خرج مئات المقاتلين المعارضين والمدنيين السوريين، أمس، من الأحياء المحاصرة منذ نحو عامين في حمص (وسط)، مع بدء عمليات الإجلاء بموجب اتفاق أشرفت عليه الأممالمتحدة، يتيح خروج 1200 مقاتل على الأقل وعدد من المدنيين، مقابل إدخال مساعدات إلى بلدتي نبل والزهراء المحاصرتين من المعارضين في حلب (شمال)، والإفراج عن محتجزين . وطالب رئيس الائتلاف السوري المعارض أحمد الجربا الولاياتالمتحدة بتزويد مقاتلي المعارضة بالأسلحة الضرورية التي تتيح لهم حسم النزاع مع النظام، وقال أمام مركز دراسات في واشنطن في مستهل أول زيارة رسمية للولايات المتحدة إن الانتخابات الرئاسية السورية هي "مهزلة" من شأنها منح الأسد "رخصة للقتل لأعوام عدة مقبلة"، وأضاف أن المعارضة تحتاج إلى "أسلحة فعالة لمواجهة هجمات (النظام) التي تشمل غارات جوية بحيث نتمكن من تغيير ميزان القوى على الأرض"، وشدد على أن "هذا الأمر سيسهل (إيجاد) حل سياسي" . المعارضون أعلنوا تسليم محتجزين سوريين وإيرانيين ولبنانيين بدء تنفيذ اتفاق خروج مقاتلي المعارضة من حمص بدأت أمس، عملية خروج المقاتلين والمدنيين من الأحياء المحاصرة منذ نحو عامين في حمص وسط سوريا، بموجب اتفاق غير مسبوق أشرفت عليه الأممالمتحدة، يتيح خروج 1200 مقاتل على الأقل وعدد من المدنيين من المدينة التي كانت تعد "عاصمة الثورة"، مقابل إدخال مساعدات إلى بلدتي نبل والزهراء المحاصرتين من المعارضين في حلب (شمال) والإفراج عن مخطوفين . وقال أبو الحارث الخالدي، أحد المشاركين في التفاوض ضمن وفد المعارضة، إن ثلاث حافلات على متنها 120 شخصاً، خرجت قرابة العاشرة صباحاً (00 .7 تغ) من أحياء حمص، وضمت الدفعة الأولى مدنيين ومقاتلين بعضهم مصاب . وبعد الظهر، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن عدد المقاتلين الذين خرجوا بلغ 400 مقاتل، وقال محافظ حمص طلال البرازي إن ثلاث قوافل خرجت من الأحياء المحاصرة، وأضاف "إذا كان الأمر ممكناً، ستخرج قافلة رابعة، على أن تستكمل العملية (اليوم) الخميس"، ولم يوضح عدد الذين خرجوا . وتوجهت الحافلات إلى بلدة الدار الكبيرة الواقعة على مسافة 20 كلم إلى الشمال من حمص، والتي تقع تحت سيطرة مقاتلي المعارضة، وبث ناشطون أشرطة مصورة لخروج المقاتلين من حمص ووصولهم إلى الدار الكبيرة، وأظهر أحد الأشرطة عند بدء الخروج، عدداً من الرجال، بعضهم ملثم والآخر يضع قبعة على رأسه، وهم يسيرون في صف منتظم للصعود إلى حافلتين خضراوين وقف إلى جانبهما عناصر من الشرطة السورية، وحمل بعض الخارجين حقائب على ظهورهم ورشاشات خفيفة، وبدت حافلة ثالثة، وسيارة رباعية الدفع تحمل شعار الأممالمتحدة . وأظهرت أشرطة أخرى قال الناشطون إنها صورت في "الريف الشمالي لحمص"، وصول المقاتلين، وظهر في الشريط مقاتلون ينزلون من حافلتين، قبل أن يصعدوا على متن شاحنتين صغيرتين، وبدا احدهم يستند إلى عكازين، في حين تجمع عدد من المقاتلين على دراجات نارية . وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن "هذه هزيمة للمجتمع الدولي وليست انتصاراً للنظام، ثمة صمود أسطوري في حمص رغم سنتين من الحصار" . وأضاف "رغم ذلك لم يفعل المجتمع الدولي أي شيء"، معتبراً ما يجري "انتصاراً إعلامياً للنظام لأن لحمص رمزية مرتبطة بالثورة" . وتحدث ناشطون عن ألم في صفوف المقاتلين الذين غادروا المدينة، وقال ناشط في بلدة تيرمعلة في ريف حمص التي انتقل إليها بعض المقاتلين، إن هؤلاء "جائعون" و"يشعرون بالغصة"، وأضاف وائل "هم جائعون جداً، سألت أحدهم عن شعوره، فنظر إلي دامعاً وقال أشعر بالجوع والغصة لمفارقة حمص" . ونقل الناشط عن المقاتل قوله "أحسست أن روحي خرجت من جسدي وأنا أنظر إلى حمص أثناء مغادرتها" . شمالاً، أفاد مصدر معارض أن مساعدات إنسانية بدأت بدخول بلدتي نبل والزهراء المحاصرتين، وأشار إلى أن الاتفاق يشمل أيضاً "إطلاق 36 محتجزاً مقابل الإفراج عن المحاصرين في حمص"، موضحاً أن "15 منهم، كلهم سوريون، تم تسليمهم" . وقال المرصد السوري في بريد الكتروني إن هؤلاء ال 15 هم ثلاث نساء و12 طفلاً، نقلوا إلى اللاذقية (غرب) . وقال المصدر المعارض إن "11 محتجزاً إيرانياً وعدداً من اللبنانيين، كلهم من العسكريين، سيتم تسليمهم أيضاً في إطار الاتفاق" . ولا يشمل الاتفاق حي الوعر الذي يسيطر عليه مقاتلو المعارضة في حمص، ويقع الحي الذي يقطنه عشرات الآلاف أغلبيتهم من النازحين من أحياء أخرى، في جوار أحياء حمص القديمة، وقال نشطاء إنه تم إجلاء 1900 شخص معظمهم من مقاتلي المعارضة، وقال الهلال الأحمر العربي السوري في حسابه على "تويتر" إنه أرسل سيارات إسعاف لنقل الجرحى . (وكالات) الجربا يطالب بتزويد المعارضة بأسلحة "فعالة" لإنهاء الحرب طالب رئيس الائتلاف السوري المعارض أحمد الجربا أمس، الولاياتالمتحدة بتزويد مقاتلي المعارضة بالأسلحة الضرورية التي تتيح لهم حسم النزاع المسلح مع النظام، موجهاً انتقاداً شديداً إلى احتمال إعادة انتخاب الرئيس بشار الأسد الشهر المقبل . وقال الجربا أمام مركز دراسات في واشنطن في مستهل أول زيارة رسمية للولايات المتحدة إن الانتخابات الرئاسية السورية في الثالث من يونيو المقبل، هي "مهزلة" من شأنها منح الأسد "رخصة للقتل لأعوام عدة مقبلة" . وأضاف رئيس الائتلاف الذي سيلتقي الرئيس الأمريكي باراك أوباما إن المعارضة تحتاج إلى "أسلحة فعالة لمواجهة هجمات (النظام) التي تشمل غارات جوية بحيث نتمكن من تغيير ميزان القوى على الأرض"، وشدد على أن "هذا الأمر سيسهل (إيجاد) حل سياسي" . وأكد رئيس الائتلاف المعارض أنه لا يطالب الولاياتالمتحدة والدول الغربية بأن "ترسل أبناءها إلى سوريا" . (أ .ف .ب) الخليج الامارتية