه كلام غريب جدًا يعني كلام صادر منه هو من الأول غلط.. يعني فيه حاجة اسمها الجيش.. يعني جهل غريب بالأمر شوية". ووصف شفيق تفويض المجلس الأعلى للقوات المسلحة للسيسي بالترشح بأنه قلة خبرة". وقال: "يطلع الجيش يرشحه، ويعملوا اجتماع، يطلع في الصور، عشان يرشحوه قلة خبرة غريبة جدًا الحقيقة". وتابع شفيق، الذي شغل منصب رئيس أركان حرب القوات الجوية: "أنا بنفسي طلعت نفسي من الدايرة دي لأنها حتبقى مهزلة شوية". وفسر شفيق أسباب تراجعه عن الترشح للإنتخابات الرئاسية لمصلحة السيسي، بما قال إنه ليس حبًا في السيسي، ولكن خشية أن يتم تزوير النتائج لمصلحته. وقال في تسريب آخر: "لأ طبعًا انسحابهم مرهون بترشيح السيسي.. أنا قلت إيه لو نزل انتخابات مش حانزل". أضاف: "مش مجرد ترشيحه.. يعني أول ما يترشح.. أنا حاعمل الورق بتاعي وحيبقى مرهون.. إذا هو حينزل.. لأني أعلم إن همّه حيوضبوله كل الصناديق.. حيوضبوله الدنيا". ووصف العملية الإنتخابية، بأنها هزلية. وقال: "عملية حتبقى هزلية.. وهي من الأول خالص. ما الجيش أعلن ترشيحه مكنش يعني.. أنا أعتقد إنه يمكن لو جاله ضغط يعني يخلي.. يعني يلفت نظر العالم ل.. إنه هو الواحد ما يترشحش مش حبا فيه.. لأ لأنه الميكانيزم مش حيمشي سليم". مواجهة غير شريفة وذكر أنه لا يرغب في الترشح حتى لا يحصل على 10% من الأصوات. وقال: "إيه يواجه إيه.. اللي هي لو معركة حواجه.. إيه العبط اللي بيقولوه ده.. إيه الناس السطحية دي.. حاجة الدولة حتشتغل لحسابه.. الدولة حتشتغل لحسابه.. إيه المواجهة؟ المواجهة إنه أنا الشطارة إنه أخش وأجيب 10% وأطلع؟. الشطارة أخش وأجيب 8% وأطلع؟. إيه الشطارة في كده بقى؟. إذا كنت أنا عارف إيه اللي حيطلع.. إذا كانت مواجهتي حتعمل نتيجة ماشي، لكن العملية ملعوب فيها، ملعوب فيها كلها يبقى إيه بقى!.. لا يعني طبعًا.. إيه الرجولة اللي فيها يعني؟، هي دي "فير فايت"؟، هل هي يعني معركة شريفة؟". كما حمل شفيق بشدة على بعض السياسيين المصريين، ومنهم مصطفى بكري وتهاني الجبالي. وقال: "مصطفى بكري يقول كده..حنشيله بكرسيه ونحطه على الكرسي.. قال كده اللي حيغلب حيغلب، وآدي إحنا نستفيد حاجة جمبه كده مش... وتهاني الجبالي مثال للتكسب.. وهكذا..... مسخرة.. الأيام الجاية فيها لسه كتير.. وآدي المستويات بتاعة الوزارة والوزراء اللي بيديروا مصر". شفيق يعترف بصحة التسريبات ومن جانبه، أعترف أحمد شفيق، المرشح السابق لرئاسة الجمهورية بصحة التسريبات، وقال في بيان له: "طالعتنا إحدى الشبكات الإخوانية مساء أمس الأربعاء، بإذاعة تسجيلات لما سمته تسريبا لحديث خاص بالفريق أحمد شفيق، وجريًا على ما اعتدتُ عليه من الجرأة والأمانة والصدق، فى طرح ما أعلم، فإن ما أقوله من آراء فى السر هى ذات الآراء التى أقولها فى العلانية". وأضاف شفيق: "من هذا المنطلق، فإننى لا أحرص البتة على معرفة من تطوع بتسجيل بعض الآراء التى قد أكون تحدثت بها، ولا متى قام بهذا العمل، وهل قام بعملية التسجيل خلسة أو على مرآى منى فى العلن، ولا ماذا اجتزأ من حديثى ولا كيف قام بتشويهه، كل ذلك لا أعيره اهتماما، انطلاقا مما ذكرته آنفا بأن ما أقوله فى السر هو ما أقوله فى العلن. هكذا نشأت وعلى هذا تربيت. أقول ذلك وأنا أعلم أنه من المتوقع أن معركة الانتخابات الرئاسية سوف تشهد كثيرا من مثل هذه التصرفات اللاأخلاقية، ولن نعدم صغائر الأمور". وجدد شفيق انتقاده للمجلس الأعلى للقوات المسلحة في دعم ترشح السيسي، وقال: "تطرقت فى حديثى إلى عدة نقاط، أهمها نقطتان: أولهما هى ما كان خلال المراحل الأولى لطرح فكرة ترشيح المشير عبدالفتاح السيسى رئيسا للجمهورية، حينما تم الإعلان عن دعم القوات المسلحة لهذا الترشيح، بل إن بعض كبار قادتها أظهرتهم وسائل الإعلام مجتمعين لإعلان المبايعة والتأييد للقائد العام للقوات المسلحة، الأمر الذى لا يمكن تخيله، أو تقبله، فهو يتعارض مع كل القواعد المنظمة والأعراف التى تقتضى ابتعادا كاملا للقوات المسلحة عن العملية الانتخابية، وأن عليها أن تنأى بنفسها عن كل ما يشوب ديمقراطية المرحلة من شوائب، كان هذا موقفى وأصر عليه إصرارا كاملا". وأشار إلى أن المجلس العسكري تدارك هذا الخطأ، وقال: "ثم كان أن تدارك المختصون بالقوات المسلحة هذا الموقف سريعا، وتم ترشيد الإجراءات، وتصحيح ما التبس فهمه، الأمر الذى تقبله كافة المصريين، واقتنعوا به اقتناعا كاملا. وفى هذا السياق أؤكد احترامى للقوات المسلحة، وأقدّر دورها المخلص باعتبارى مواطنا مصريا ومن كبار قادتها السابقين، كما أن ثقتى فى أن تضمن القوات المسلحة عملية ديموقراطية وانتخابية شفافة هى ثقة كاملة لا تقبل الشك". وذكر أن التسريب صحيح فيما يخص تشكيكه في نزاهة الإنتخابات الرئاسية المقبلة، وقال: "كانت النقطة الثانية هى ما أبديته من عدم الاطمئنان إلى احتمالات التدخل فى العملية الانتخابية لصالح أحد المرشحين، وهو ما كانت جرت عليه الأمور فى الانتخابات السابقة، وهى الظاهرة التى لم يطمئن بعد المجتمع المصرى إلى اختفائها من عدمه. وقد يدعم التوجس والقلق هذا الزخم الدعائى الذى تجريه كافة الأجهزة فى هذه الأيام بغرض دعم مرشح بعينه، برغم ثقتى فى أنه شخصيا قد يكون كارها أو رافضا لهذه الظاهرة، والتى أضحت تشكل مرضا مجتمعيا ينبغى مقاومته والتخلص منه". في اشارة إلى السيسي. واستطرد مؤكدا صحة التسريب، وقال: "لقد كنتُ دائما أمينا وصادقا فى طرح ما أراه، وسوف أكون. ولقد تحدثت فى هذا اللقاء فى نقطتين رأيتهما ثغرتين تعيقان تحركنا الديموقراطى، قام المسئولون بعلاج أولاهما، ونأمل فى نجاح علاجهم لثانى النقطتين، وصولا لعملية انتخابية ديموقراطية نزيهة، يتطلع العالم من خلالها إلينا بما نستحقه من احترام وتقدير". وتابع: "ثانيا: ومع بعض الظواهر السلبية التى ذكرتها - والتى تم علاج بعضها ونأمل فى استكمال علاج باقيها - فقد أعلنت دعمى الكامل لأقوى المرشحين وأقربهم للفوز بمنصب الرئاسة، وهو المشير عبدالفتاح السيسى، اقتناعا بضرورة توحيد الجهود وتجنب بعثرة أصوات الناخبين فيما لا جدوى منه ولا فائدة.. إن تعدد المرشحين ذوى التوجه الوطنى، وتفتت الأصوات فيما بينهم، هو الخطر الداهم الذى يتهدد مسيرتنا الهادفة للاصلاح، والذى يدفعنى مرات ومرات إلى الدعوة للاتفاف حول المرشح الأوفر حظًا فى تحقيق النجاح. وفى هذا السياق فإن موقفى الثابت هو دعم استقرار مصر واختيار شعبها، والتأكيد على العملية الديموقراطية ومحاربة الإرهاب". محامي شفيق: مفبركة وسبق وأن قال الدكتور شوقي السيد، محامي شفيق ل"إيلاف" إن تلك التسجيلات لا يمكن الإعتداد بها، مشيرًا إلى أنها مفبركة. ولفت إلى أن الهدف منها إثارة الخلافات والفتنة في صفوف الجيش المصري. ونبه إلى أن شفيق أعلن دعمه للسيسي، وأنه ليس بينهما أية خلافات. وأضاف أنه سيتم اتخاذ الإجراءات القانونية ضد شبكة رصد. ويقيم شفيق في الإمارات العربية المتحدة، منذ فوز الرئيس السابق محمد مرسي، بانتخابات رئاسة الجمهورية في نهاية حزيران/يونيو 2012، ولعب دورًا بارزًا في معارضة جماعة الإخوان وإسقاط حكم مرسي في 30 يونيو 2013. وأعلن شفيق عدم ترشحه للإنتخابات الرئاسية ودعم عبد الفتاح السيسي في ذلك السباق. ) ايلاف
