غادرت الممثل الأعلى للشؤون السياسية والأمنية بالاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون القاهرة أمس، عقب زيارة لمصر استغرقت يومين، قامت خلالها بلقاء عدد من المسؤولين لمتابعة إجراءات الانتخابات الرئاسية، وعدد من الملفات، فيما بقي الجدل دائراً حول الأهداف الحقيقية للزيارة، ودلائلها والنتائج المترتبة عليها، بينما ذهب آخرون للتأكيد على وجود تغير ملحوظ في وجهة نظر الغرب إزاء التطورات السياسية في مصر. والتقت آشتون خلال زيارتها رئيس الجمهورية المؤقت المستشار عدلي منصور والمرشح الرئاسي وزير الدفاع السابق، المشير عبد الفتاح السيسي، بينما ألغت لقاءها مع المرشح الرئاسي مؤسس التيار الشعبي حمدين صباحي، في وقت التقت عدداً من المسؤولين في مقدمتهم وزير الخارجية نبيل فهمي، والأمين العام لجامعة الدول العربية د. نبيل العربي. مراقبة الانتخابات وتم التوصل إلى اتفاق مبدئي بين آشتون وفهمي على أن يقوم الاتحاد الأوروبي بمراقبة الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في مصر في 26 مايو المقبل. وستكون هذه أول مرة يراقب فيها الاتحاد الأوروبي انتخابات تجري في مصر. وأعربت آشتون عن أسفها لعدم مقابلة صباحي كما كان مخططاً وذلك لعدم تمكنه من توفيق مواعيده لهذا اللقاء. وصرح مصدر مسؤول بسفارة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة بأن اشتون تأمل أن تلتقي صباحي في المستقبل القريب، موضحاً أنه ليس صحيحاً أن الأمن المرافق لآشتون رفض زيارتها لمقر صباحي بالمهندسين. إعادة تقييم وبينما عدَّ مراقبون الزيارة على أنها مُحاولة من الاتحاد الأوربي لإعادة تقييم الوضع في مصر، خاصة في ظل مضي السلطات الانتقالية في تنفيذ خريطة الطريق، واستعدادها لثاني استحقاق عقب 30 يونيو وهو الانتخابات الرئاسية، رأى آخرون أن الزيارة بما حملت من دلائل جاءت تدخلاً فجًا من الاتحاد الأوربي في الشأن المصري. وأعرب الدبلوماسي المصري عبد الرؤوف الريدي عن علامات الاستفهام التي خلفتها زيارة آشتون للقاهرة، مؤكدًا أن الزيارة «في مُجملها إيجابية، وتَصب في صالح مصر، لأنها جاءت تأكيدًا من جانب الاتحاد الأوربي على الدور الإقليمي الهام والمحوري لمصر، بينما ترفض القاهرة أي تدخل في شؤونها الداخلية، كما ترفض أي مُبادرة أو أي حديث حول ما تردد بشأن مطالب آشتون ودول أجنبية بالإفراج عن المعتقلين». قرارات وجاءت الزيارة في أعقاب قرارات غربية ضد جماعة الإخوان، أبرزها القرار البريطاني الخاص بالتحقيق في أنشطة الجماعة على أراضيها، فضلاً عن القرار الكندي القاضي باعتبار الإخوان تنظيمًا إرهابيًا، بالإضافة إلى القرار الأميركي القاضي باعتبار تنظيم بيت المقدس قريب الصلة من الإخوان، تنظيمًا إرهابيًا، فضلاً عن تصريحات وزير الخارجية الأميركي جون كيري، التي أدان فيها جماعة الإخوان، واعتبرها قد سرقت الثورة من الشباب في مصر. تلك التطورات الطارئة في الموقف العالمي، دفعت البعض للتأكيد على أن الغرب قد أدرك أخيرًا حقيقة إرهاب الإخوان، بينما أسرف آخرون في توقعاتهم المتفائلة بشأن طبيعة العلاقة بين الجماعة والغرب، مؤكدين أن اعتبار الإخوان المسلمين تنظيمًا إرهابيًا دوليًا بات أمرًا وشيكًا. رأي جماعي وفي هذا الإطار، لفت رئيس حزب التحالف الشعبي الاشتراكي عبد الغفار شكر، في تصريحات ل«البيان» أن القاهرة تستطيع من خلال المضي قدمًا في تنفيذ خريطة الطريق أن تكسب إليها الرأي العام الدولي، وتؤسس لرأي جماعي عالمي ضد تنظيم الإخوان، مشيرًا إلى أن الغرب أدرك حقيقة أن السلطات المصرية ماضية في تنفيذ كامل خريطة الطريق كما تم رسمها، وبعناية فائقة، وعليه فإن موقفه في طريقه نحو التغير بصورة مباشرة، وأن السلطات المصرية قد أصدرت إشارات أنها ماضية في درب الديمقراطية، وعليه فإن ذلك يدفع الغرب لتغير موقفه من التطورات السياسية التي تشهدها مصر. مصالح رأى المنسق العام للجمعية الوطنية للتغيير رئيس الحزب الاشتراكي المصري أحمد بهاء الدين شعبان، أن طبيعة تعاطي الغرب مع الملفات الدولية تحكمها لغة المصالح، وعليه فإن من مصلحته حاليًا أن يدعم صف السلطات المصرية، وأن يبتعد عن دعم تنظيم الإخوان الإرهابي، وما يحدث الآن من تطورات في موقف الغرب ومن زيارات إلى مصر، تعد تحولاً منطقيًا في وجهة نظرهم لأن من مصلحتهم الاتفاق مع الإرادة الشعبية المصرية. البيان الاماراتية