كثيراً ما يتعجب الآباء والأمهات من تصرفات أطفالهم، ويتساءلون: لماذا يتصرف طفلي بكل أنانية هكذا؟ من أين أتى بها؟ ومن أين تعلم هذه الصفة؟ من المؤكد أن السائل يغيب عنه حقيقة تتعلق بطبيعة نمو الطفل، فالأنانية وحب التملك، صفة عامة وطبيعية تظهر مبكراً عند جميع الأطفال، لكن بدرجات متفاوتة، وتستمر عادة حتى الخامسة أو السادسة من العمر، وهذه الحالة نابعة من شعور الطفل بأنه والعالم جزء واحد، بل أنه مركز هذا العالم، وأن كل ما في العالم ملكه وحده، فكل شيء يريده يمكن أن يمتلكه. إدراك الطفل يبدأ في اكتشاف خطأ هذه الحقيقة تدريجياً حتى تختفي، عندما يشعر أنه في حاجة إلى التعاون مع زملائه الآخرين في اللعب، وللاستفادة أيضاً بما يمتلكونه من ميزات. لكن في كثير من الحالات تكبر الأنانية في نفس الطفل وتصبح إحدى خصاله نتيجة التربية الخاطئة. خورشيد حرفوش (أبوظبي) عادة نرى أن الطفل يتعود مبكراً على أن يحصل على ما كل يريد حتى ولم يكن يمتلكه، فعندما يقف أحد أمام تحقيق هدفه، أو يحول دون إشباع رغبته، فإنه يثور ويغضب، بل ويركل كل شيء حوله. وقد تسأل الأم نفسها: هل كنت السبب في وصول ابني إلى هذا التصرف الأناني؟ ما هي حقيقة هذه الصفة؟ وكيف يتعامل معها الآباء والأمهات مبكراً وبشكل صحيح مع الطفل حتى لا تتحول إلى سمة سلوكية تلازمه طيلة حياته، وتصبح علامة من علامات شخصيته؟ وكيف يتمكن الآباء والأمهات من إعادة تقويم سلوك الأبناء حتى لا يصبح التصرف الأناني عادة متأصلة فيهم؟. الأسباب تشير «هدى ربيع» اختصاصية التربية الخاصة، إلى أن الأطفال الأنانيين هم من يهتمون بأنفسهم أو بمصالحهم دون الاهتمام بغيرهم، حيث إن نظرة الأنانيين تقتصر على حاجاتهم الخاصة. واهتمام الطفل الأناني مركز على نفسه فقط، وهذا ما يميزه عن بقية الأطفال العاديين. وعادة ما نجد أن مفهوم الأطفال الأنانيين عن أنفسهم مفهوم غير واضح، ونظراتهم إلى الآخرين نظرة سالبة، حيث ينقصهم الانتماء للجماعة ويجدون صعوبة في علاقاتهم مع الأطفال الآخرين ومع أقرانهم. ... المزيد الاتحاد الاماراتية