بدت التهدئة التي أعلنتها الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة متماسكة، أمس، إذ تحدث الجيش الإسرائيلي عن إطلاق صاروخ واحد من القطاع بعد يومين من التصعيد. في حين خرجت أمس، تظاهرة قرب سفارة اسرائيل في عمّان تنديداً باستشهاد القاضي الأردني رائد زعيتر برصاص الجيش الاسرائيلي، للمطالبة بإلغاء معاهدة السلام وطرد سفير تل أبيب من المملكة. وقال الجيش الإسرائيلي في بيان، إن صاروخاً استهدف جنوب إسرائيل، ويعد الصاروخ الأول الذي يطلق على إسرائيل منذ أكثر من 12 ساعة. والصاروخ هو السادس منذ إعلان حركة الجهاد الإسلامي، أول من أمس، عن اتفاق تهدئة برعاية مصرية. ورد الجيش الإسرائيلي عبر شن غارات لليلة الثانية على التوالي. وأكد الجيش في بيانه، أن الطائرات الحربية الإسرائيلية استهدفت أربعة مواقع في جنوب قطاع غزة وثلاثة في شمال القطاع. عند منتصف الليلة قبل الماضية. وبحسب شهود عيان ومصادر أمنية فلسطينية، فإن الغارات الإسرائيلية استهدفت منشآت قرب مدينة غزة تابعة لكتائب عزالدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاوم الإسلامية «حماس». واستهدفت الغارات الإسرائيلية أيضاً موقعاً للجان المقاومة الشعبية في جنوب مدينة رفح الحدودية مع مصر. والأربعاء اطلق فلسطينيون 60 صاروخاً من قطاع غزة باتجاه إسرائيل. ورد الجيش الإسرائيلي بشن سلسلة غارات، في أعنف مواجهة منذ العدوان الإسرائيلي على القطاع في نوفمبر 2012. ولم يبلغ عن وقوع إصابات من الجانبين. وقال محللون، إن إسرائيل غير معنية بمواجهة واسعة، فيما يعتقد آخرون أن الاشتباكات المقبلة ليست سوى مسألة وقت. وكتب المحلل العسكري أليكس فيشمان في صحيفة «يديعوت أحرونوت»، أن «وابل الصواريخ وقذائف الهاون عبارة عن حدث غير عادي». وأضاف أن «ما بدأ كحملة ثأر وردع تحول إلى محاولة خطرة من قبل قياديي الجهاد الإسلامي لوضع خط أحمر، للتأكيد على أن أي عملية اغتيال تستهدف إرهابيين ستقابل بإطلاق النيران». وأكد أن «هذه الصيغة قد تخضع قريباً للاختبار، ربما الاسبوع المقبل، وتالياً فإن شيئاً لم ينته فعلياً». من ناحية أخرى، شارك نحو 1000 شخص، أمس، في تظاهرة قرب سفارة اسرائيل في عمان تنديداً باستشهاد القاضي زعيتر. ورفع المشاركون لافتات كتب على إحداها «الشعب يريد إلغاء وادي عربة»، نسبة إلى اتفاقية السلام الموقعة بين الاردن واسرائيل عام 1994، وأخرى كتب عليها «أغلقوا سفارة الكيان الصهيوني واطردوا السفير انتصاراً لدم الشهيد زعيتر». وهتف هؤلاء «لا سفارة صهيونية على أرض أردنية»، و«الشعب يريد إسقاط وادي عربة»، إضافة إلى «يا زعيتر يا شهيد.. حكامنا والله عبيد.. وعن حقك والله ما نحيد». وحاول المتظاهرون مرات عدة التقدم باتجاه السفارة الاسرائيلية إلا أن رجال الأمن الموجودين بكثافة منعوهم. واستشهد القاضي في محكمة صلح عمان رائد زعيتر (38 عاماً) وهو أب لطفلين، ويتحدر من مدينة نابلس شمال الضفة الغربية الاثنين الماضي برصاص الجيش الإسرائيلي على معبر اللنبي، الذي يصل بين الضفة الغربيةالمحتلة والأردن. وأعربت إسرائيل عن أسفها لمقتل زعيتر، فيما حملت الحكومة الأردنية نظيرتها الإسرائيلية «المسؤولية الكاملة» عن هذا الأمر واصفة ما جرى بأنه «جريمة بشعة». ورداً على مقتل زعيتر، أمهل مجلس النواب الأردني من جانبه الحكومة حتى الثلاثاء المقبل للرد على مطلبه بالافراج عن الجندي أحمد الدقامسة المسجون منذ 13 مارس 1997، بعد أن أطلق النار من سلاح رشاش على طالبات إسرائيليات كن في رحلة عند الحدود الأردنية الإسرائيلية، فقتل منهن سبعاً وجرح خمساً وإحدى المدرسات. الامارات اليوم