توصل النظام السوري ومقاتلون معارضون إلى اتفاق يقضي بتبادل محتجزين في بلدة عدرا العمالية، قرب دمشق، التي يسيطر عليها المقاتلون، مقابل إطلاق النظام معتقلين لديه، في وقت أكدت واشنطن للرياض دعم المعارضة السورية «المعتدلة»، بالتنسيق مع الدول الحليفة، مع الإصرار على أهمية تسريع عملية التخلص من الأسلحة الكيماوية لدى نظام الرئيس بشار الأسد. وكشفت صحيفة «الوطن» السورية، المقربة من النظام، أمس، أن دمشق ومقاتلي المعارضة توصلا إلى اتفاق يقضي بتبادل محتجزين في بلدة عدرا العمالية، قرب دمشق، التي يسيطر عليها المقاتلون، مقابل إطلاق النظام معتقلين لديه. ويقضي الاتفاق، بحسب الصحيفة، بإفراج المقاتلين عن 1500 عائلة يحتجزونها في البلدة التي سيطروا عليها في ديسمبر، والواقعة على مسافة 35 كلم شمال شرق دمشق. في المقابل، ستطلق السلطات السورية 1500 معتقل لديها، وتسمح بدخول مواد غذائية إلى البلدة المحاصرة من قبل النظام منذ سيطرة المقاتلين عليها. ونقلت الصحيفة عن رئيس اللجنة المركزية للمصالحة الشعبية، جابر عيسى، قوله إن «الاتفاق سينفذ على مرحلتين، الأولى بمثابة بادرة حسن نية» تتضمن الإفراج عن عائلة من ثمانية أشخاص، وفي المرحلة الثانية «مبادلة جميع العائلات المخطوفة بموقوفين لدى الجهات الرسمية». وأوضح عيسى أنه «مقابل كل عائلة سيتم إطلاق موقوف»، وأشار إلى أن الاتفاق تم التوصل إليه بالتعاون مع وجهاء ورجال دين من مدينة دوما قرب دمشق. ورداً على سؤال ل«فرانس برس»، قال وزير المصالحة الوطنية، علي حيدر «هذه مسألة ليست للإعلام بل للبحث لتنجز بشكل نهائي». وتقع مدينة عدرا، المؤلفة من عدرا العمالية وعدرا الصناعية، على طريق رئيسة نحو دمشق، ويقطنها 35 ألف نسمة من السنة والمسيحيين والعلويين. وسيطر مقاتلون معارضون على عدرا العمالية بعد دخلوهم إليها في 11 ديسمبر. وشنت القوات النظامية بعد ثلاثة أيام حملة لاستعادة البلدة، من دون أن تتمكن من ذلك. ولاتزال القوات النظامية تسيطر على عدرا الصناعية وتحاصر عدرا العمالية. وتعاني عدرا العمالية من نقص حاد في المواد الغذائية. وقال الناشط في البلدة (أبوالبراء) ل«فرانس برس» عبر الإنترنت، إن «طفلاً توفي». من ناحية أخرى، التقى ولي ولي العهد السعودي، الأمير مقرن بن عبدالعزيز، في جدة، مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى، آن باترسون، ووفداً مرافقاً لها في حضور السفير الأميركي لدى الرياض، جوزيف ويستفول. وقالت مصادر دبلوماسية أميركية إن البحث بين الجانبين تركز على تطورات الوضع في سورية والملف النووي الإيراني. وأضافت المصادر، التي اشترطت عدم الكشف عنها، أن المسؤولة الأميركية أوضحت للجانب السعودي سياستها الحالية تجاه سورية وخطط زيادة دعم المعارضة المعتدلة السورية بالتنسيق مع الدول الحليفة، مع الإصرار على أهمية تسريع عملية التخلص من الأسلحة الكيماوية لدى نظام الأسد، من دون أن تكشف عن مزيد من التفاصيل . وفي ما يخص الملف النووي الإيراني، اكتفت المصادر بالقول إن باترسون جددت التأكيد للجانب السعودي على أن الإدارة الأميركية «لن تسمح على الإطلاق بامتلاك إيران لأي أسلحة نووية، وأنها ملتزمة بالحفاظ على أمن واستقرار دول مجلس التعاون الخليجي» . وتأتي زيارة باترسون قبيل ساعات من وصول وزير الدفاع الأميركي، تشاك هاغل، إلى جدة، في إطار جولة تشمل المملكة والأردن وإسرائيل، يجري خلالها محادثات تطغى عليها المخاوف بشأن إيران والحرب في سورية. الامارات اليوم