افتتح سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، رئيس هيئة دبي للطيران المدني رئيس مؤسسة مطارات دبي، أعمال الدورة الثانية من «منتدى قادة المطارات العالمية»، الذي يقام على مدار يومين، في مركز دبي الدولي للمؤتمرات والمعارض، بالتزامن مع «معرض المطارات 2014»، والدورة الأولى من «معرض تموين المطارات». وقال مسؤولون وخبراء في قطاع النقل الجوي، خلال المنتدى، إن «مجمع نبراس للطيران»، في مدينة العين، سيوفر 5000 وظيفة للمواطنين الإماراتيين بحلول عام 2030، من إجمالي 10 آلاف وظيفة، مشيرين إلى أن الإمارات تستهدف القفز مرتبتين في تصنيف جودة المطارات، في تقرير التنافسية الدولية بحلول عام 2020. وقالوا إن الإمارات وقّعت ما يزيد على 160 اتفاقية نقل جوي، يتضمن معظمها عنصر تحرير الأجواء، ما مكنها من أن تحتل المرتبة الثانية بعد الولاياتالمتحدة، بتوقيع اتفاقات أجواء مفتوحة. وذكروا أن مفهوم «مطارات المدن» يمثل مستقبل المطارات في القرن ال21، وهي عبارة عن مشروعات متكاملة للخدمات، من ترفيه وسياحة وسكن وإقامة فندقية، متوقعين أن تدر هذه المطارات عائدات ضخمة، وتسهم في توفير مزيد من فرص العمل. «مجمع نبراس» حلول لفحص الحقائب والشحن عرضت شركة «جي فور إس» لحلول النقل، التي تخدم 120 مطاراً و85 شركة طيران حول العالم، عدداً من الحلول الأمنية، خلال مشاركتها في «معرض المطارات 2014»، منها أجهزة فحص الحقائب والمسافرين، وبضائع الشحن، فضلاً عن توفير الحماية لكبار الشخصيات والمشاهير خلال السفر. وقال مدير مبيعات الشرق الأوسط في الشركة، مارك هورتون، إن «الشركة تعمل بتعاون وثيق مع السلطات الأمنية في الدول التي تعمل بها، لتوفير طبقات إضافية من الحماية وتأمين المسافرين في المطارات منذ لحظة وصولهم حتى سفرهم». وأكد هورتون، أن «(جي فور إس) تعتزم استثمار مشاركتها في المعرض، لتدعيم علاقاتها مع المتعاملين الحاليين، واكتساب متعاملين جدد»، مشيراً إلى أن هناك فرصاً تجارية واعدة، بسبب الزيادة المتوقعة في أعداد المسافرين في منطقة الخليج العربي، والحاجة إلى تسريع عملية إنهاء إجراءات سفرهم دون الحد من حريتهم أو إزعاجهم. وتفصيلاً، قال المدير التنفيذي لوحدة «مبادلة» لصناعة الطيران والخدمات الهندسية، حميد الشمري، إن «(مجمع نبراس للطيران) في مدينة العين، الذي يمتد على مساحة 25 كيلومتراً مربعاً، ويضم مشروعات صناعية، وشركات، ومرافق مكتبية، سيوفر أكثر من 10 آلاف وظيفة في قطاع صناعة الطيران بحلول عام 2030»، مشيراً إلى أن 50% من هذه الوظائف ستكون للإماراتيين. وأضاف الشمري أن «قيمة الاستثمارات للعام الجاري تصل إلى نحو 500 مليون درهم، لتشييد البنية التحتية في المجمع، فضلاً عن استثمارات قائمة حالياً بقيمة 1.4 مليار درهم لمنشآت المركز العسكري المتطور للصيانة والإصلاح والعمرة (أمروك)»، كاشفاً أنه سيتم التوصل إلى اتفاق نهائي مع شركات «إيرباص»، و«بوينغ»، و«رولز رويس»، و«جنرال إلكتريك»، حول الصيانة والتصليح في «مجمع نبراس»، فضلاً عن وجود محادثات بشأن العمل على توريد مكونات طرز جديدة من الطائرات التي أعلنتها شركتا «إيرباص» و«بوينغ»، لتكون «مبادلة» أحد المزودين الرئيسين لمكونات هذه الطائرات. وذكر الشمري على هامش المنتدى، أن «(أمروك) ستسلّم منشآتها في عام 2016، وستنقل كامل هذه المنشآت إلى مجمع نبراس للطيران»، لافتاً إلى أن «مبادلة» ستجعل من مدينة العين مركزاً إقليمياً في صناعة الطيران. وقال إن «نسبة التوطين حالياً في مصنع (ستراتا) تصل إلى 30%، نسبة 85% منها لمواطنات»، مشيراً إلى أن «المرحلة الثانية من المصنع ستعلن خلال العام الجاري». وأكد أن «(مبادلة) تستهدف تأسيس صناعة جوية متطورة وفق معايير عالمية، ترتكز على ثلاث ركائز أساسية هي التنافسية، والطاقة، وتأهيل القوى البشرية المواطنة في قطاع صناعة الطيران»، مشيراً إلى أن «هناك دوراً كبيراً لتأهيل الكوادر المواطنة، وتشجيعها على الدخول إلى هذا القطاع». وأضاف أن «الشركات العاملة في القطاع تبحث عن كوادر وطنية، وهو أمر يتطلب تدريب الكوادر الوطنية استعداداً للخطط المستقبلية في القطاع». جودة المطارات إلى ذلك، قالت مساعدة المدير العام للاستراتيجية والشؤون الدولية في الهيئة العامة للطيران المدني، ليلى حارب المهيري، التي أدارت جلسة نقاش حول «تطوير المطارات باعتبارها قاطرة للنمو الاقتصادي وزيادة التنافسية الدولية»، إنه «لو نظرنا إلى صناعة الطيران العالمية التي يتبعها 3850 مطاراً حول العالم، بقيمة تبلغ 2.2 تريليون دولار، على أنها دولة، لكان اقتصادها يحتل المرتبة ال19 بين أكبر الاقتصادات العالمية». وأكدت أن «الإمارات تستهدف القفز مرتبتين في تصنيف (جودة المطارات)، وذلك في تقرير التنافسية الدولية بحلول عام 2020، تماشياً مع رؤية قيادة الدولة». بدوره أفاد الرئيس التنفيذي لمؤسسة مدينة دبي للطيران، المهندس خليفة الزفين، خلال كلمته الافتتاحية، بأن «المنتدى يمثل منصة مثالية أمام المهنيين والخبراء، لمناقشة وبحث القضايا والتحديات المشتركة، والتوصل إلى حلول مبتكرة للتغلب على التحديات الحالية والمستقبلية، فضلاً عن تحديد وسائل تعظيم الاستفادة من الفوائد الاجتماعية والاقتصادية للطيران». وأضاف أن «المرحلة الأولى من مشروع (دبي وورلد سنترال) الذي يضم صناعات لوجستية، وطيراناً، وأنشطة إنسانية تجارية حول مطار آل مكتوم الدولي، انتهت، ويجرى العمل على تطوير بقية المكونات الرئيسة للمشروع خلال السنوات المقبلة». وأوضح أن «الفوائد الاقتصادية والاجتماعية والبيئية للمشروع ضخمة للغاية»، مؤكداً أن «المستوى العالمي للبنية التحتية، والتنوع الاقتصادي، والاستثمارات طويلة الأجل، ستنقل صناعة الطيران إلى مستويات غير مسبوقة من التطور». وذكر أن «التسهيلات والتحسين في تجربة السفر تسهم في زيادة تنافسية المطارات»، لافتاً إلى أن «صناعة الطيران والمطارات أضحت من أهم الركائز في نمو اقتصادات الدول». مطارات المدن إلى ذلك، قال خبراء في قطاع الطيران في الجلسة الثانية من المنتدى، إن «مطارات المدن» تمثل مستقبل المطارات في القرن ال21. وذكروا أن مشروع «دبي وورلد سنترال» في دبي، ومطار مسقط الدولي في عمان، يمثلان نموذجين في المنطقة لهذا المفهوم، لافتين إلى أن «دبي وورلد سنترال» يضم خمس مناطق تتنوع بين طيران، وخدمات لوجستية، ومراكز تجارية وسكنية. وقال مدير مركز اقتصادات الطيران في كلية «فلالغر» للإدارة بجامعة «نورث كارولينا»، جون كاساردا، إن «العالم يشهد تطورات مهمة في مجال النقل الجوي، وخدمات المطارات»، مشيراً إلى وجود 83 مطاراً حول العالم، تعتبر «مطارات مدن»، وأهمية هذه المطارات التي لا تقتصر خدماتها على نقل الركاب فقط. وتوقع كاساردا نمو هذا المفهوم للمطارات في السنوات المقبلة، خصوصاً في الشرق الأوسط، نظراً لكونه أكثر مناطق العالم نمواً في حركة الطيران، مثل مطار آل مكتوم الدولي ضمن مشروع «دبي وورلد سنترال». ولفت إلى أن مشروعات «مطارات المدن» في المستقبل، ستحمل العديد من المفاهيم ذات العلاقة بالخدمات اللوجستية، والنقل، بما في ذلك الربط عبر السكك الحديدية، ووسائل النقل البري، موضحاً أن «مطارات المدن» مشروعات متكاملة الخدمات من ترفيه وسياحة، وسكن، وإقامة فندقية وتوفير كل المستلزمات والمرافق التي تدعم خدمات الركاب ومختلف الأنشطة التجارية. وأكد كاساردا أن «مطارات المدن» ستدر عائدات ضخمة، وستسهم في توفير مزيد من فرص العمل. الامارات اليوم