عرض رئيس الوزراء الأوكراني المؤقت ارسيني ياتسينيوك، أمس، المزيد من التنازلات للمحتجين الانفصاليين خلال زيارة إلى شرق البلاد، وفي وقت طالب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، بضمانات قانونية لبقاء أوكرانيا على الحياد، وعارض بشدة انضمامها إلى حلف شمال الأطلسي، رفضت روسيا تسليم فيكتور يانوكوفيتش «الرئيس الشرعي» لأوكرانيا، وأدرجت القرم وسيفاستبول كيانين تأسيسيين في الدستور الروسي. وتفصيلاً، قال ياتسينيوك، بعد لقاء مع المسؤولين المحليين في مدينة دونيتسك إن كييف لن تعين الإدارات المحلية بعد الآن، وأن البرلمان الاوكراني سيسمح بإجراء استفتاءات على المستوى الإقليمي، حسبما ذكرت وكالات أنباء محلية. أوباما يطالب بمعاقبة موسكو أشار الرئيس الأميركي، باراك أوباما، أول من أمس، إلى «حاجة الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي والدول الشريكة الأخرى إلى الاستعداد للرد على تصعيد روسي» في أوكرانيا من خلال «عقوبات جديدة». وفي بيان نشر إثر محادثات هاتفية مع المستشارة الألمانية انغيلا ميركل، قال أوباما إن «الوضع مقلق في شرق أوكرانيا، حيث يواصل انفصاليون موالون للروس، بدعم من موسكو على ما يبدو، شن حملة تخريب واستفزاز منظمة من أجل زعزعة أوكرانيا». وبموجب القوانين الحالية، يتولى الرئيس الأوكراني تعيين الحكام المحليين، وإداراتهم كما لا يسمح بإجراء الاستفتاءات إلا على نطاق قومي فقط. ولم يحدد ياتسينيوك ما إذا كان سيسمح بإجراء استفتاءات إقليمية من دون موافقة الحكومة. دانت كييف إجراء استفتاء غير قانوني في القرم الشهر الماضي، أسفر عن انضمام شبه الجزيرة الواقعة بالبحر الأسود إلى روسيا. وشهدت دونيتسك احتجاجات عارمة ضد القيادة الجديدة الموالية للغرب في كييف، ويواصل المئات من المتظاهرين الموالين لروسيا احتلال مبنى الادارة المحلية. وأعلن المحتجون قيام «جمهورية دونيتسك الشعبية» المستقلة داخل المبنى المحاط بمتاريس، وقالوا إنهم سيدافعون عن أنفسهم بالطوب وقنابل المولوتوف ضد أي محاولات لإخراجهم. ونقلت وكالة أنباء ايتار تاس الروسية عن ياتسينيوك القول إنه ضد أي محاولة لإخراج المتظاهرين بالقوة، لكنه أشار إلى ضرورة أن يتوقف المتظاهرون عن استخدام السلاح ومغادرة المبنى. وقال دبلوماسيون، أمس، إن الاتحاد الأوروبي ربما يقرر في اجتماع لوزراء الخارجية، بعد غد، فرض عقوبات على أربعة أشخاص آخرين لإساءة استغلال الاموال الاوكرانية. ودعا وزير الخارجية السويدي، كارل بيلد إلى موقف متشدد إزاء موسكو في أعقاب التحركات الروسية للسيطرة على القرم، والاستعداد لمزيد من التوغل العسكري المحتمل في أوكرانيا. وقال متحدثاً في منتدى أمني في العاصمة الأوكرانية كييف إن ضم روسيا شبه جزيرة القرم مثل انتهاكاً للمبدأ الأكثر رسوخا في النظام العالمي. وأضاف «هذا النوع من أعمال السحق والاستيلاء جربها صدام حسين مرة هذا النوع من أعمال السحق والاستيلاء تمثل تهديداً للاستقرار العالمي». وأضاف «إذا تم قبولها في مكان واحد فمن المرجح أن تحدث في مكان آخر. المكان الآخر قد يكون قازاخستان، لكنه قد يكون أيضاً في شرق آسيا». وقال أمين عام منظمة حلف شمال الاطلسي، اندريس فوغ راسموسين، أثناء زيارة لبلغاريا عضو الحلف، انه يتعين على روسيا سحب قواتها من على الحدود الاوكرانية والدخول في حوار مخلص مع الغرب. وأضاف أن حلف الاطلسي لا يفكر في اتخاذ اجراء عسكري بشأن، لكنه أضاف انه يتخذ اجراءات لحماية شركائه بفاعلية. في المقابل، نقلت وكالات الأنباء الروسية عن لافروف قوله إن موسكو مستعدة لمحادثات رباعية الاسبوع المقبل، تشمل الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي وممثلي أوكرانيا، واقترح أن يتضمن جدول أعمال المحادثات ديون أوكرانيا المستحقة لروسيا عن امدادات الغاز. يأتي ذلك في وقت نقلت فيه وكالة انترفاكس الروسية للأنباء عن المدعي العام الروسي قوله إن موسكو لن تسلم فيكتور يانوكوفيتش لأوكرانيا، ووصفه بأنه «الرئيس الشرعي» للبلاد. وذكر تقرير اإخباري روسي أنه تم إدراج «جمهورية القرم الروسية» ومدينة «سيفاستبول الاتحادية الروسية»، وهى قاعدة لأسطول البحر الأسود الروسي في شبه جزيرة القرم منذ فترة طويلة، في قائمة الكيانات التأسيسية الروسية بدستور البلاد. وقالت وكالة «إيتار تاس» الروسية، إنه تم، أمس، إعلان نسخة مختلفة للقانون الأساسي الروسي على الموقع الالكتروني الرسمي للمعلومات القانونية. وأضافت الوكالة أنه تم إدراج الكيانين التأسيسيين الاتحاديين الجديدين ضمن المادة الخامسة والستين بالفصل الثالث للدستور. الامارات اليوم