هلا عراقي (الشارقة) نجحت الشارقة في أن تجعل من التراث العالمي باختلاف دوله وتعدد شعوبه، وتباين لغاته، وتفاوت لهجاته، قرية صغيرة احتضنتها أيامها التراثية من 6 إلى 25 من أبريل، متجاوزة المسافات الجغرافية بمدها الجسور التاريخية التراثية، محققة التواصل الحضاري الإسلامي، وكعادتها تبهرنا بقدرتها الفائقة على خلق مناخ ثقافي عالمي يؤكد جدارتها بحمل لقب عاصمة الثقافة العربية والإسلامية لهذا العام وكل عام. إلى ذلك أثنت حصة إبراهيم «زائرة» على ما يبذله القيمون على هذه التظاهرة الثقافية المتمثلة بأيام الشارقة التراثية، ودورها ليس فقط في المحافظة على الهوية التراثية الإماراتية، بل ونجاحها في تحقيق التبادل الثقافي العربي والعالمي والإسلامي. وقد استطاعت أيام الشارقة التراثية لهذا العام، أن تحقق رؤيتها في إبراز فنون الإمارات الشعبية، بمشاركاتها بمعظم فنونها من بيئاتها المختلفة والدول الأخرى المشاركة من العالم الإسلامي محققة التمازج الحضاري والإسلامي لتعطي بعداً إنسانياً ودينياً في أن الإسلام لغة واحدة. وتشير موزة عبدالله «زائرة» إلى أن الفعالية لهذا العام اشتملت على معظم مناحي التراث الحضاري، حيث تنقلت بنا خلال أيامها ما بين التراث الإماراتي ببيئاته المختلفة الزراعية، والجبلية والبيئة البدوية، ثم أخرجتنا من دائرة التراث المحلي لتطلعنا على التراث العربي ثم تتسع لتشمل العالم الإسلامي أجمع، وقلما تجد فعالية ثقافية تجمعهما في بوتقة واحدة. أما علي سهيل «زائر» فإن أكثر ما جذب انتباهه هو ذلك التصوير الحي للحياة الإماراتية السابقة، التي جسدتها ببراعة قرية التراث الإماراتية فكانت بحق نموذجاً مصغراً عن الماضي بكل ما فيه من نماذج الخيام الإماراتية إلى التراث العمراني الإماراتي، والصناعات والحرف التقليدية، والتعريف بالفنون الشعبية والأزياء مصحوبة بالعادات والتقاليد والأداء الحركي. وتشير أم حمدان «مواطنة»، أن أيام الشارقة التراثية بمثابة المدرسة التراثية الثقافية التي تغرس في نفوس الأبناء روح الانتماء، فهذه المدرسة التي تحكي تاريخ الإمارات والعالم الإسلامي وتعلمهم كيفية المحافظة على التراث وإبقائه حياً في قلوبهم وحاضرهم، عندها نعي دور هذه المدرسة في تعليم أبنائنا كيف يصنعون مستقبلهم متمسكين بتراثهم. وتتحدث هديل غالي «زائرة»، عن المنتجات المتنوعة بأيام الشارقة التراثية، حيث قدمت حرفاً وصناعات شعبية يدوية من 38 دولة إسلامية. فضلاً عن الخيم الإسلامية التي تناولت المأكولات والبيوت والخيام والفرق التقليدية لعشرة بلدان إسلامية. يوسف السالم «مواطن»، يرى في أيام الشارقة التراثية تقديم صورة تراثية ثقافية بعيدة عن الطريقة التقليدية حيث غلفتها بإطار فكري من خلال المقاهي الثقافية كمقهى الدريشة وتوقيعات عدد من الكتب، وكذلك هي لم تغفل عن دعم الشباب من خلال سوق دعم المشاريع الجديدة من منتوجات تراثية ويدوية وكعادتها الشارقة اهتمامها بالطفل نجده حاضراً في كل فعالياتها، فخصصت قرية تعليمية وترفيهية ركزت على التراث الثقافي في محتواه الأدبي والفني وقدمت مسابقات، مسرح العرائس وعروضاً مسرحية وورشاً لإعادة التدوير وصناعة القوارب وفقرة الحكواتي. وأشار مدير التراث والشؤون الثقافية عبد العزيز المسلم، إلى أن أيام الشارقة التراثية ليست كبقية الأيام، هي مدرسة للتراث تسرد حكايات الماضي الجميل، وتثير الحواس الخمس، لتقدم تجربة فريدة لمن أراد أن يلامس الأمس اليوم، وأن يتزود للمستقبل، ليبقى واقفاً على أرض صلبة. الاتحاد الاماراتية