هدير الحضري وثّقت مجلة ذاكرة مصر المعاصرة، الصادرة عن مكتبة الإسكندرية، في عددها الأخير، لمدينة هليوبوليس "مصر الجديدة"، والتي أكدت سوزان عابد رئيس تحرير المجلّة، أنها مدينة الأحلام التي روّج لها البارون إمبان، في مطلع القرن الماضي، والذي قرر عام 1894 الاستثمار في مصر، وأسس الشركة المساهمة للترام، وقام بعدها بمد أول خط من خطوطه. وأضافت أن البارون اندهش بالحالة العمرانية للعاصمة، ومع ذلك اتجه بتفكيره إلى التعمير العمراني بالصحراء، واشترى الفدان على بعد 15 كيلومترًا من شمال القاهرة بجنيه واحد، في الوقت الذي وصل فيه المتر المربع في أحياء القاهرة لنفس الثمن. وقرر إمبان بناء مدينة تتوافق من حيث الشكل المعماري مع الروح الإسلامية والأعراف المصرية، واستعان بالمهندس البلجيكي إرنست جاسبر، والذي شارك في وضع تصميم الجناح البلجيكي في المعرض الدولي بباريس عام 1900. فيما أشارت عابد إلى أنه كان من المفترض أن تكون هليوبوليس مدينتين؛ الأولى لقصور وفيلات كبار الملاك والأرستقراطيين والطبقة المتوسطة، والثانية للعمال والبنائين، وعندما جاءت الأزمة المالية عام 1907 حاول البارون التوفيق بين التصميم المقترح للمدينة وبين السيولة المالية المتوفرة معه، فجاء التصميم كواحة واحدة، كما كان يطلق عليها إمبان تتوافر فيها كافة الخدمات.