تظل كذبة الأول من أبريل محل جدل وتباين في الآراء، إذ يعتبرها شق من الناس طريقة نادرة للمداعبة والمزاح، ويتفننون في صناعة المقالب والمواقف المضحكة، في حين يراها الشق الآخر سبباً في وقوع مشاكل عدة، لتُلحق أضراراً أسرية واجتماعية واقتصادية أيضاً. وحذر مدير معهد دبي القضائي القاضي الدكتور جمال السميطي من إطلاق أكاذيب وإشاعات غير صحيحة في الأول من أبريل، مشيراً إلى أنها تعرض الأفراد للمساءلة القانونية في حال تقديم بلاغ كاذب للشرطة، أو الاتصال بالطوارئ والدفاع المدني. وأوضح أن إطلاق الشائعات يقع تحت طائلة القانون الجزائي، ويصنف جنحة تستوجب فرض الغرامة المالية والحبس مدة تراوح بين ثلاثة أشهر وثلاثة أعوام. وأبان السميطي أن القانون أجاز للمتضرر من التداعيات السلبية نفسياً ومادياً، رفع دعوى مدنية والمطالبة بالتعويض المادي والمعنوي. ويتحول الأول من أبريل في كل عام إلى احتفالية خاصة بالكذب في معظم دول العالم، يتداولها الصغار والكبار بهدف بث روح الدعابة، لكنها تُسفر أحياناً عن ضحايا بفعل قوة «الكذبة»، إذ تنشب مشاجرة بين الأزواج لمعلومة وصلت إلى الزوجة، عن خيانة زوجها، أو يتردد مسؤول مالي في مؤسسة توقيع عقود بسبب معلومة غير دقيقة تتسبب في خسارة مالية. وتصبح بعض الشائعات أخباراً تتناقلها وسائل التواصل الاجتماعي، لبحث الإعلام دوماً عن السبق الصحافي. ويستنكر الوكيل المساعد لشؤون الثقافة والفنون في وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع بلال بدور إطلاق «كذبة» أبريل، معتبراً إياها تقليعة سمجة لتحولها من نكتة إلى خبر أو حدث منتشر، ينتقل من شخص إلى آخر، خصوصاً عبر التواصل الاجتماعي. واستشهد بمثال على قوة «كذبة أبريل» وتأثيرها السلبي، حين تلقى أحد معارفه في القاهرة اتصالاً هاتفياً يفيد بانفجار أنبوبة غاز عند صديق له، فسارع بدوره إلى إخبار صديق آخر، وبدأ الرجلان في رحلة البحث دامت ساعات في المستشفيات وأقسام الشرطة، قصد العثور على الصديق المتضرر من الانفجار، إلى أن تلقيا اتصالاً يؤكد أنها «كذبة أبريل». وتطرق البدور إلى الشائعة التي انتشرت كالنار في الهشيم في السعودية والخليج عام 2009، حول وجود الزئبق الأحمر في نوع لماكينة خياطة، وتهافت الناس على شرائها، فارتفعت أسعارها بشكل جنوني، وصل إلى 100 ألف ريال، ليتضح أنها «كذبة أبريل». وشدد على ضرورة اتخاذ الحذر والحيطة، بدءاً من 31 مارس، إذ يبدأ الناس بإطلاق كذبهم «نكاتهم» والتي يسردها أشخاص يتقنون فن الكذب بأداء عالٍ، مشيراً إلى أهمية أن يتأكد الإعلام من المعلومات الواردة إليه من أوساط اجتماعية قبل بث الخبر ونشره. وانتشرت كذبة «أول أبريل» بين أغلبية الشعوب في ال 19، ولكن لا بد من التفريق بين الدعابة والطرافة والكذبة التي تدفع الزوجة إلى الشك في زوجها، والأم إلى فقدان وعيها، والصديق نحو خسارة صديقه. ويرفض المتخصص في علوم النفس في وزارة الصحة الدكتور جاسم عثمان تصنيف الكذب بالأبيض أو الأسود، مفيداً بأن ذكر أي معلومة غير حقيقية يعتبر كذباً حرمته جميع الأديان، ومهما صغرت أو كبرت الكذبة إنها باب للخراب. واعتبر الكذوب بشكل دائم، مريضاً نفسياً، يحتاج إلى علاج نفسي وتعديل للسلوك. وأوضح عثمان أن الكذابين يتسمون بكونهم شخصيات هدامة يجب محاربتها وتشديد العقوبات عليها، لحماية الأطفال والأفراد في المؤسسات من تداعيات الكذب، وتأثيره السلبي المباشر، مؤكداً أن العلاقات الاجتماعية لا يمكن أن تستند دائماً إلى الحيطة والحذر. وزاد أن كذبة أبريل تشكل احتفاليات لدى الشعوب كافة باختلاف الثقافات والمعتقدات، نافياً وجود مناسبة واحدة في المجتمع الإسلامي تدعو إلى إطلاق الكذب. وأكد عثمان أن الاتصال بزوجة من أحد الجيران أو الصديقات لإخبارها بأن زوجها يصطحب امرأة جذابة في مكان عام، أو أنه أعلن زواجه من امرأة أخرى، يؤدي إلى انهيار الزوجة وازدياد الشكوك حول زوجها، حتى لو علمت لاحقاً بأنها «كذبة أبريل». وعدّد عثمان أشهر الأكاذيب المتداولة في الاتصال بزميل وإخباره بأنه فصل من العمل، أو اندلاع حريق، وإلقاء القبض على قريب من قبل الشرطة، إلى جانب أكاذيب تتعلق بالطلاق والزواج والوفاة. ووصف مطلقي الأكاذيب بأنهم شخصيات تحتاج إلى إرشاد وتعديل سلوك، باعتبارها مزعجة وبعيدة عن اللطف والفكاهة، وهي شخصية مؤذية. ومن جهته، ذكر، مدير شركة، خالد الشيخ ياسين أنه يحرص على التأكد من أي معلومة ترده من السوق، خصوصاً في أبريل، إذ من المعروف أن سوق الأسهم الأكثر مكاناً لتداول الإشاعات يومياً، ولكن بعضهم يتفنن في حبك الإشارات ونشرها في الأول من أبريل. The post كذبة أبريل .. مخاطر تهدد الأسر ومساءلة قانونية للمضلل appeared first on صحيفة الرؤية. الرؤية الاقتصادية