مسلحو المعارضة السورية يتقدمون في مخيم اليرموك في دمشق.. ونزوح فلسطيني كثيف الى لبنانبيروتدمشق وكالات: أحرز مسلحو المعارضة السورية الثلاثاء تقدما واضحا على الارض داخل مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في دمشق، بحسب ما ذكر احد سكان المخيم، مشيرا الى ان 'مئات من عناصر الجيش السوري الحر متواجدون' داخل المخيم، فيما انسحبت القوات النظامية السورية من عدد من المراكز والحواجز في ريف حماة الشمالي الثلاثاء، وذلك بعد اشتباكات عنيفة مع مجموعات مقاتلة معارضة بدأت قبل 48 ساعة، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان. ودخل الرجل المخيم لجلب اغراض شخصية من منزله قبل ان يغادره من جديد. واشار الى دعوات وجهت من مساجد المخيم الواقع في جنوب العاصمة السورية عبر مكبرات الصوت الى السكان ليغادروا المكان. واضاف الشاهد ان الجيش السوري امهل السكان حتى الساعة 12.00 (10.00 ت.غ) لاخذ اغراضهم والرحيل. الا انه قال لوكالة فرانس برس انه لم يلحظ تواجدا للجيش السوري في محيط المخيم. ويبلغ عدد سكان المخيم 150 الفا غالبيتهم العظمى من الفلسطينيين، لكن بينهم سوريون ايضا. وقد نزح قسم كبير منهم خلال اليومين الماضيين بسبب الاشتباكات التي وقعت داخل المخيم بين مقاتلين معارضين للنظام السوري وفلسطينيين موالين للنظام. كما تعرض المخيم الاحد لغارات جوية من طيران حربي تابع لجيش النظام ما تسبب بمقتل ثمانية اشخاص. وكانت اعداد من سكان المخيم نزحت عنه مع بدء المعارك في محيطه قبل اشهر، اما الى احياء اخرى في دمشق واما الى خارج سورية. وتابع الشاهد ان 'البعض قرر الامتثال للانذار والبعض الاخر قرر البقاء'. وقال انه شاهد في شوارع المخيم العديد من عناصر الجيش السوري الحر الذين قدموا من احياء مجاورة لا سيما الحجر الاسود ويلدا. وبحسب المرصد السوري لحقوق الانسان، فان مسلحي المعارضة يحاولون السيطرة على المخيم وطرد المقاتلين الفلسطينيين المؤيدين لنظام الرئيس السوري بشار الاسد منه. وافاد المرصد صباحا عن 'اشتباكات عند اطراف مخيم اليرموك ومنطقة الحجر الاسود بين القوات النظامية وعناصر اللجان الشعبية التابعة للجبهة الشعبية - القيادة العامة من جهة ومقاتلين من عدة كتائب مقاتلة بينهم فلسطينيون ايضا'. واسفرت الاشتباكات، بحسب المرصد، 'عن احراق الية ثقيلة للقوات النظامية وسقوط خسائر بشرية في صفوف الطرفين'. وقال فلسطيني من سكان المخيم قدم نفسه باسم ابو السكن لوكالة فرانس برس عبر سكايب ان المقاتلين من الجبهة الشعبية-القيادة العامة انسحبوا الى ما وراء مواقع الجيش السوري، فيما 'انضم فلسطينيون آخرون الى الثوار'. ورأى ان 'وضع الجيش الحر الاستراتيجي جيد في المخيم، وان عناصره دخلوا المخيم من الجهة الجنوبية، وبات في امكانهم ادخال تعزيزات'. واشار الى ازمة انسانية حادة في المخيم الذي يخلو من المستشفيات، و'الطرق فيه باتت غير آمنة'. في صيدا في جنوبلبنان التي وصلت اليها اعداد من الفلسطينيين النازحين من اليرموك خلال الاسابيع والاشهر الماضية، قالت آمنة التي شاركت الثلاثاء في اعتصام للمطالبة بالحصول على دعم ومساعدات، 'لم نعد نهتم بشعار +العودة الى فلسطين+ بل اصبحنا نحمل شعار +العودة الى اليرموك+. لم نكن ننتظر ان نعامل مثل هذه المعاملة.. وكالة الانروا غير مهتمة بنا، والفصائل الفلسطينية لا تسأل عنا، والمؤسسات التي تهتم بالنازحين.. لم يصلنا منها سوى بعض الفتات'. وشهد معبر المصنع الحدودي مع سورية في شرق لبنان الثلاثاء عبورا كثيفا لفلسطينيين نازحين من مخيم اليرموك هربا من العنف الذي شهد تصعيدا خلال الايام الماضية، بحسب ما افاد مراسل وكالة فرانس برس. وسينضم هؤلاء الى حوالي الفي فلسطيني آخرين دخلوا لبنان خلال الايام الثلاثة الماضية، بحسب تقديرات وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين (انروا) والامن العام اللبناني. وقال مراسل وكالة فرانس برس ان عشرات الحافلات والسيارات التي تقل فلسطينيين عبرت الحدود اللبنانية قبل ظهر امس، مشيرا الى ان ركابها ابلغوا الصحافيين انهم قادمون من مخيم اليرموك 'الذي يتعرض لقصف في مناطق عدة، وقد غادره اغلب الناس'، بحسب ما صرح احد الشبان رافضا الكشف عن اسمه. وكانت السيارات والحافلات تتوقف في ساحة صغيرة امام مركز الامن للقيام بالمعاملات قبل متابعة طريقها. في شمال لبنان، ذكر مسؤول لجنة النازحين الفلسطينيين السوريين في مخيمي البداوي والبارد ربيع دامس ان العدد التقريبي للعائلات الفلسطينية التي نزحت على مدى ال48 ساعة الماضية من مخيم اليرموك الى مخيمي البداوي والبارد يتراوح بين 60 الى 70 عائلة موزعة على منازل أقارب لها. وأشار دامس الى ان 'اوضاع العائلات سيء للغاية ومعظمهم اضطروا لمغادرة منازلهم دون ان يخرجوا ايا من امتعتهم'. وقالت المتحدثة باسم الاونروا في لبنان هدى سمرا لوكالة فرانس برس ان 'اللاجئين الفلسطينيين القادمين من سورية يتوزعون على اقارب لهم واما يستأجرون اماكن للسكن'. واشارت الى ان عشرة الاف فلسطيني كان سبق لهم ان لجأوا الى لبنان من سورية، وغالبيتهم من مخيم اليرموك. واوضحت سمرا ان الاونروا 'قامت بعد تقدير حاجات هؤلاء باستدراج تبرعات بقيمة ثمانية ملايين و200 الف دولار من اجل تقديم خدمات صحية وتعليمية وغذائية لهؤلاء، لكن لم يصلها من المبلغ الا 760 الفا'. واشارت الى ان الوكالة 'وضعت عياداتها الطبية في تصرف هؤلاء'، وانشات 'قاعات صفوف خاصة في مدارسها لاولاد النازحين من سوريا'، كما بدأت تقدم 'بالتنسيق مع عدد من المنظمات الاهلية وغير الحكومية سلعا خاصة بفصل الشتاء كثل قسائم لشراء ملابس'. واقرت سمرا بوجود مشاكل عديدة مثل النقص في المواد الغذائية وفي بدلات الايجار. ووقالت ان 'هناك وعودا بتمويل قريب لبعض الاحتياجات' معربة عن الامل بان يكون في الامكان من خلالها التعامل مع حاجات النازحين الملحة. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان في بيان بعد الظهر 'انسحبت القوات النظامية من الحواجز والمقرات في مدن وبلدات وقرى كفرنبودة وحلفايا وحيالين والحماميات وذلك بعد اشتباكات عنيفة مستمرة منذ 48 ساعة'. واشار الى معلومات اولية عن سقوط قتلى في صفوف القوات النظامية اثر استهداف حاجز الغربال في كفرنبودة براجمات الصواريخ قبل الانسحاب منه، والى قتل واسر عناصر حواجز في قريتي حيالين والحماميات، بالاضافة الى الاستيلاء على اليات عسكرية. وكان المرصد افاد امس عن انسحاب القوات النظامية من حواجز الشيخ حديد وباب الطاقة وحصرايا في المنطقة نفسها. واوضح مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن ان مقاتلين من مجموعات عدة 'بدأوا هجوما واسعا على معظم الحواجز في ريف حماة' اعتبارا من الاحد. كما اعلن عضو القيادة المشتركة العسكرية العليا للجيش السوري الحر العقيد الطيار الركن قاسم سعدالدين في بيان ليل الاحد 'بدء عمليات تحرير مدينة حماة وريفها من عصابات الاسد وشبيحته'. وقتل في اعمال عنف في مناطق مختلفة من سورية الاثنين 191 شخصا هم 98 مقاتلا معارضا و53 عنصرا من قوات النظام و40 مدنيا، بحسب المرصد الذي يقول انه يعتمد، للحصول على معلوماته على شبكة من المراسلين والناشطين في كل انحاء سورية وعلى مصادر طبية.