أعلنت المفوضية العليا للانتخابات العراقية اليوم استبعاد المرشح للانتخابات البرلمانية المقبلة النائب السابق مشعان الجبوري لاطلاقه تصريحات وصفت بالعنصريه وقوله إن برنامجه الانتخابي يتضمن العمل على تحرير العراق من الاحتلال الكردي. لندن: قالت المفوضية العليا للانتخابات العراقية إنها استبعدت النائب السابق مشعان الجبوري من الترشيح للانتخابات النيابية المقبلة التي ستجري في 30 من الشهر الحالي بسبب "اساءته للقومية الكردية" ومخالفته لنظام لدعاية الانتخابية. وأشار عضو مجلس المفوضين والناطق الرسمي باسم المفوضية صفاء ابراهيم الموسوي إلى أنّ مجلس المفوضين استبعد المرشح الجبوري رئيس جبهة "الانصاف"بسبب اساءته إلى القومية الكردية وهو امر مخالف لنظام الدعاية الانتخابية. وأوضح أن قرارالاستبعاد استند إلى شكاوى موثقة باقراص مدمجة تم تفريغها قدمت ضد الجبوري من قبل نواب أكراد. وقال الموسوي في تصريح صحافي وزع على الصحافة ان "مجلس المفوضين قرر استبعاد المرشح عن ائتلاف العربية مشعان الجبوري من انتخاب مجلس النواب العراقي 2014 ". وقال ان "سبب الاستبعاد جاء لتصريحات مثيرة للنعرات القومية ادلى بها الجبوري في وسائل اعلام خلال مرحلة الحملات الانتخابية للكيانات السياسية والمرشحين المشاركين في انتخاب مجلس النواب العراقي المقرر في 30 نيسان 2014". ودعا الموسوي جميع الكيانات والائتلافات والمرشحين المشاركين في انتخاب مجلس النواب العراقي 2014 إلى الالتزام بضوابط وتعليمات المفوضية الخاصة بالحملات الانتخابية. وكان النائب السابق والمرشح للانتخابات التشريعية المقبلة مشعان الجبوري قال في حديث متلفز قبل ايام أن برنامجه الانتخابي "يتضمن انهاء الاحتلال الكردي أو اقامة اقليم عربي يواجه اقليم كردستان". واضاف "مشروعنا قائم على تحرير العراق من الاحتلال الكردي وهذه مهمتي الرئيسة وأولى أولوياتي تخليص العراق من بقايا الاحتلال الأميركي ألا وهم الكرد". وأشار إلى أنّه سيقوم بهذه المهمة عن "طريق إنشاء أقليم للعرب مقابل للكرد في العراق أو انفصال الكرد عن العراق". تصريحات الجبوري أثارت استياء الأكراد وقد أثارت تصريحات الجبوري (55 عاما) الذي كان محكوما بالسجن بسبب فساد مالي ومطلوب من الشرطة الدولية "الانتربول) قبل ان يحصل على البراء مؤخرا بضغوط من رئيس الوزراء نوري المالكي استياء واسعا لدى الأكراد وقوى سياسية أخرى حيث طالب النائب عن التحالف الكردستاني حميد بافي اليوم حكومة اقليم كردستان بإعادة النظر في علاقة الاقليم مع الحكومة المركزية على خلفية وجود شخصيات في الدولة من "ازلام النظام السابق" تريد اشعال حرب طائفية بين المكونات العراقية في إشارة إلى تصريحات الجبوري.. وعبر عن استغرابه من مشاركة "متهم بالارهاب" في الانتخابات التشريعية. واثر ذلك طالب عضو اللجنة القانونية النيابية العراقية عن التحالف الكردستاني لطيف مصطفى أمين مفوضية الانتخابات باتخاذ أقصى الإجراءات ضد الجبوري. وقال في بيان صحافي إن "مشعان الجبوري الذي ينطبق عليه قول الشاعر (إذا أنت أكرمتَ الكريم ملكته وإن أنت أكرمتَ اللئيم تمردا) كان يتسكع على أبواب المسؤولين في إقليم كردستان عندما طُرد من بغداد واليوم بدأ حملته الانتخابية بخطاب عنصري وتحريضي ضد الكرد وإقليم كردستان، وذكر بأن برنامجه الإنتخابي يقوم على إنهاء ما سماه بالإحتلال الكردي للعراق ودعا إلى أنّفصال المحافظات الكردية الثلاث عن العراق". وأضاف "أن تصريحات مشعان التي تعد خطاباً عنصرياً تحريضياً ،هي أيضاً دعوة علنية لتفتيت وحدة العراق، في انتهاك للمادتين الاولى والسابعة من الدستور العراقي وقوانين وتعليمات المفوضية العليا المستقلة للانتخابات". ومن جهته وصف محافظ نينوى اثيل النجيفي تصريحات الجبوري وقال في تصريح صحافي بالهزلية معتبرا ان تلهذه التصحريحات إشارة إلى البرنامج الحقيقي للولاية الثالثة لرئيس الوزراء نوري المالكي المتضمن تصفية ما بقي من العرب السنة في أتون حرب أهلية سنية عربية - كردية. وأضاف النجيفي ان "هذا هو المشروع الذي توقعته منذ انطلاق المظاهرة الاولى في الثورة السورية قبل ثلاث سنوات وقررت على اثرها زيارة مسعود بارزاني رئيس اقليم كردستان وفتح صفحة جديدة من العلاقات بين محافظة نينوى وإلاقليم. واضاف "أقول هذا لأنني اعرف كيف كان الحديث معي عندما كانوا يعتقدون اننا مشروع حرب ولسنا مفاوضي سياسة نعرف متى نجنب أهلنا مخاطر الحروب". وكانت المحكمة الجنائية المركزية قد اصدرت في تموز (يوليو) عام 2007 حكما غيابيا بالسجن لمدة 15 عاما على الجبوري وابنه يزن بعد احالتهما إلى المحكمة من قبل هيئة النزاهة موضحة أن الحكم صدرعلى خلفية قيامهما "بجريمة الاستيلاء على المبالغ المخصصة لاطعام افواج حماية النفط التابعة لوزارة الدفاع من خلال تأسيس شركة وهمية تحمل اسم (الشركة العربية لتجهيز الاطعمة والخدمات المحدودة) والتي يقوم بأدارتها المتهم الثاني يزن مشعان بأعتباره المدير التنفيذي. وكان الجبوري هرب من العراق حيث توجه إلى سوريا ليؤسس فيها عام 2007 قناة الرأي داخل مبنى مساحته 250 مترا مربعا تعلوه غابة من اللاقطات. ويقول انه استثمر ثلاثة ملايين دولار في المعدات اضافة إلى مليون ونصف مليون دولار يدفعها سنويا لتشغيل القناة. ومشعان ركاض ضامن الجبوري من مواليد عام 1957 في قضاء الشرقاط بمحافظة الموصل الشمالية وقد قتل والده في إحدى المعارك التي شنتها قوات النظام السابق ضد الأكراد.. وقد عاد إلى العراق مؤخرا ليحصل على البراءة من الاحكام التي صدرت ضده وليتقدم للترشح إلى الانتخابات على قائمة "العربية" بزعامة رئيس جبهة الحوار الوطني نائب رئيس الوزراء صالح المطلك. ايلاف