((عدن حرة)) عدن : الاحد 2014-03-16 22:38:21 . نشرت الكاتبة الكبيرة هدى محمد علي لقمان – والإعلامي القدير جمال الخضر الميسري نشروا بوستر قديم عن الأفلام المصرية التي عرضت في سينمات عدن ، هذا النشر الجميل الهام أوحي إلي كتابة هذا المقال لتدوين قصة هذه البوسترات – لهم مني جزيل الشكر والتقدير . كثيرأ من الأشياء القديمة لم يحافظ عليها الناس في بلادنا وكان هذا تاريخ أمة وحقبة تاريخية مرت من عمر الزمن . أتذكر في طفولتي سوق االحراج الواقع خلف مدرستي الإبتدائية .. مدرسة الديسنسي ، وكنا ننظر إلى السوق هو سوق أشياء قديمة لا معنى لها ، كان الناس يبحثوا عن كل جديد يدخل السوق ويرموا القديم إلى الزبالة ، كانت الناس في عدن مبهورة بكل جديد الذي بدأ يتدفق على أسواق عدن في بداية الخمسينات حيث بدأ التقدم المعماري والإقتصاي والفني والتجاري ، بدأت هذا الأشياء بخطوات سريعة جعل الناس لا تلتفت إلى الأشياء القديمة . . في البلدان العربية مثل مصر والشام أحتفضوا بكل قديم ، وفتحوا أسواق ومحلات لمثل هذه التحف التي تحكي تاريخ أمة. وفي سوق الكانتو في مصر كثير من التحف لا تقدر بثمن. . قالت الحجة فطوم أصبر يا محمد با أعمر ماي فرست بوري وبا أجيب لك عواف هريسة اللوز وقهوة قشر وبعدين حازيني. . يا حجة فطوم عندما أنتشرت الأفلام المصرية بكثرة في بداية 1950 ، كانت هناك تقليد رائع يصدروا الفيلم مع كثير من البرتات – والبرتات كلمة جاءت من اللغة الإنجليزية وتعني بورد – ملصق حائط – أو بوستر. كانت هذا البرتات تعلق على جدران الحوافي في عدن ، ويختار لها مكان ظاهر ومميز في ركن كل حافة فوق جدار البيت الأخير في الحارة عند الزغطوط يلصقوا تلك البرتات ، وأذكر في حافتي كان بيت الزيدان – بيت محمد وسالم علي زيد على جدار بيتهم تعلق البرتات ، وأيضا على بيت الزوقري، وهذا النظام يسري على جميع حوافي عدن. وبالنسبة إلى أصحاب الدكاكين والمطاعم والمحلات التجارية مما لا يسكن في الحواري ، كانوا يوضعوا برتات خشبية كبيرة بجانب * مقهى زكو* التاريخي وكان هناك صور لبعض مقاطع الفيلم الذي يعرض في سينما هريكن والسينما الأهلية. . يا حجة فطوم والجميل جدا في الأمر ، أيام الأعياد كانت تعرض أفلام خاصة تأتي من مصر ، ومع كل فيلم يبيعوا كتيب صغير للقطات من الفيلم وكلمات الأغاني ، وكان هذا الكتيب في غاية الروعة ، ولم يعمل في أي مكان في العالم عملته فقط مصر – مصر الحضارة والفن والتاريخ. بعدها في الستينات أختفت هذه الكتيبات ، وأيضا كثرت الأفلام ، كانت الأفلام قليلة ورائعة ، كنا في الحارة نقف كل يوم نتأمل البرتات ونقرأ أسماء الممثلين والمخرجين ، وكل من شارك في صنع الفيلم حتى إننا كنا نحفظها عن ظهر قلب ، كان منظر في حياتنا لن ننساه. . يا حجة فطوم وكانت هناك برته لفيلم *شمسون ودليلة* عرض في سينما ريجال ، كان الملصق في نهاية سوق الطعام ملصق ضخم جدا ، كنت أقف أمام هذا الملصق بذهول ، وأرى صورة الأسد يقفز أمام شمسون الجبار – كان من الأفلام الأمريكية التاريخية. . يا حجة فطوم إن الأشياء في الطفولة لا يمكن أن تنسى ، اجلس اليوم لأكتب وإنا في 70 من عمري ، وهن مني العظم وأشتعل الرأس شيبا ، ولكن صور الماضي ما زلت أمامي كأنها الأمس – كيف مضى بي قطار الزمن !! . قالت الحجة فطوم يا هدى – يا جمال حياطه عليكم وأسم الله .. . * محمد أحمد البيضاني كاتب عدني ومؤرخ سياسي القاهرة شارك بالنشر 1 33 مشاهدة عدة حرة