2014/04/20 - 39 : 09 AM المنامة في 20 أبريل/ بنا / أكد وزير الخارجية المصري نبيل فهمي أن مصر لن تتخلى عن البحرين في محاربتها الإرهاب معتبراً ان هذا التزام من بلاده وأن الأمن القومي المصري مرتبط كليا بالأمن القومي الخليجي، ومن مسؤولية مصر مساندة ودعم البحرين في حال مواجهة أي خطر أو عدوان خارجي، مشددا على أن مصر لن تنسى موقف البحرين معها حين وقفت موقف الرجل الواحد، وقال / لدينا الدراية الكاملة بكل التحديات التي تواجهها البحرين، وهي التحديات نفسها التي نواجهها في مصر / . واكد وزير الخارجية المصري في حديث نشرته صحيفة " البلاد " البحرينية الصادرة صباح اليوم أن نمو دول الخليج العربي لاسيما البحرين واستقرارها أمنيا وسياسيا يصب في صالح مصر، كما أن نجاح البحرين في التعامل مع مشكلاته الداخلية بعيدا عن أي تدخلات خارجية تسعى إلى تأزيم الوضع الداخلي، هو نجاح لكل الجهود الدولية والعربية التي تدفع للاستقرار في المنطقة، واحترام شؤون كل دولة. واوضح أن الانطلاقات المصرية هي نابعة من الهوية العربية والجذور الإفريقية مشدداً إن من مصلحة مصر أن يكون العالم العربي مستقرا وقويا خصوصا الدول الخليجية التي لها التطلع المصري نفسه النابع من احترام الغير، وعدم التدخل في شؤون الدول الأخرى . واعرب الوزير فهمي عن اسفه لأن غياب مصر عن المنطقة العربية لفترة من الزمن نتيجة الظروف التي عاشتها، أدى إلى امتلائها بغير العرب، والذين كان لديهم أجنداتهم لتقسيم المنطقة على أساس عرقي وطائفي، وهذا خطأ، إذ يجب أن يبني الانتماء للدولة على أساس المواطنة، وليس الطائفة. وحول الدور الايراني في تغذية الارهاب بالبحرين اشار وزير الخارجية المصري إلى انه تحدث شخصيا مؤخرا مع وزير خارجية إيران على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، وقال له بصراحة: " إذا أردتم أن تقدموا مؤشرا إيجابيا لمرحلة إيرانية جديدة بعد الانتخابات الرئاسية الأخيرة، فابعثوا رسائل إيجابية للبحرين والسعودية "، وقلت له أيضا "يجب أن تفهموا أن الأمن القومي الإيراني مرتبط إقليميا بالأمن القومي والاستقرار في دول الخليج العربي، وإن علاقاتكم مع دول الجوار يجب أن تكون مبنية على احترام سيادة دول الخليج العربي، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية ". وقال الوزير المصري ان المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات تعانيان من المشكلة نفسها تقريبا، وأتصور أن ليس أمامنا من حل سوى مشروع عربي موحد لمواجهة كل هذا الإرهاب، يخرج من جامعة الدول العربية، وبنيته الأساسية الاعتماد على الذات، ومن ثم بعضنا بعضا. وأخيرا المنظومة الدولية تجاه الغير، وهو مشروع ليس موجها لأحد بحد ذاته سوى أولئك الذين يستهدفون المواطنة العربية والأمن القومي العربي. وحول العلاقات المصرية الأمريكية وما شابها من اختلال نتيجة ثورة 30 يونيو، قال وزير الخارجية المصري ان الامريكيين لم يستطيعوا أن يتفهموا الواقع المصري وتطلعات شعبه، وكان لزوما عليهم أن يفهموا أن القرار المصري بات مستقلا . وقال / سنظل أصدقاء لأمريكا، ولكن أصدقاء أقوياء لأي دولة تحترمنا / . واضاف الوزير فهمي انه يجب الاعتراف بأن الولاياتالمتحدةالأمريكية هي من تقود العالم حاليا، وستظل تقود العالم لعقد أو عقدين من الزمن، بعد أن انتهى عالم القطبين ولم يعد هناك عالم القطب الواحد، ومصر والعالم العربي من مصلحتهم أن تكون لهم علاقات جيدة مع دول العالم بما فيها أمريكا، وإذا كان لأمريكا علاقات طيبة مع العالم العربي ومصالح، فلابد أن تدار تلك العلاقات بطريقة حسنة على المدى الطويل، تعتمد على منهج التوازن بين القرار الوطني والمؤسسة الخارجية والاحترام المتبادل لاستعادة العلاقات بشكل سليم. وقال نحن في مصر نسعى إلى تصحيح السياسة الخارجية المصرية كسياسة وطنية قومية تنطلق من هوية عربية وجذور إفريقية، مع زيادة عنصر الاعتماد على الذات، وفي الوقت نفسه نؤكد أننا لن نعود إلى الماضي، ولن ننتقل من قطب إلى قطب، ولن نعيد توجيه سياستنا نحو موسكو التي كانت حليفا لمصر في عهد الاتحاد السوفييتي، ولست أقصد بكلامي هذا نقد موجه للغير. واوضح انه سيكون لدى بلاده تطوير لعلاقاتها واختيارات متعددة، وخيارات متعددة لرسم طريق مصر المستقبلي معتبراً ان بناء المستقبل يستلزم النظر إلى الأمام، ومصر من منطلق دورها الريادي والإقليمي والتاريخي ستعمل مع أشقائها العرب لتحقيق ذلك، كما ستعمل بلاده على تقديم دولة نموذجية يحتذى بها، وللكل خياراته، فمن يريد أن يحتذي بها، فأهلا وسهلا، ومن لا يريد، فهو حر. ورداً على سؤال حول انضمام مصر إلى دول مجلس التعاون قال الوزير فهمي ان بلاده لم تتلقى عرضا من قبل أشقائها الخليجيين في هذا الأمر مشيرا إلى ان مشروع انضمام مصر إلى مجلس التعاون يتبلور ويحتاج مزيدا من النقاشات .لكنه اكد ان مصر سواء دخلت مجلس التعاون أم لم تدخل فإنها ستدعم كل ما من شأنه أن يقوي ويصب في صالح دول مجلس التعاون الخليجي العربي على الأشكال والأصعدة كافة بما فيها التعاون الأمني. واكد ان مصر متمسكة بالمشروع العربي الذي تأسس منذ الأربعينات، وهو جامعة الدول العربية، ويواجه حاليا أزمات نجحت في إضعافه كمشروع قومي عربي متحضر، أغلبها – للأسف- نحن المتسببين فيها والقلة منها بسبب ظروف خارجية . واعرب عن اعتقاده بأنه من الأفضل أن يتم إعادة إحياء هذا المشروع القومي العربي وتقويته؛ ليصب في صالح كل الكيانات العربية من بينها منظومة دول مجلس التعاون الخليجي. وتابع نحن داخل الجامعة العربية قد نختلف في أمور شتى، ومنها على سبيل المثال السوق العربية المشتركة أو التعرفة الجمركية، وغيرها من الأمور الثانوية، لكن لا يمكن أن نختلف على الإرهاب الذي يضرب مصر والبحرين والعديد من الدول العربية وضرورة محاربته واجتثاثه. وشدد الوزير المصري على اهمية العمل على إحياء معاهدة الدفاع العربي المشترك؛ لمواجهة جميع الأخطار المتوقعة أو أي اعتداء مسلح يمكن أن يقع على دولة أو أكثر من الدول العربية مشيراً إلى انه ما واجهته البحرين كمثال يحتم ضرورة تفعيل معاهدة الدفاع العربي المشترك. واعتبر الوزير المصري ان المناورات العسكرية التي تمت بين مصر والإمارات مؤخرا هي رسالة قد لا تكون موجهة لأحد بالتحديد، ولكنه في مضمونها رسالة قوية تقول: إننا لا نعادي أحدا، ولكن في الوقت نفسه لا نرضى لأحد أن يعادينا ويعتدي علينا. خ ز بنا 0643 جمت 20/04/2014 عدد القراءات : 117 اخر تحديث : 2014/04/20 - 39 : 09 AM وكالة انباء البحرين