بيروت - "الخليج": تابع الجيش اللبناني تنفيذ الخطة الأمنية في طرابلس أمس، لليوم الثاني على التوالي، فدخل بمؤازرة من قوى الأمن الداخلي في الخامسة فجراً إلى شارع سوريا الذي يفصل بين باب التبانة وجبل محسن، وانتشرت وحداته على أوتوستراد طرابلس الدولي من جهة باب التبانة وأقامت حواجز ونقاط تفتيش بحثا عن مطلوبين، وأزالت الدشم والمتاريس وأكملت انتشارها في أحياء باب التبانة كافة، حيث دخلت إلى عمق المنطقة، وأزالت الدشم والمتاريس التي أقيمت خلال 20 جولة من الاشتباكات وسط تحليق للمروحيات فوق المنطقة وقطع للاتصالات على غرار ما حصل عند انطلاق الخطة الأمنية في القبة وجبل محسن، فيما قامت بعض وحدات الجيش بمداهمات للقبض على المطلوبين، وأوقفت 20 شخصاً في التبانة، في وقت انطلقت مسيرة من باب التبانة بمؤازرة الجيش، باتجاه جبل محسن، وصدر عن قيادة الجيش بيان جاء فيه إنه "إلحاقاً لبياناتها السابقة، استكمل الجيش، انتشاره في مدينة طرابلس الذي شمل أحياء: البازار، باب التبانة، سوق الخضار وشارع سوريا، وتقوم وحدات الجيش بدهم منازل المطلوبين للعدالة، وتعمل على إزالة الدشم والمتاريس التي أقيمت في الأحياء المذكورة" . وسبق أن أعلنت قيادة الجيش أن قواته واصلت إجراءاتها الأمنية في طرابلس وبعض مناطق الشمال، وبلغ عدد الموقوفين 75 موقوفاً، بينهم 27 من التابعية السورية والفلسطينية، كما تمّ ضبط 91 دراجة نارية و6 سيارات مخالفة، وكميات من الأسلحة والذخائر الحربية والعتاد العسكري . وأقامت وحدات الجيش حواجز أمنية ثابتة في عكار، لاسيما في منطقة العبدة المدخل الجنوبي لمحافظة عكار، وعلى مختلف مفارق الطرق للبلدات الرئيسية وتقاطعاتها في إطار الخطة الأمنية التي تنفذ في طرابلس ومناطق الشمال عموما، كما سير الجيش دوريات في مختلف القرى والبلدات العكارية، لاسيما الحدودية منها، مشدداً المراقبة على كل المعابر غير الشرعية التي كان الجيش أقفلها على طول الحدود الشمالية من العريضة وحتى نقطة النبي بري على امتداد الضفة اللبنانية لمجرى النهر الكبير، مرورا بمنطقتي وادي خالد وجبل أكروم . وتسلّم الجيش اللبناني، أمس، من الولاياتالمتحدة كمية من الأسلحة، عبارة عن 176 عربة "هامفي"، و300 رشّاش من نوع "أم 60" . وقال بيان للسفارة الأمريكية في بيروت، إن الولاياتالمتحدة قامت حتى الآن بتسليم 1287 مركبة "هامفي" للجيش اللبناني، ومن المقرر أن يتم تسليم 40 مركبة إضافية في وقت لاحق من الشهر . وأكّد رئيس الوزراء تمام سلام أن الخطة الأمنية "ليست موجهة مع فئة ضد فئة، بل موجهة لوضع الأمن والأمان لإراحة الناس"، مشدداً على أن "كل مخلٍ بهذا الأمن هو موضع مساءلة ومحاسبة وملاحقة"، وهنأ رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي "طرابلس وأهلها بالبدء بتنفيذ الخطة الأمنية"، وقال "أؤيد كل ما قام ويقوم به الجيش والمؤسسات الأمنية لإعادة الهدوء إلى هذه المدينة الصابرة التي ولكن مع الأسف، بأياد محلية"، وأكد أن "هذه الخطة التي نتبناها جملة وتفصيلا، هي السقف الذي كان منتظراً، وإنني أدعو أهلي في طرابلس إلى الاستمرار في التجاوب الكامل مع الجيش والقوى الأمنية وتسهيل مهمتهم في إعادة الاستقرار" . إلى ذلك، شدد الرئيس اللبناني ميشال سليمان على أننا "نريد رئيساً قوياً وليس ضعيفاً، رئيساً لبنانياً عربياً، وأيضاً منتمياً إلى خط سياسي لبناني مكتمل الولاء"، مؤكداً أن "الرئيس الجديد يجب أن يكون رئيساً كبيراً بحجم لبنان المقيم ولبنان الاغتراب، لا يمكن المباشرة ببناء الدولة من دون القيام بمقاربة الاستراتيجية الدفاعية لحماية لبنان بما فيه المقاومة" . وخلال حفل إطلاق مشروع قانون اللامركزية الإدارية، أشار سليمان إلى أنه "بالأمس عقدنا جلسة للحوار وسنعقد جلسة أو لا نعقد، والأفضل عقد جلسة، والمهم أن يستلم هذا البيرق العهد الجديد والمهم متابعة مناقشة الاستراتيجية الدفاعية مع الرئيس الجديد، وأنا أصر على الرئيس الجديد، وعلى الرئيس وهيئة الحوار متابعة الحوار والمحكمة الخاصة لكي تصدر أحكامها، ونزع السلاح الفلسطيني من خارج المخيمات، وأيضاً تطبق إعلان بعبدا"، وأعلن أن "أهم قانونين بعد الدستور اللبناني هما قانون الانتخاب وقانون الموازنة، لكن اللامركزية الإدارية ترتدي الأهمية نفسها" . ولفت إلى أن "الأجهزة الأمنية طبقت خطة أمنية في طرابلس ونجحت، واستطاعت سابقاً أن تعطل قوى الإرهاب، لذلك إن إنشاء جهاز شرطة على مستوى القضاء فائق الأهمية لضبط الأمن" . وشدد السفير الأمريكي ديفيد هيل على أن "استهداف قوات الأمن اللبنانية هو أمر غير مقبول، وهذه الجرائم تشكل اعتداء ليس على مؤسسات الدولة اللبنانية فقط، بل على جميع اللبنانيين"، معلناً "إننا نشجع أفراد الجيش وقوات الأمن في لبنان، فيما يقومون بمهامهم الصعبة والخطرة الآن في أنحاء لبنان، بما في ذلك مناطق مثل طرابلس وعرسال" . إلى ذلك عقد مجلس الوزراء جلسته الثالثة منذ تشكيل الحكومة لاستكمال التعيينات، لاسيما تثبيت اللواء إبراهيم بصبوص في المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي، والقاضي سمير حمود في النيابة العامة التمييزية . وعلى خط الاستحقاق الرئاسي كشفت مصادر متابعة أن رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع سيعلن خلال أيام وقبل نهاية الأسبوع الجاري ترشيحه لرئاسة الجمهورية في إطار ما انتهت إليه المشاورات ضمن أطر الحزب، أما الخطوة التالية فستكون بإعلان برنامجه من خلال مؤتمر سياسي . الخليج الامارتية