حسام محمد (القاهرة) حذَّر علماء الدين وخبراء الاقتصاد من هجرة العقول العربية للخارج بسبب قلَّة الإمكانات والتعقيدات التي يتعرَّضون لها في بلادهم، في ظل الإغراءات المالية والمعنوية الكبيرة التي تقدمها لهم دول غربية، مؤكدين أن ظاهرة هجرة الكفاءات والعلماء من الدول العربية إلى الخارج من الظواهر المؤثرة على تطور الأمم، وتتمثل أهم الآثار السلبية في حرمان هذه المجتمعات من الاستفادة من خبرات ومؤهلات هذه الكفاءات في مجال التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية. خطورة كبيرة الدكتور حمدي عبدالعظيم العميد الأسبق لأكاديمية السادات للعلوم الإدارية وخبير الاقتصاد الإسلامي يرى ضرورة الاعتراف أن هجرة العقول المتميزة من علماء وفنيين مهرة هي ظاهرة عالمية، وليست مقصورة على العلماء العرب فقط، فهُناك هجرة للعقول المتميزة من الهند، وباكستان، والصين، واليابان، وبعض الدول الأفريقية، ولكن اتجاهها دائماً من الدول النامية إلى دول الغرب، وفي الوقت الذي التفتت فيه الدول النامية غير العربية إلى الظاهرة، فإن الدول العربية ما زالت تتجاهلها رغم خطورتها الكبيرة، فهي تؤدي إلى حرمان الوطن العربي من الاستفادة من الخبرات والمؤهلات العلمية المختلفة، بالإضافة إلى الخسائر المالية والاقتصادية الضخمة التي تتحملها بلدانهم جراء استمرار هذه الظاهرة، ومن تلك الخسائر والمخاطر التي تجلبها هجرة العقول العربية إهدار الأموال الطائلة على الطلبة الذين نالوا هذه الكفاءات المتقدمة، حيث تتحمل دولهم مصروفات تعليمهم في أغلب الأحيان، وهكذا، فإن رأس المال الذي تنفقه الدول العربية على علمائها الذين يهاجرون إلى الغرب، ويستقرون هُناك يمثل خسارة كبيرة وضخمة للاقتصاد العربي. الموارد البشرية ويرى الدكتور أحمد عمر هاشم الرئيس الأسبق لجامعة الأزهر، وعضو مجمع البحوث الإسلامية أن مواجهة هذه المشكلة تتطلَّب من الأمة العربية التضافر، بحيث تستفيد المجتمعات التي تتوافر فيها القوى البشرية، ولكنها تعاني الفقر من المجتمعات التي تعاني قلة الموارد البشرية، ولكنها تتمتع بالثروة والمال، ومن الممكن إنشاء هيئة عربية فاعلة تنحصر مهمتها في التنقيب عن الباحثين والكوادر العلمية النادرة في مجال تخصصاتها على أن تقوم تلك الهيئة بتهيئة مناخ البحث العملي لتلك الكوادر. ... المزيد الاتحاد الاماراتية