عدن فري|الشحر|خاص: أدت جموع غفيرة من المصلين صلاة وخطبتي الجمعة بساحة التحرير والاستقلال بمدينة الشحر بمحافظة حضرموت ، وكان خطيب الجمعة فضيلة الشيخ محمد بن مشدود الناطق الرسمي للهيئة الشرعية للإفتاء والإرشاد الجنوبية هذه الخطبة والتي حملت عنواناً ( جمعة الإستقلال القادم بإذن الله ) وفيها تطرق الشيخ بن مشدود لعدد من القضايا الهامة التي تمس الشارع الجنوبي , حيث لا قت خطبته هذه استحساناً ورضا من الجميع الذين تهافتوا بعد الصلاة لمصافحة الشيخ وتحيته لمواقف البطولية وادواره النضالية . وفي مستهل هذه الخطبة دعا فضيلة الشيخ ( بن مشدود ) الجنوبيين كافة إلى التمسك بمبدائهم الثوري في النضال السلمي نحو التحرير والاستقلال , وإلى عدم الركون إلى السكون , أو اليأس , أو الانصات إلى أقاويل المرجفين , والمخرصين , والمتخاذلين , ومروجي الاباطيل . داعياً اياهم التمسك بالمبدأ القرآني في قوله تعالى من سورة آل عمران : (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (200) )) . وفي هذا السياق أكد ( الشيخ بن مشدود ) أن النصر قادم بإذن الله تعالى , فالمرء حينما يقارن بحاله اليوم مقارنة بحاله في الامس , سيجد أن الحال تغير وأن هذا التغير نحو الافضل والاحسن , فلم نعد اليوم في ارضنا خاضعين خانعين , لقد أصبحنا احراراً وثواراً , كما أن هذا التغير نحو الأحسن اليوم ليس في المادة , وانما في العزة والكرامة حسب وصفه . وقد تمثل بقول الشاعر : وما نيل المطالب بالتمني ولكن تؤخذ الدنيا غلابا كما أشاد فضيلة الشيخ بن مشدود بالمواقف البطولية والشجاعة لأهالي مدينة الشحر ( شيوخاً وشباب واطفال ) موضحاً تضحياتهم المستمرة لنيل الحرية والاستقلال والعزة والكرامة , داعياً أبناء المدينة إلى تماسكهم ووحدة صفهم وكلمتهم , والتصدي إلى أي مشاريع تنتقص من حقوقهم المشروعة وكرامتهم أو تؤدي إلى بذر الفرقة والشقاق بينهم , موضحاً بأن هذا المحتل اليمني بارعاً في نشر الدسائس والحيل التي تهدف لشق الصف وتشتيت الشمل . كما حث ابناء مدينة الشحر على الصمود والتضحية بالوقت والجهد والمال وعدم اليأس أو التراجع عن فعالية صلاة الجمعة بالساحة او غيرها من فعاليات نضالية , وجاء هذا بعد ورود انباء لمسامعه , تفيد عن تراجع قدرة الحراك الجنوبي في الشحر , داعياً أبناء المدينة التمسك بالصبر وعدم اليأس , خاصة وأن حالهم هنا بالساحة مقارنة بحال اخوان لهم اخرين في جنوبنا المحتل يعد افضل حالاً وأيسر , وقد ضرب مثالاً بالمتواجدين في ساحة المعلا بعدن على سبيل المثال , فهناك الاحرار , يجلسون في الشمس ويفترشون الاسفلت ولم يتخلوا ولو جمعة واحدة عن الساحة حتى في اوقات الحر الشديد . مؤكداً لابناء المدينة بأن هذه المحن سيتم تجاوزها وما ضاقت إلا وانفرجت حد قوله . وفي خطبتة ايضاً أشار فضيلة الشيخ ( محمد بن مشدود ) لانطباعاته التي خرج منها بعد زيارته يوم أمس برفقة الشيخ ( حسين بن شعيب ) لقيادة حلف قبائل حضرموت بوادي نحب , حيث قال بأنه شاهد هناك رجالاً في منتهى الشجاعة والإقدام , وقمة في التواضع , والكرم الحضرمي الأصيل . لقد شاهد شباباً محلقين حول قياداتهم , ويكاد الجميع يكونوا متساوون في كل شئ , فلا تمايز بينهم , حتى أن المرء يكاد لا يميز من بينهم , شيوخهم وقادتهم او افراد عاديين , بل واشاد ايضاً بما رآه من قادة حلف قبائل حضرموت أثناء تقديم الوليمة للجميع , وكيف انهم اشرفوا بانفسهم على توصيل الغذاء للجميع , بل وامتنعوا عن الاكل حتى اكل الجميع , وان ما اكلوه لا يختلف في شئ عما اكله الجميع . وهذا كما وضحه الشيخ بن مشدود على العكس مما قد لمسه من تمايز وتفرقة مقيته في الشمال , بين الشماليين انفسهم , بين مشايخهم وعلماؤهم وحكامهم من جهة وبين عامة الناس من جهة أخرى . بل والتمايز حتى بين فئاتهم او طبقاتهم مع بعضها بعضا . كما أشاد بمواقف حلف قبائل حضرموت البطولية , وإصرارهم على انتزاع حقهم المشروع وعدم رضوخهم للإغراءات أو الانجرار للفتن والتفرقة التي تفتعلها حكومة الأحتلال وعملاؤها . كما تطرق ايضا فضيلة الشيخ ( محمد بن مشدود ) إلى حادث محاولة اغتيال القاضي الحامد بسيئون وإلقاء القبض على المتهم فيها وهو المدعو ( بانصيب ) مؤكداً أن الحراك الجنوبي ليس له أي علاقة بما يشاع ويذاع في مختلف وسائل اعلام الاحتلال الجنوبي , بأن الحراك الجنوبي هو من يقف خلف الاغتيالات التي طالت العديد من الكوادر الجنوبية , مؤكداً أن هذه الأكاذيب مجرد تهم كيدية أطلقها المحتل اليمني عبر وسائل اعلامه جزافاً لأجل النيل من ثورة شعب الجنوب وتشويه سمعته . وفيها اكد الشيخ ( بن مشدود ) بقوله : كيف يعقل أن يكون الحراك الجنوبي هو من يقف وراء هذه الاغتيالات , وفي الوقت نفسه الحراك الجنوبي هو الضحية الاكبر من هذه الاغتيالات , حيث قال متهكماً من هذه التقولات : إذا كان المتكلم مجنوناً فعلى المستمع أن يكون عاقل . وفي نفس السياق ايضاً طالب الشيخ بن مشدود من الجميع النظر والتساؤل عمن المستفيد من هذه الاغتيالات , وحينها سيعرف من هو القاتل الحقيقي حتى وأن لم يكشف أو يلقي عليه القبض , مؤكداً براءة الحراك الجنوبي لانه ببساطة ليس هو المستفيد . وفي خطبته ايضاً بيّن الشيخ بن مشدود أن مشروع الأقاليم الذي تروج له صنعاء وتحاول إظهاره بالمظهر الجميل , انما هو وسيلة اخرى للإبقاء على الاحتلال والإبقاء على مصالحه في الجنوب , مستغرباً في الوقت نفسه جنوح بعض الجنوبيين إلى هذه المقترحات المقدمة معللين بالقول أن ( أي شئ خير من لا شئ ) , حيث أكد بأن هذا الشئ لا خير فيه على الإطلاق , وانما هو محاولة اخرى للألتفاف على الجنوبيين ومطالبهم , ولإبقاء الجنوب تحت الاحتلال ووصاية صنعاء لسنين طويلة اخرى قادمة . كما علل الشيخ بن مشدود مشكلة ضعف شعب الجنوب , والتي جعلته للأن عاجزاً عن الوصول إلى استقلاله , تكمن كما بينها , في أن شعب الجنوب لا يتكل في نصرته على الله سبحانه وتعالى , وانما يتكل على بشر , وكذلك وضع الزعامات بموضع الصنمية . فهنا يكمن الخلل وهنا يكمن الضعف حسب وصفه . كما عاتب الشيخ بن مشدود بعض المتخاذلين والمتذبذبين , واولئك الذين كانوا يدّعون انهم مع قضية شعب الجنوب ليتراجعوا عنها للأرتماء في احضان صنعاء , مؤكداً بأن هؤلاء لن يضروا شعب الجنوب بشئ , وأن قضية شعب الجنوب ستظل باقية حتى ولو تخلى عنها كل كبار السن وشباب اليوم , لأن الله سيبعث جيلاً جديداً واقوام آخرين , خيراً من كل متخاذل أو خانع , وقد ضرب مثلاً فيما حصل لبني اسرائيل وكيف انهم بعصيانهم المستمر لاوامر الله وتعليمات انبيائه , عاقبهم الله بالتيه اربعون عاماً إلى أن انقرض ذلك الجيل الخانع الذليل واستبدل بجيل اخر جديد . كما استنكر فضيلة الشيخ بن مشدود ادعاءات بعض كبار رجال الدين في صنعاء , بانهم هم وحدهم المتمسكون بالدين وثوابته , وانهم اهل الصلاح والإصلاح , في حين أن حقائقهم تكشف كذبهم وتزييفهم وافتراءاتهم , فهؤلاء هم من نهب ثروات الجنوب وخيراته , وهؤلاء هم من افتاء بقتل الجنوبيين وأحلوا دمهم , وهؤلاء هم من يدعون الوحدة في حين انهم أول من اشهر السيف عليها . وفي السياق نفسه اكد بن مشدود موقف الهيئة الشرعية الجنوبية المتبني العمل النضالي السلمي , مؤكداً بان الهيئة الشرعية لم تدعو إلى العنف او الأقتتال سواء بين الجنوب او الشمال او بين الجنوبيين مع بعضهم البعض . كما لم تفتي بقتل أي امرءاً مسلم سواء كان في الشمال أو في الجنوب . وأن مايروج له نظام صنعاء واعلامه كذب ودجل , ومثل هذا الترويج ليس من الايمان أو الاسلام بشئ , لان المؤمن ليس بكاذب . وفي ختام خطبته هذه , دعا الشيخ محمد بن مشدود الجميع إلى رص الصفوف وتوحيد الهدف والكلمة , وعدم استثناء احد من العمل النضالي لصالح القضية الجنوبية بمن فيهم السلاطين أو الوجهاء أو رجال القبائل أو التجار ، فمن دون الجميع لن يكتمل بنيان القضية الجنوبية . بما فيهم ايضاً الجنوبيين الذين عملوا مع نظام صنعاء ويرغبون بالعودة لشعبهم , فالباب لا زال مفتوح , وخيراً لهؤلاء أن ياتوا إلى احضان اخوانهم الجنوبيين , بدلاً من أن يعودوا من صنعاء محمولين على الاكتاف ليلف حولهم بعد ذلك علم الجنوب . * من أنور السكوتي تصوير عبدالجبار باجبير &عدنان العماري عدن فري