كتب - محمد حافظ : بالرغم من مرور أكثر من أربعة أشهر على إطلاق خدمة باصات الخليج الغربي إلا أن التجربة حتى الآن لم يكتب لها النجاح بل إنها تنذر بالفشل وتؤكد سوء التخطيط في عدم الحاجة لمثل هذا المشروع وليس هناك دليل على هذا أكثر من هجرة الركاب لهذه الباصات وعزوفهم عن استخدامها حيث إنها تتجول على مدار اليوم خاوية من الركاب وهو ما يؤكد عدم حاجة المواطنين والسائحين لهذه الخدمة غير الضرورية . وخلال 3 ساعات تجولت فيها الراية بهذه الباصات لم ترصد راكبا واحدا صعد لأي من الباصات التي تعمل ضمن هذه الخدمة بالرغم من توقف الباص في كل المحطات المخصصة لها على طول المسارين المحددين لهذه الخدمة في منطقة الدفنة والخليج الغربي أحد سائقي باصات الخليج الغربي أكد ل الراية أنه قد تمر عليه أيام وهو يتجول في مساره بانتظام دون أن تتطأ قدم أي راكب الباص مما دعاه بالتساؤل حول جدوى تلك الخدمة والهدف منها ونوعية الجمهور المستهدف بها والدعاية المفروض وجودها لاستقطاب الجمهور. ويقول : في بداية تشغيل تلك الباصات كان هناك عدد غير قليل من المقيمين يستقلونها للتجول بها فيما يشبه الجولة السياحة او التنزه خاصة أن تلك الخدمة بالمجان إلا أنه مع الوقت ومع بداية العمل في تحويل دوار الشيراتون والدفنة الى إشارات وما ترتب عليه من زحام في تلك المنطقة انصرف الركاب عنها نظرا لطول الرحلة التي صارت تستغرق أكثر من ساعة ونصف في الزحام. خدمة السائحين سائق آخر يؤكد أن هذه الخدمة لاتختلف كثيرا عن خدمة باصات كروة سواء في مسار الرحلة او في نوعية الباصات وكلاهما يعزف عنها الركاب دون سبب إلا أن هذه الخدمة غير ضرورية لهذه المنطقة التي يرتادها المواطنون والمقيمون بسياراتهم ولا وجود كثيفا للعمل فهم الفئة الوحيدة التي تستخدم المواصلات العامة . وأشار الى أن هذه الخدمة أطلقت في الأساس لخدمة السائحين - كما قيل لنا - وبالتالي فإن أهم المحطات التي نتوقف فيها كثيرا هي الفنادق الموجودة في الخليج الغربي والمجمعات التجارية الكبرى ومع ذلك نادرا ما يركب السائحون هذه الباصات ويفضلون التاكسي او السيارات الخاصة المؤجرة للتجول بها بين مناطق الدوحة . تعديل المسارات واقترح أن يتم تعديل مسارات هذه الباصات لتشمل شارع الكورنيش بطوله الى جانب المسارين الموجودين حاليا لإتاحة الفرصة لمن يرغب في التنزه على الكورنيش لركوب هذه الباصات لربما يكون لها جدوى وقتها بدلا من تشغيلها والإنفاق عليها دون أن يستفيد منها أحد . و خدمة باصات الخليج الغربي مبادرة أطلقتها وزارة البلدية والتخطيط العمراني بهدف توفير وسيلة تنقل مجانية للتنقل وتعزيز أعداد السياح بمنطقة الخليج الغربي عن طريق ربط الوجهات السياحية المختلفة والأبراج المكتبية والتجارية والسكنية بفنادق الخليج الغربي ولكي توفر خدمة ذات جودة عالية للركاب تغطي هذه المنطقة الحيوية . وأرجعت البلدية وقتها الهدف من إطلاق خدمة باصات الخليج الغربي كخطوة ضرورية لتلبية مطالب النقل في تلك المنطقة ولكي تساهم في حل مشاكل مواقف السيارات وتخفيف الازدحام المروري الذي يواجهه المترددون على منطقة الخليج الغربي من المواطنين والمقيمين والسياح ورجال الأعمال من خلال السماح للركاب بركن سياراتهم وركوب الباصات في مواقع مختلفة في منطقة الخليج الغربي لكن يبدو أن هذا الهدف لم يسبقه دراسة وافية لطبيعة الشريحة المستهدفة من هذه الخدمة ومتطلباتها وهو ما يفسر عزوف تلك الشريحة وغيرها عن ركوب تلك الباصات علاوة على أن هذه الخدمة لم يتم تسويقها بالشكل الكافي في الفنادق لتشجيع السائحين والوافدين على استخدامها حتى ولو على سبيل التنزه في منطقة الخليج الغربي كما أن هذه الخدمة ليس فيها ماهو جديد لتشجيع السائحين على تفضيلها عن التاكسي او حتى باصات كروة الأخرى فهي لم تقدم أي ميزة للسائح كوجود مرشدين سياحيين على متنها لتقديم شرح لطبيعة المنطقة وأهميتها وغيرها من الأمور كما أن المسار المختار لهذه الخدمة وتوقيتات العمل لم تأخذ في الاعتبار ساعات الذروة الصباحية والمسائية وحالات الاختناق المروري التي تتسم بها المنطقة. الفكرة النمطية أحد الخبراء أكد أن الهدف من الخدمة جيد ولكن ينقصها مزيد من التسويق لها لتشجيع المواطنين والمقيمين على ركوب تلك الباصات خاصة وأن محطات الباصات لا يتوافر بجوارها او في محيطها مواقف للسيارات حتى يتسنى للراكب أن يوقف سياراته ويركب الباص ولو أن هناك موقفا كبيرا لاستيعاب عدد من السيارات لتشجيع على الأقل المواطنين والمقيمن من الموظفين والمراجعين في الوزارات والشركات الموجودة في المنطقة على توقيف سيراتهم واستقلال تلك الباصات ليرتاحوا من عناء القيادة والبحث عن مواقف في تلك المنطقة. وطالب بضرورة تغيير ثقافة المجتمع التي تنظر نظرة دونية للمواصلات العامة وتغيير الفكرة النمطية عن أن من يستقل تلك الباصات هم فئة العمال فهناك دول كثيرة متقدمة تكون فيها المواصلات العامة هي الوسيلة الأكثر استخداما وغالبية مواطني تلك الدول لا يملكون سيارات ولو تم تنفيذ فكرة إقامة مواقف للسيارات على أطراف الخليج الغربي والدفنه وتشجيع الجميع على أن يستقلوا تلك الباصات لنجحت هذه المبادرة وحققت الهدف منها ولاستمتع الجميع بالخليج الغربي وانتهت مشاكل الزحام وقلة المواقف من منطقة الأبراج. الاستعانة بالخبرات كما ناشد المسؤولون في وزارة المواصلات وشركة كروة بالاستعانة بالخبرات الإدارية المتخصصة في إدارة المواصلات العامة لترسيخ ثقافة الاعتماد على وسائل النقل العامة في التنقل للحد من الزحام المروري من خلال تأسيس شبكة نقل عامة راقية تلبي تطلعات المواطنين والمقيمين وليس فقط التركيز في تشغيل الشبكة على العمال. وتوفر خدمة باصات الخليج الغربي 14 باصا تعمل على مدار أيام الأسبوع بواقع باص كل 15 دقيقة بين الساعة 6:00 صباحاً حتى الساعة 12:00 بعد منتصف الليل وتتوقف في 36 محطة موزعة في جميع أنحاء منطقة الخليج الغربي من خلال مسارين أطلق عليها الخط الأحمر والخط الأزرق حيث يربط المسار الأول للباصات مجمع سيتي سنتر والكورنيش ومكتب البريد العام بينما يربط المسار الثاني مجمع سيتي سنتر وشارع البدع واستاد خليفة وفي كلا المسارين تتوقف الباصات أمام جميع الفنادق والمكاتب والأبراج السكنية الكبرى في منطقة الخليج الغربي والباصات مزودة بشاشات تلفزيون داخلية ونظام تبريد عالي الجودة ومقاعد جلدية فخمة تضمن راحة الراكب ورفاهيته ولا ينقصها سوى أن تحقق الغرض منها حتى لا تضيع الأموال التي تنفق على تشغيلها وصيانتها أدراج الرياح. جريدة الراية القطرية