الأمير شيخو العمري والمعروف باسم الناصري هو أحد مماليك السلطان الناصر محمد بن قلاوون، وقد نسب إليه بعد أن كان يعرف بالعمري نسبة لتاجر الرقيق الذي اشتراه، وبعد أن أعتقه الناصر محمد ترقى في الوظائف في الدولة ونظراً للمكانة الكبيرة التي حظي بها عند السلطان المظفر حاجي بن الناصر محمد بن قلاوون كان الأمراء يشفعون لديه فيقبل شفاعته بالإفراج عن البعض والإنعام على البعض الآخر. تولى شيخو قيادة الجيش المملوكي في عهد الملك المظفر حاجي بن الناصر محمد بن قلاوون وحظي بمكانة، خاصة كأمير كبير في سلطنة الملك الناصر حسن، وأرسله السلطان ليكون نائباً عنه في طرابلس بالشام في عام 751 ه، ولكن الأمراء الكبار الذين تآمروا على السلطان لصغر سنه عزلوا الناصر حسن وأمروا شيخو بأن يقيم في دمشق «بطالاً» أي بلا وظيفة. ولكن الحظ ابتسم للأمير شيخو مرة ثانية عندما تولى الملك الصالح صالح بن الناصر محمد بن قلاوون الحكم إذ أمر بالإفراج عنه في رجب عام 852 ه وجعله على رأس ألف جندي فأبلى بلاء حسناً. دار العدل ومع عودة الملك الناصر حسن مرّة ثانية لعرش سلطنة المماليك في عام 755 ه كافأه وأنعم عليه بوظيفة أمير كبير فعظم نفوذه وتضخمت ثروته إلى أن جاء يوم الثامن من شهر شعبان عام 758 ه عندما ترصد له مملوك وهو جالس في دار العدل بالقلعة وضربه بالسيف في وجهه ويده فأصابه بجروح بالغة ظل يعالج منها لقرابة ثلاثة أشهر إلى أن توفي متأثراً بتلك الإصابات في 26 ذي القعدة عام 758 ه. وقد ترك الأمير شيخو الناصري عدة آثار مهمة تدل على علو همته وأيضاً على نفوذه بالدولة المملوكية وعظم ثروته. فقد شيد جامعاً باسمه في أيام سلطنة المظفر حاجي ويقع الجامع في شارع الصليبة المؤدي لميدان القلعة بالقاهرة. وشيّد هذا الجامع على طراز المساجد الجامعة الأولى أي أنه مؤلف من صحن أوسط مكشوف تحيط به أربع ظلات للصلاة أهمها ظلة القبلة التي تتكوّن من رواقين وتماثلها الظلة الخلفية، بينما في كل من الظلتين الجانبيتين رواق واحد. ... المزيد الاتحاد الاماراتية