البرازيل وهولندا أعادتا مدربين سابقين مجدداً لتدريب منتخباتهما مواضيع ذات صلة جاء تعيين المدرب لويس فيليبي سكولاري كمدرب للمنتخب البرازيلي بعدما سبق له أن دربه في تصفيات و نهائيات مونديال 2002 ، كما جاء اختيار من قبله لويس فان غال على رأس العارضة التقنية للمنتخب الهولندي و هو الذي أيضاً سبق له أن أشرف على الطواحين في تصفيات ذات المونديال ، ليثير تساؤلاً في الاوساط الإعلامية حول جدوى و دوافع لجوء منتخب من المنتخبات التي تصنف في خانة المنتخبات العالمية إلى مدرب سبق له أن دربه . ديدا ميلود - إيلاف : رغم أن المتعارف عليه هو أن مثل هذه المنتخبات تفضل دومًا سياسة التقدم نحو الأمام و الاستعانة بخدمات فنيين لم يسبق لهم أن دربوا المنتخبات و اختيارهم جاء عقب نجاحهم مع منتخبات سنية أو أندية ، و إتحادات هذه المنتخبات تستبعد الاستعانة بمدربين سبق لهم تدريب المنتخب الأول . و تضاربت الآراء و وجهات النظر حول هذا القرار ، ففي الوقت الذي يرى معارضوه بأن المنتخبات الكبيرة على غرار البرازيل و الأرجنتين و ألمانيا و إيطاليا و فرنسا و هولندا و إسبانيا يفترض إلا تجد صعوبة في إيجاد مدير فني لمنتخباتها لانها تعجّ بالكفاءات الفنية ذات المؤهلات و القدرات العالية و أسماء عديدة تتوفر فيها المعايير التقنية التي تسمح لها بتولي مثل هذا المنصب ، و يؤكدون بأن وفرة الفنيين تجعل هذه المنتخبات في غنى عن التنقيب في الدفاتر القديمة ، و يرون بأن كل مدرب يحظى بفرصته كاملة و عمره مع المنتخب مرتبط بالنتائج و الأداء و عندما تنتهي أيامه مع المنتخب الأول ما عليه سوى ترك المشعل لغيره لأن تدريب المنتخب يختلف تمامًا عن تدريب الأندية خاصة من ناحية الهيبة المعنوية التي تتمتع بها هذه المنتخبات ، و يستدلون في ذلك على منتخبات مثل ألمانيا او إسبانيا او حتى فرنسا التي لم يسبق لها أن استعانت بمدرب سبق له أن شغل نفس المنصب و كانت دومًا تجد البديل المناسب الذي يقود المنتخب إلى نتائج افضل ، و يستشهدون أيضاً بأن جل التجارب الممثلة باءت بالفشل فالمنتخب الإيطالي فشل فشلاً ذريعاً في نهائيات كأس العالم الأخيرة بجنوب أفريقيا تحت أمرة المدرب مارشيلو ليبي الذي قاده الى التتويج باللقب عام 2006 قبل أن ينفصل عنه و يترك المهمة لروبرتو دونادوني و الأرجنتين كانت على وشك الاقصاء من مونديال 2010 تحت قيادة الفيو بازيلي الذي قادها إلى إحراز آخر ألقابها كوبا أميركا 1991 و 1993 ، و حتى تجارب منتخب السامبا كانت للنسيان عندما تولى الإشراف عليه فنيون سابقون بما فيهم الراحل تيلي سانتانا الذي أبدع مع منتخب 1982 لكنه لم يقدم نفس الأداء في المونديال الموالي بعدما تركه ليعود اليه ، كما فشل كارلوس البيرتو باريرا في مونديال 2006 و خرج من البطولة من دورها الثاني و هو الذي كان مرشحاً لنيلها بسهولة رغم انه هو من قاده لنيل المونديال عام 1994 . و برأي معارضي هذه السياسة، فإن التداول على منصب المدير الفني للمنتخب الأول ضروري من أجل تجديد الفكر التكتيكي وفق ما يحدث في إنحاء العالم من تغييرات. و يؤكدون بأن هناك أسماء لا يختلف عليها أثنان في قدرتها على قيادة أي منتخب إلى بر الامان و رغم ذلك لم يفكر فيها على غرار الألماني فرانز بكنباور الذي وصف خبر ترشيحه للعودة إلى تدريب منتخب بلاده في أعقاب الهزة التي عرفها بعد نهائيات أمم أوروبا 2000 ، بالخبر السخيف ، شأنه في ذلك شأن كارلوس بيلاردو في الأرجنتين أو ميشال هيدالغو في فرنسا و أسماء أخرى . اما المؤيدون لقرار الإتحاد البرازيلي و غيره من الإتحادات الوطنية التي سارت على منواله فلهم وجهة نظر أخرى ، و على عكس القيصر الألماني فإنهم يصفون القرار البرازيلي بالحكيم أو في أسوأ الاحوال الاختيار الاقل سوءًا لتفادي الاسوأ لأسباب عديدة فنية و غير فنية ، فسكولاري كمدرب لا يزال قادراً على العطاء و في العام 2002 لم يقل و انما رحل طواعية و كان بامكانه الاستمرار في منصبه لو أراد و بالتالي فإن توليه تدريب السيليساو مجدداً هو في حقيقة الامر تتمة لتلك العهدة ، كما أن المدرب السابق يفيد المنتخب بتجربته و يتطلع إلى تحقيق نتائج افضل من تجربته الأولى من خلال تصحيح الأخطاء التي يكون قد وقع فيها على جميع الاصعدة ، و اهم من ذلك فان قرار الإتحاد البرازيلي جنب المنتخب الاستعانة بمدرب أجنبي وتفادي سيناريو المنتخب الإنكليزي مع السويدي زفين غوران أريكسون و بعده الإيطالي فابيو كابيلو ، و هو ما يعتبره عشاق السامبا إهانة لهم لا يمكن تجرعها حتى بنيل كأس العالم ، فالإنكليز كان بامكانهم الاستنجاد بتيري فينابلز او غراهام تايلور و تفادي سخرية و إهانة الصحافة الأوروبية و الدولية خاصة أن خيار المدرب الأجنبي لم يعالج العقم الإنكليزي لا في كأس العالم و لا في كأس أوروبا. و برأي هؤلاء، فإن أي بلد مهما علا كعبه في عالم كرة القدم يمر حتمًا بمرحلة فراغ تشح فيها الكفاءات الفنية القادرة على تحمل المسؤولية خصوصاً في الوقت الحالي، حيث الضغوط الإعلامية و الجماهيرية لا تسمح بالاخطاء و بالتالي فإن إسناد مسؤولية ثقيلة مثل تدريب منتخب وطني كبير - لبلد مثل البرازيل او الأرجنتين أو ألمانيا- لمدرب جديد هو مجازفة محفوفة بالمخاطر ، و يستشهدون على ذلك بالمخاوف التي انتابت الألمان عندما تعاقد الإتحاد مع رودي فولار ثم يورغن كلينسمان ثم جواكيم لوف بسبب افتقادهم لعنصر التجربة مما جعل المانشافت يبدو كمنتخب متواضع حتى عندما احتضن بطولة كأس العالم ، كما أن الرواتب الخيالية المغرية التي تدفعها الأندية تجعل المدربين الكبار يفضلونها على المنتخبات مما يقلص من الاختيارات أمام الإتحادات الوطنية و يفرض عليها العودة إلى الارشيف للعثور على ما تفتقده السوق، و أكثر من ذلك فإنهم يؤكدون بأن المعايير كفيلة للفصل بين الأسماء المرشحة بغض النظر عن تاريخها و أن الواقع يختلف من بلد الى آخر و من منتخب الى آخر ، فإستعجال النتائج الإيجابية عند منتخبات أميركا اللاتينية يجعل من الصعب على مدرب جديد يافع مقاومة الضغط الذي يأتيه من كل صوب دون ان يجد من يدعمه و حتى الاتحاد قد يرفع عنه مظلته و هو ما حدث مع مانو منيزيس نفسه و مع باتيستا في الأرجنتين في حين أن الأمر يختلف في ألمانيا اين يلقى المدرب دعماً كبيراً من قبل كل الجهات المؤثرة مما يشجع التقنيين اليافعين على التطلع لهذا المنصب بدليل أن المانشافت و منذ العام 1950 لم يشرف عليه سوى تسعة مدربين في حين أن بقية المنتخبات العالمية تولى تدبير شؤونها الفنية في نفس الفترة ما لا يقل عن العشرين مدرباً .