أعلنت الولاياتالمتحدة اليوم انها سلمت العراق اسلحة ضخمة تضم صواريخ ومئات الآلاف من البنادق الرشاشة و11 مليون طلقة من الذخيرة والآلاف من بنادق القنص والقنابل اليدوية. أسامة مهدي من لندن: أكدت الولاياتالمتحدة الأميركية انها تعمل عن كثب مع الزعماء والقادة العسكريين العراقيين لتحديد وتلبية الاحتياجات الضرورية من المعدات الإضافية الأخرى خلال الأسابيع المقبلة. وقالت الولاياتالمتحدة انها تسرع تسليم العراق أسلحة وذخائر بموجب اتفاقية الإطار الاستراتيجي والشراكة الأمنية طويلة الأمد الموقعة بين البلدين اواخر عام 2008. ويأتي تسليم هذه الأسلحة استجابة لطلبات محددة قدمها العراق وبما يتفق مع السياسة الشاملة لمكافحة الإرهاب التي تضمن إتخاذ تدابير سياسية واقتصادية وأمنية مصاحبة لذلك. واشارت السفارة الاميركية في بغداد في بيان صحافي اليوم اطلعت "ايلاف" على نصه الى انه على الصعيد الأمني، فإنه من الضروري أن يتم تجهيز قوات الأمن العراقية بالأسلحة الحديثة الفعالة التي تمكنها من التصدي للتهديدات الخطيرة التي تمثلها الآن دولة الإسلام في العراق والشام (داعش) للعراق والمنطقة. وشددت على إن الولاياتالمتحدة عاقدة العزم على تقديم العون لقوات الأمن العراقية للتصدي لمثل هذه التهديدات وحماية السكان بالتنسيق مع القادة المحليين وزعماء القبائل وقد قامت قبل ايام بتسليم حوالي مائة صاروخ "هيل فاير Hellfire" مع مئات الآلاف من طلقات الذخيرة وبنادق "إم 4 M4". وقد تم تسليم هذه الوجبة من الأسلحة بعد إجراء تقييم هام مشترك لاحتياجات العراق من الأسلحة أجراه خبراء أمنيون من العراقوالولاياتالمتحدة، حيث مثلت هذه الوجبة أخر حلقة في سلسلة الوجبات من الأسلحة الهامة التي تم تسليمها إلى العراق. واضافت انه منذ كانون الثاني (يناير) الماضي فقد تم تسليم القوات الأمنية العراقية أكثر من أحد عشر مليون طلقة من الذخيرة، والآلاف من المدافع الرشاشة وبنادق القنص و بنادق "إم 16 إس، و إم 4M4 M16s " والآلاف من الطلقات الاستكشافية "Flares" والقنابل اليدوية والأسلحة الأخرى. واكدت انه سيتم في غضون الأسابيع القادمة تسليم وجبات إضافية من الأسلحة وفقاً لبرنامج المبيعات العسكرية الخارجية الأمريكية مع مراعات إجراءات الشفافية والمصداقية التي تصاحب عملية التسليم. وقالت ان الولاياتالمتحدة تتطلع إلى العمل عن كثب مع الزعماء العراقيين والقادة العسكريين بغية تحديد وتلبية الاحتياجات الضرورية من المعدات الإضافية الأخرى خلال الأسابيع المقبلة وسوف تواصل الولاياتالمتحدة أيضاً تشجيع جميع القادة العراقيين على العمل سوياً من أجل تطبيق الاستراتيجية الشاملة لمكافحة الإرهاب في محافظة الأنبار بفعالية وبما يتفق مع برنامج مجلس الوزراء الصادر مؤخرا والقاضي بمشاركة ابناء العشائر في القوات الامنية مع التركيز على ضرورة تعبئة السكان المحليين ضد داعش والجماعات المتطرفة الأخرى. المعركة ضد الارهاب وكان نائب وزير الخارجية الاميركي بريت ماكجيرك قال خلال افتتاح المؤتمر الدولي لمكافحة الارهاب في بغداد الاربعاء الماضي، ان الإرهاب يشكل في كافة صوره ومظاهره واحدا من أخطر التهديدات للسلام والأمن الدوليين "وهنا في العراق يواجه الحكومة والشعب أحد أخطر التهديدات الإرهابية في العالم حيث تأتي الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام (داعش) في مقدمة هذه التهديدات". واضاف ان العراق قام وبمساعدة الولاياتالمتحدة، بكبح جماح تنظيم القاعدة في العراق إلى الحد الذي ما عاد يشكل فيه تهديدا جديا لإستقرار دولة العراق ولكن اليوم، ورغم ذلك، فإن تنظيم القاعدة في العراق – من خلال داعش وفرعها الآخر، جبهة النصرة في سوريا – يسعى إلى أن يعاود ظهوره المسلح في المنطقة. وحذر من ان هذه الشبكات تشكل تهديداً مباشراً للمنطقة والعالم أجمع. وهنا في العراق، ارتفعت وتيرة تفجيرات العجلات والتفجيرات الإنتحارية بشكل منتظم خلال الأشهر الأربعة عشر الأخيرة، وقد نسبت جميعها تقريباً إلى داعش. وتعد التفجيرات الإنتحارية على وجه الخصوص أحد التكتيتكات الأساسية لداعش الرامية إلى بث الخوف بين السكان وحصد أرواح الأبرياء، مستهدفة الأسواق والمطاعم والمساجد وحتى ملاعب الأطفال. واوضح ان الولاياتالمتحدة قامت بتشجيع حكومة العراق على وضع ستراتيجية شاملة من أجل عزل داعش عن السكان ويتطلب هذا مجموعة من الإجراءات السياسية والأمنية والإقتصادية تركز على تحشيد السكان بدءأً من القاعدة فصعوداً إلى أعلى من أجل حماية المجتمعات المحلية وإجبار المجاميع الإرهابية على الخروج إلى مناطق غير مأهولة بالسكان حيث يمكن القبض عليهم وقتلهم. واكد ان الولاياتالمتحدة ستواصل تقديم المساعدة الامنية للقوات العراقية التي تواجه داعش بشجاعة في ميدان القتال. واضاف "نحن نعرف، كما يعرف الجميع، مدى ما يمكن أن يكون عليه هذا العدو من شراسة، حيث يقدر خبراؤنا بأن تنظيم داعش يتمتع بتمويل وتسليح وتدريب بشكل أفضل من تنظيم القاعدة في العراق الذي واجهناه قبل سنوات مضت". وقال "تشتمل المساعدات الاميركية على معدات أمنية – والتي اطلقناها منذ بداية هذا العام – وتبادل المعلومات والمشورة العملياتية والتدريب العسكري. ويتم تقديم هذا الدعم عملا باتفاقية الاطار الستراتيجي وتماشياً مع ستراتيجية شاملة، وسوف يظل هذا الدعم مستمراً وثابتاً كما وسنستمر أيضا بإبداء ملاحظاتنا حين تكون العمليات التكتيكية المتبعة غير فاعلة. فعلى سبيل المثال في محافظة الانبار، يتطلب دحر داعش جهوداً منهجية ومتزامنة يتطلب تحقيقها التحلي بالصبر، حيث يستفيد المتطرفون من الهفوات التي تحدث مثل العمليات غير الدقيقة والاعتقالات العشوائية أو تعبئة المليشيات. واشار الى ان العراق سيواجه تحديات هائلة على مدى الأشهر المقبلة "ولكن يجب علينا أن لا نغمض أعيننا عن القدرة الكامنة لديه حيث ينخرط في العراق اليوم السنة والشيعة والمسيحيين والكرد يومياً في عملية سياسية ديمقراطية ويتواصلون مع بعضهم البعض بطريقة سلمية – على الرغم من أنها تكون صاخبة في بعض الأحيان – وذلك لحل القضايا بالغة الصعوبة". ايلاف