الحمد لله الذي أنعم علينا بالإسلام، وشرح صدورنا للإيمان، والصلاة والسلام على سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم - وعلى آله وأصحابه أجمعين، وبعد:- أخرج الإمام البخاري في صحيحه عن عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - يَقُولُ: «قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: خَيْرُ أُمَّتِي قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ - قَالَ عِمْرَانُ: فَلا أَدْرِي أَذَكَرَ بَعْدَ قَرْنِهِ قَرْنَيْنِ أَوْ ثَلاثًا - ثُمَّ إِنَّ بَعْدَكُمْ قَوْمًا يَشْهَدُونَ وَلا يُسْتَشْهَدُونَ، وَيَخُونُونَ وَلا يُؤْتَمَنُونَ، وَيَنْذُرُونَ وَلا يَفُونَ، وَيَظْهَرُ فِيهِمْ السِّمَنُ »، (أخرجه البخاري). هذا الحديث حديث صحيح أخرجه الإمام البخاري في صحيحه، في كتاب فضائل أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم-، باب فضائل أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم-. قال الإمام ابن حجر - رحمه الله - في كتاب فتح الباري بشرح صحيح البخاري حول شرح الحديث السابق ما نَصّه: «... والمراد بقرن النبي - صلى الله عليه وسلم - في هذا الحديث الصحابة - رضي الله عنهم أجمعين-، ثم الذين يلونهم، أي القرن الذي بعدهم وهم التابعون، ثم الذين يلونهم، وهم أتباع التابعين، فهذه القرون الثلاثة المفضلة، وأفضلها قرن الصحابة - رضي الله عنهم أجمعين-، وليس المقصود بالقرن هنا ما يُعرَّف اصطلاحاً بأنه مائة عام، وإنما المراد المدَّة من الزمان، فقرن النبي - صلى الله عليه وسلم ينتهي بوفاة أبي الطُفَيْل - رضي الله عنه - سنة مائة وعشرين للهجرة، وأما قرن التابعين، فإن اعتبر من سنة مائة كان نحو سبعين أو ثمانين، وأما الذين بعدهم، فإن اعتبر منها كان نحواً من خمسين، فظهر بذلك أن مدة القرن تختلف باختلاف أعمار أهل كل زمان والله أعلم»، (فتح الباري بشرح صحيح البخاري للإمام ابن حجر العسقلاني 7/8). فضل الصحابة في القرآن الكريم لقد ذكر القرآن الكريم فضل الصحابة الكرام - رضي الله عنهم أجمعين - في عدد من الآيات القرآنية، منها: ... المزيد الاتحاد الاماراتية