ناقشت ندوة تطور العلوم الفقهية (الفقه الإسلامي؛ المشترك الإنساني والمصالح) التي تقام بتوجيهات سلطان عمان، منظومة القيم القرآنية في الفقه وأصوله بالنظر إليها في إطار الوحي الإلهي. مسقط (فارس) وأكدت الندوة أن القرآن الكريم هو دستور الحياة الإسلامية، ومنه تشكلت القيم العظيمة؛ فقد بين القرآن التنوع والاختلاف بأنه سبيل للتعارف، ولذا رعى هذه القيمة من أجل عمران حقيقي لكل في مجاله وقدراته وموقعه وإن وصف النبي (ص) بالرحمة في القرآن الكريم يجعل التعارف يتعدى الاحترام إلى التراحم. وتطرقت الندوة التي تستمر اعمالها الى نهاية اليوم من خلال بحوثها إلى قيمة الخير، وركزت على أن العدل والرحمة يعتبران أساسا للنظام السياسي في الإسلام وأن لهما آثارا فقهية فردية واجتماعية. وبينت الندوة مفهوم المصالح الإنسانية في علمي الفقه والكلام والقبح والحسن اللذان اهتم بهما علماء الكلام أساس لما يعرف عند الفقهاء بالمصلحة وهما يرجعان إلى تقدير العقل الذي تضبط به كثير من المصالح. كما أكدت ندوة أن الفكر الإسلامي بإمكانه أن يضاهي أيّة دعوة لحقوق الإنسان وأن يتفوق عليها بفضل الواقعية والموضوعية والنزعة الإنسانية سواء تعلّق ذلك بالعبادات أو المعاملات شرط التمكين للعاملين في الحقل الإسلامي من صياغة الخطاب الحكيم القائم على المقدمات السليمة للوصول إلى النتائج السليمة. كما أكدت ان الكرامة التي يقول بها الإسلام كرامة ذاتية للإنسان كما ان حق الإرادة وحق التعقل هما الأساسان اللذان تتكون بهما شخصية الإنسان. وشددت على ان مهمة تحقيق "العدل" موكولة للقضاء ونبهت الى أن غيابه نذير شؤم في الواقع. وأشارت الى ان الإعلان الإسلامي يحقق التوازن بين حقوق الفرد وحقوق الجماعة كونه يتميز بالمرجعية الإلهية وأن الإنسان والأمة والدولة مسؤولون امام الله عن أداء هذه الحقوق وحمايتها والدفاع عنها. وأوضحت ان حرية التدين من أهم حقوق الإنسان بعد حق الحياة كونه اعترافا بكيان المرء وشخصيته وتفكيره وأن الإسلام حرم الكثير من أبواب الرق التي كانت موجودة قبل الإسلام وضيق على الباقي منها. أما آية الله أحمد مبلغي رئيس مركز دراسات العلوم الاسلامية في البرلمان الايراني و رئيس جامعة المذاهب الاسلامية في بحثه الموسوم (رؤية فقهية لحقوق الإنسان) فحاول من خلاله إثبات أن الكرامة التي يقول بها الإسلام كرامة ذاتية للإنسان، ومناقشة القول القائل بكونها منحصرة بالمؤمنين. كما أشارت إلى أن الآية الشريفة "إن أكرمكم عند الله أتقاكم" ناظرة إلى الكرامة الكمالية التقربية، ومثل هذه الكرامة ليست معياراً لتنظيم الكرامة الحقوقية الاجتماعية، بينما الآية: "ولقد كرمنا بني آدم (...)" ناظرة إلى الكرامة التكوينية التي هي الأساس والمعيار في اعتبار وتنظيم الكرامة الاجتماعية الحقوقية. وحول نظرة الفقه إلى الحياة الخاصة قد ذكرت الورقة مجموعة من الأحكام وردت في الفقه تبنّت هذا الاحترام، مشيرة إلى أن الحياة الخاصة لو لم تحترم فينعكس ذلك على المجتمع انعكاساً سلبياً ويسبب فساده حسب ما يستفاد من الروايات. وحول الحقوق المرتبطة بالفكر و الاعتقاد، رأت الورقة أن الإسلام طرح حريات أربع كي تستقر في المجتمع، وهي: الحرية في الرأي والحرية في إبداء الرأي، الحريّة في الاستماع إلى الرأي والحرية في متابعة الرأي. أراكي: العدل والرحمة والاثار الفقهية وكانت للامين العام لمجمع التقريب بين المذاهب الاسلامية اية الله محسن الاراكي كلمة بالمناسبة، تحت عنوان "العدل والرحمة والاثار الفقهية"، تحدث فيها سماحته عن صفات الذات الالهية ك "العدل" و"الرحمانية" و"الرحيمية"، وتطرق الى اثارها التكوينية والتشريعية وفقا لمفاهيم الفقه الاسلامي، مستدلا في بحثه التخصصي هذا بالعديد من الايات القرانية. وقال ان العدل والرحمة هما الاساس في سنة التكوين الالهية وهما الاساس في النظام السياسي الاسلامي وسائر النظم الاسلامية التي شرعها الله سبحانه لادارة المجتمع البشري وتربيته وهدايته الى الكمال المطلوب. وأضاف: فبالعدل قامت السماوات والارض، وبرسالة العدل جاءت قوافل الانبياء والمرسلين، مؤكدا ان الرحمة هي الصفة التي تجلى بها الرب سبحانه وخلق بها الخلق وافاض بقدرته على الاشياء نور الوجود وهكذا وسعت رحمة الله كل شيء كما وصفته ملائكة عرشه في القران الكريم [وقالو ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما]. /2336/ وكالة انباء فارس